الزراعة المصاحبة: فوائدها، وأفضل النباتات التي تنمو معًا

الزراعة المصاحبة

عند التخطيط لحديقتك أو حقلك ضع في اعتبارك الزراعة المصاحبة. فيجب أن تجد لمحاصيلك الصحبة الجيدة التي ستدعم نموها وتحميها من الآفات والأمراض وحتى تحميها من أشعة الشمس. وبالمقابل انتبه من زراعة بعض النباتات التي تضر بمحاصيل. لمعرفة المزيد عن الزراعة المصاحبة وفوائدها أكمل السطور التالية.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هي الزراعة المصاحبة؟

هي ممارسة زراعية تقليدية تتضمن زراعة أنواع مختلفة من النباتات على مقربة؛ لتعزيز نمو بعضها البعض وتوفير المنافع المتبادلة. وتجنب زراعة نباتات أخرى تسبب المشاكل لبعضها البعض.

وهي طريقة مستخدمة على نطاق واسع في الزراعة العضوية لأنه يسمح للمزارعين بإدارة النظم الزراعية بشكل طبيعي دون الاعتماد على المدخلات الكيميائية مثل الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية.. أظهرت الدراسات أن الزراعة المصاحبة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على خصوبة التربة والمجتمعات الميكروبية وإنتاجية المحاصيل.

لا يعتمد هذا النوع من الزراعة دائمًا على حقائق علمية، فهي في بعض الأحيان تكون نتيجة تجربة وتقاليد زراعية يتبادلها المزارعون.

فوائد الزراعة المصاحبة:

هناك الكثير من الفوائد التي ستجنيها عندما تطبق الزراعة المصاحبة، وفيما يلي بعض الأدوار والفوائد الرئيسية للزراعة المصاحبة:

1- التحكم في الآفات:

زراعة بعض النباتات بجانب بعضها البعض يساعد في تقليل الآفات دون الحاجة إلى مبيدات حشرية. على سبيل المثال، الريحان يطرد الحشرات الضارة بالطماطم، والأقحوان يطرد النيماتودا التي يمكن أن تؤثر على النباتات الجذرية.

نبات الشبت يجذب الدعسوقة إحدى فوائد الزراعة المصاحبة
نبات الشبت يجذب الدعسوقة

 وبعض النباتات قادرة على  جذب الحشرات النافعة التي ستقضي بدورها على الآفات. فمثلًا زراعة زهرة الذرة يجذب بعض أنواع الدبابير الطفيلية التي تقضي على عثة الكرنب. والشبت الذي يجذب الخنافس المفيدة. أو عن طريق زراعة محاصيل الفخ وهي محاصيل رفيقة تكون مضيفة للآفة المستهدفة. التي تتجمع عليها بعيًدا عن المحصول الرئيسي، مثل نبات الكبوسين الذي  يجذب حشرات المن بعيدًا عن المحاصيل الأكثر قيمة.

2- تعزيز التلقيح:  

زراعة النباتات المزهرة بين المحاصيل يجذب الملقحات مثل النحل والفراشات. هذا يساعد على تحسين معدلات التلقيح وبالتالي زيادة الإنتاجية وجودة المحصول.

3- تحسين نمو النبات:

بعض النباتات يمكن أن تحفز نمو بعضها البعض عند زراعتها معاً. على سبيل المثال، الفاصوليا تثبت النيتروجين في التربة، مما يفيد المحاصيل التي تستهلك النيتروجين بكثرة مثل الذرة.

4- الحفاظ على الماء والمغذيات:

 تقلل النباتات التي توفر ظلًا أو تغطية للتربة من تبخر الماء، وتحافظ على رطوبة التربة. كما يمكن للنباتات الغطائية مثل القرع أن تمنع نمو الأعشاب الضارة التي تتنافس على المغذيات.

5- تحسين جودة التربة:

تساعد الزراعة المصاحبة في تحسين بنية التربة وصحتها. على سبيل المثال، النباتات التي تثبت النيتروجين مثل البقوليات تُثري التربة بالنيتروجين، مما يفيد النباتات المجاورة. والنباتات ذات الجذور العميقة تفتت التربة وتزيد من تهويتها مثل دوار الشمس والأرقطيون.

6- الوقاية من الأمراض:

تنويع المحاصيل يقلل من انتشار الأمراض النباتية، حيث تكون الأمراض عادة متخصصة بأنواع معينة من النباتات. على سبيل المثال، يساعد زراعة الثوم بالقرب من الورود في منع الفطريات.

7- استغلال المساحة بكفاءة:

بعض النباتات تنمو جيداً في الظل أو تحت نباتات أخرى، مما يسمح باستخدام المساحة العمودية والأفقية بشكل أكثر كفاءة. على سبيل المثال، يمكن زراعة الخس تحت ظلال نباتات أطول مثل الذرة.

8- الجمالية والتنوع البيولوجي:

تزيد الزراعة المصاحبة  من التنوع البيولوجي في الحقل، مما يجعل النظام البيئي أكثر استقرارًا وجاذبية. يعزز هذا التنوع الجمالية العامة للحديقة.

9- تحسين نكهة النبات:

يمكن أن تساهم الزراعة المصاحبة في تحسين نكهة الثمار، فقد وجد أن الريحان يجعل ثمار الطماطم أكثر حلاوة وغنية بالنكهة.

10- الحماية من الرياح:

زراعة صفوف من الأشجار أو الشجيرات كحواجز للرياح، تقلل من سرعة الرياح التي قد تسبب تلف المحاصيل أو جفافها. على سبيل المثال، زراعة الأشجار الطويلة حول الحقول يمكن أن توفر حماية للمحاصيل مثل الذرة التي قد تتأثر بالرياح القوية.

11- توفير الظل:

بعض المحاصيل تحب الظل. وخاصة في المناطق ذات الطقس الحار جدًا. زراعة نباتات طويلة مثل الذرة أو بعض أنواع الأشجار بين المحاصيل التي تحتاج إلى ظل يحميها من أشعة الشمس القوية ويقلل من الإجهاد الحراري لهذه النباتات. على سبيل المثال، زراعة الخس أو السبانخ تحت ظلال نباتات أكبر يحسن من جودتها ويطيل فترة حصادها.

أمثلة على أفضل النباتات المصاحبة:

تقدم الزراعة المصاحبة  فوائد متعددة من خلال اختيار أنواع النباتات المناسبة للزراعة معًا. هنا بعض من أفضل الأمثلة على النباتات المصاحب:

الذرة والفاصولياء والقرع (الأخوات الثلاث):

الزراعة المصاحبة (الاخوات الثلاث)
زراعة الأخةوات الثلاث

الفاصوليا تثبت النيتروجين في التربة مما يفيد الذرة التي تحتاج إلى نيتروجين عالي للنمو. القرع يغطي الأرض مما يحافظ على الرطوبة ويمنع نمو الأعشاب الضارة. أعمدة الذرة تعمل كدعامات طبيعية لنمو الفاصوليا المتسلقة. وعلى نفس المبدأ هناك الخيار ودوار الشمس والفاصولياء.

الريحان والطماطم (أفضل الأصدقاء)

زراعة الريحان بجانب الطماطم
زراعة الريحان بجانب الطماطم

الريحان والطماطم ليس مزيجًا جديدًا فقط في الأطباق اللذيذة. ولكنه أيضًا مزيجًا مثاليًا أثناء الزراعة. فالريحان يطرد الحشرات مثل ذبابة الفاكهة والتربس وديدان الحشد والعث الذي يضع ديدان الطماطم. ويجذب النحل مما يحسن التلقيح في الطماطم وبالتالي زيادة انتاجيتها. ويُقال أنه يحسن نكهة الطماطم.

 الجزر والكراث (البصل – الثوم) مع اللافندر:

زراعة الكراث بجانب الجزر
زراعة الكراث مع الجزر

غالبًا ما يتم إقران نباتا من الفصيلة الثومية مع الجزر. فرائحة الجزر تمنع عثة الكراث من الوصول إلى الكراث. ويمنع الكراث ذبابة الجزر من التسبب بالضرر للجزر. ويمكنك أن تزرع معها للافندر التي تجذب مجموعة من الملقحات كالفراشات والحوامات لتعزيز التلقيح في كل من الجزر والكراث.

الشيح والفاصولياء:

 الرائحة القوية للشيح تمنع حشرات المن والذباب والخنافس الضارة من الوصول إلى الفاصولياء وللشيح خصائص مضادة للفطريات، مما يساعد في الوقاية من أمراض التربة التي قد تصيب الفاصولياء. إضافة إلى أن زهورها الصفراء تجذب الحوامات واجنحة الدانتيل والخنافس المفيدة التي تفترس العديد من الحشرات الضارة.

لسان الثور (Borage) والفراولة:

نبات لسان الثور
نبات لسان الثور

لسان الثور ينتج أزهاراً جميلة وجذابة للنحل والملقحات الأخرى. مما يساعد على زيادة تلقيح نباتات الفراولة وبالتالي تحسين الانتاج. إضافة إلى أنه  يبقى الآفات بعيدة عن الفراولة فهو يطرد ديدان الفراولة.  ويُعتقد أن وجود لسان الثور بالقرب من الفراولة يساعد في تحسين طعم ثمار الفراولة.

القطيفة والخضروات:

زراعة القطيفة مع الفلفل
زراعة القطيفة مع الفلفل

القطيفة من أفضل النباتات المصاحبة للخضروات وخاصة الطماطم والفلفل والجزر والفاصولياء. فهي ذات رائحة منفرة  للكثير من الآفات. إضافة إلى أن جذورها تفرز مواد سامة للديدان الخيطية . وهي جاذبة للحشرات للملقحات والحشرات المفترسة مثل الخنافس والدبابير الطفيلية التي تقضي على حشرات المن والتربس والذباب الأبيض.

وهناك العديد من الأمثلة في الزراعة المصاحبة لا يسعنا ذكرها. فعندما تريد زراعة أي محصول ابحث عن أفضل النباتات المصاحبة له. ويمكنك الحصول على العديد من البذور الموثوقة من متجر تقنيات الزراعة الحديثة.

وبشكل عام، تلعب الزراعة المصاحبة دورًا حاسمًا في الزراعة العضوية من خلال تعزيز التنوع البيولوجي، وتعزيز التوازن البيئي، وتقليل الحاجة إلى المدخلات الكيميائية. إنه نهج مستدام يتماشى بشكل جيد مع مبادئ الزراعة العضوية. وللمزيد من المقالات المفيدة في عالم الزراعة تصفح مدونة تقنيات الزراعة الحديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟