حشرة نطاط الأوراق (الجاسيد): أضراره وطرق الوقاية والمكافحة

حشرة نطاط الأوراق (الجاسيد)

في عالم الزراعة، تشكل الآفات والحشرات تهديدًا كبيرًا لإنتاجية المحاصيل وجودة المنتجات. ومن بين هذه الآفات، تبرز حشرة نطاط الأوراق (الجاسيد) كواحدة من أخطر الآفات التي تصيب النباتات. في هذه المقالة، سنتعمق في فهم نطاطات الأوراق، وأضرارها على النباتات، وطرق الوقاية والمكافحة الفعالة لحماية محاصيلنا.

Instagram Facebook Twitter ,

وصف حشرة نطاط الأوراق (الجاسيد) Leafhopper:

نطاطات الأوراق، المعروفة أيضًا باسم Gassids وقادوس الأوراق، هي مجموعة من الحشرات التي تنتمي إلى عائلةCicadellidae . وهي نوع من الحشرات الصغيرة التي تنتمي إلى رتبة نصفية الأجنحة. هذه الحشرات صغيرة الحجم، حيث يتراوح طولها عادةً بين 3 إلى 5 مليمترات. تتميز بأجنحتها الشفافة التي غالبًا ما تكون مطوية فوق ظهرها عندما لا تطير وتكون أطول من جسمها وأرجلها الخلفية معدة للقفز، لونها بين الأخضر والأصفر والبني، مما يساعدها على الاندماج مع البيئة المحيطة للتمويه والحماية من الحيوانات المفترسة.

يستخدم نطاط الاوراق جزءاً من فمه الطويل، المعروف بالخرطوم، لاختراق أنسجة النبات وامتصاص العصارة. هذا النشاط ليس فقط يضعف النباتات بل قد يؤدي أيضاً إلى انتقال مسببات الأمراض النباتية، مثل الفيروسات والبكتيريا، بما في ذلك مرض التفاف الأوراق ومرض الموزايك وأمراض الفيتو بلازما. اضافة إلى أنها تترك خلفها افرازات لعابية سامة تضر بالأنسجة وتضعف التمثيل الضوئي.

الظروف المثالية لنمو وتكاثر نطاط الأوراق: الرطوبة العالية (55-85%) ودرجات الحرارة المعتدلة إلى الدافئة (21-31 درجة مئوية). تفضل هذه الحشرات البيئات الرطبة لأن الرطوبة تساعد في تطوير البيض ونمو اليرقات. كما أن درجات الحرارة الدافئة تسرع من دورة حياتها، مما يؤدي إلى زيادة أعدادها بسرعة في الظروف الملائمة. وهي لا تتحمل البرودة والرياح القوية.

النباتات المضيفة لنطاط الأوراق، تشمل مجموعة واسعة من النباتات الزراعية والبرية. فهي تفضل المحاصيل مثل القطن، الباذنجان، الفول السوداني، الفاصوليا، والبطاطا، وأشجار الفاكهة.

 دورة حياة نطاط الأوراق (الجاسيد):

رسم توضيحي لدورة حياة حشرة نطاط الأوراق (الجاسيد)
رسم توضيحي لدورة حياة حشرة نطاط الأوراق (الجاسيد)

دورة حياة نطاط الأوراق (الجاسيد) تتبع نمطاً بسيطاً نسبياً، تتكون من عدة مراحل رئيسية: البيض، الحوريات (أو اليرقات)، والبالغين.

– تبدأ دورة حياة نطاط الأوراق بوضع البيض. الإناث تضع البيض في الأنسجة النباتية، غالباً تحت سطح الأوراق أو على سيقان النباتات، إذ يمكنها وضع مئات البيوض خلال فترة حياتها. البيض صغير جداً وقد يكون صعب الرؤية بالعين المجردة.

– بعد فترة الحضانة، يفقس البيض ليخرج منه حوريات صغيرة. هذه الحوريات تشبه البالغين ولكن بدون أجنحة. تمر الحوريات بعدة مراحل نمو، تعرف بالطور الحوري، حيث تتغذى على العصارة النباتية وتنمو بشكل تدريجي. مع كل مرحلة نموية، تتخلص الحوريات من جلدها في عملية تسمى الانسلاخ.

– بعد عدة مراحل من الانسلاخ، تصل الحوريات إلى مرحلة النضج وتتحول إلى حشرات بالغة مجنحة. البالغون لديهم القدرة على التكاثر، حيث يبدأ الذكور والإناث في التزاوج، وتعود الدورة للبدء مرة أخرى بوضع الإناث للبيض.

تتميز دورة حياة نطاط الأوراق بقدرتها على التكاثر بسرعة تحت الظروف المثالية، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعدادها في فترة قصيرة. ما يجعل من نطاط الأوراق آفة مدمرة في العديد من النظم الزراعية، خاصة عندما تكون الظروف مواتية لنموها وتكاثرها.

أعراض الإصابة بحشرة نطاط الأوراق (الجاسيد):

تكمن خطورة نطاط الأوراق عندما تكون في طور الحوريات والبالغين حيث يتغذى على عصارة النبات من السطح السفلي للورقة نهارًا وتخرج للسطح العلوي ليلًا. ومن الأعراض التي تظهر على النبات عند الإصابة:

أعراض الإصابة بحشرة نطاط الأوراق (الجاسيد)
أعراض الإصابة بحشرة نطاط الأوراق (الجاسيد)
  • تبدأ الاصابة بظهور بقع صفراء صغيرة على الأوراق نتيجة لامتصاص الحشرات للعصارة من الأنسجة النباتية، مما يؤدي إلى تلف الخلايا في تلك المناطق.
  • ينتشر الاصفرار لمعظم الورقة.
  • ومن ثم ظهور بقع بنية على حواف الأوراق التي تتمدد إلى الضلع الرئيسي للورقة.
  • تبدأ الورقة بالجفاف والتجعد ثم التساقط.
  • الإصابة الشديدة بنطاط الأوراق تؤدي إلى نمو ضعيف وتأخر في نمو النبات ككل. بسبب النقص في العناصر الغذائية والتلف الذي تلحقه الحشرات بالأنسجة النباتية.
  • نطاط الأوراق يفرز سائلاً لزجاً يعرف بالندوة أثناء تغذيته، والذي يغطي الأوراق والسيقان. هذا السائل يكون أرضية خصبة لنمو الفطريات مثل العفن الفطري السخامي، مما يؤدي إلى ظهور طبقات سوداء على الأسطح النباتية مما يقلل من كفاءة التمثيل الضوئي.
  • انخفاض الانتاج وضعف جودته.

طرق الوقاية والمكافحة:

إذا كنت تزرع أحد المحاصيل المضيفة لنطاطات الأوراق فعليك القيام ببعض الاجراءات الوقائية لتمنع تطفل هذه الحشرة على محصولك، وهي ما يلي:

  • المراقبة المنتظمة للنباتات بحثًا عن علامات الإصابة بنطاط الأوراق لاكتشاف المشكلة ومعالجتها مبكرًا.
  • إزالة الأعشاب والنباتات المضيفة البديلة الأخرى حول المناطق المزروعة لتقليل أعداد نطاطات الأوراق.
  • استخدام الحواجز المادية، مثل أغطية الصفوف أو الشباك، او الزراعة في البيوت المحمية لمنع نطاطات الأوراق من الوصول إلى النباتات. مع التأكد من بناء البيت المحمي على نحو متقن يمنع دخول أي نوع من الحشرات ولذلك استعن بتقنيات الزراعة الحديثة لتحصل على أفضل البيوت المحمية مع التركيب والتجهيز.
  • تطبيق تناوب المحاصيل وتنويعها لتعطيل دورة حياة نطاطات الأوراق وتقليل تأثيرها على محاصيل معينة.
  • زراعة أصناف النباتات المقاومة التي تم تطويرها لتحمل أضرار نطاطات الأوراق.

المكافحة الحيوية لنطاط الأوراق:

وهي استخدام الكائنات الحية المفترسة، الطفيليات، أو مسببات الأمراض للتحكم في أعداد نطاط الأوراق. بعض الأساليب المستخدمة تشمل:

  1. ادخال حشرات مفترسة التي تتغذى على نطاط الاوراق أو يرقاته إلى النظم الزراعية الخاصة بك، مثل غشائية الاجنحة الخضراء وأحد انواع البق المفترس و بعض أنواع الخنافس، والدعسوقة، والزنابير..
  2. استخدام بعض أنواع الطفيليات، مثل الدبابير الطفيلية، مثل Anagrus  uricki و Acmopolynema herbali، إذ تضع بيضها داخل أجسام يرقات نطاط الأوراق أو حتى البالغين. عندما تفقس يرقات الطفيليات، تتغذى على المضيف من الداخل، مما يؤدي في النهاية إلى موته.
  3. استخدام الميكروبات الممرضة كبعض الفطريات، والبكتيريا، والفيروسات التي تسبب أمراضاً لنطاط الأوراق. على سبيل المثال، فطريات مثل “Beauveria bassiana” و”Bacillus thuringiensis” (Bt) والتي قد أظهرت فعالية في التحكم بأعداد نطاط الأوراق.

المكافحة الكيماوية لنطاط الاوراق (الجاسيد):

وهي استخدام المبيدات الحشرية للحد من أعداد هذه الآفة. على الرغم من فعاليتها في السيطرة السريعة على الإصابات، إلا أنه يجب استخدام المبيدات الكيميائية بحذر لتجنب الأضرار البيئية ومشاكل مقاومة الآفات. لمكافحة نطاط الأوراق (جاسيد)، يمكن استخدام عدة أنواع من المبيدات الكيميائية التي تختلف في آليات عملها وفعاليتها. بعض المبيدات الشائعة الاستخدام تشمل:

1. النيونيكوتينويدات: مثل الإميداكلوبريد والثياكلوبريد، تعمل هذه المجموعة من المبيدات عن طريق تعطيل نظام الأعصاب لدى الحشرات، مما يؤدي إلى شللها وموتها. يجب استخدامها بحذر نظرًا لتأثيراتها المحتملة على النحل والملقحات الأخرى.

2. البايرثرويدات: مثل دلتامثرين وسايبرمثرين، تعد البايرثرويدات فعالة ضد مجموعة واسعة من الحشرات وتعمل عن طريق تعطيل وظائف الجهاز العصبي للحشرات. هذه المبيدات لها تأثير سريع ولكن يجب استخدامها بحذر لتجنب الأثر السلبي على الحشرات غير المستهدفة.

3. الأورجانوفوسفاتات: مثل الملاثيون والديازينون، تؤثر هذه المبيدات أيضًا على الجهاز العصبي للحشرات ولكن يمكن أن تكون سامة للثدييات والطيور والأسماك، لذا يجب استخدامها بحرص وفقًا لتوجيهات السلامة.

4. الكاربامات: مثل الكارباريل، تعمل هذه المبيدات بطريقة مشابهة للأورجانوفوسفاتات لكنها تتميز بانخفاض السمية للثدييات. مع ذلك، لا بد من الحرص عند استخدامها لتقليل الأثر البيئي.

5. مبيدات الحشرات الجهازية: مثل الأسيتاميبريد والدينوتيفوران، تمتصها النباتات وتتوزع في أنسجتها، مما يجعل الحشرات تموت بمجرد تغذيتها على النبات.

عند استخدام المبيدات الكيميائية، من المهم اتباع التوجيهات والتوصيات المحددة على العبوة ومراعاة معايير السلامة لتجنب الضرر بالبيئة والكائنات غير المستهدفة. وستجد في متجر تقنيات الزراعة الحديثة أفضل المبيدات الكيميائية الفعالة

ولا تنسى التخلص من النباتات المصابة، واعطاء النبات دفعة من المغذيات لتستعيد قوتها، لذا وفرت لك تقنيات الزراعة الحديثة مجموعة من الأسمدة التي تقوي النبات وتساعده على استعادة عافيته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟