تعتبر الزراعة المائية العضوية من الأكثر المواضيع جدلًا في مجال الزراعة، فهل يمكن زراعة النباتات بدون تربة عضويًا؟ الجواب ليس بهذه السهولة فهناك الكثير من التحديات التي تعيق جعل الزراعة المائية خاضعة لمعايير الزراعة العضوية. ولكن بالنهاية ليست مستحيلة. هنا سوف نستعرض هذه التحديات وما هي إمكانية تطبيق المعايير العضوية على الزراعة المائية.
Instagram , Facebook , Twitter ,
الزراعة المائية العضوية (Organic Hydroponics):
هي طريقة لزراعة النباتات بدون تربة وفقًا لمعايير الزراعة العضوية. حيث يُمنع استخدام أي إضافات صناعية أو هندسة وراثية سواء كانت مبيدات او أسمدة. وبالتالي يجب زراعة النباتات باستخدام محلول مغذي عضوي بدلاً من الأسمدة الكيميائية. وتفعيل استراتيجية المتكاملة لإدارة الآفات داخل أنظمة الزراعة المائية.
الزراعة المائية العضوية من الاساليب التي يسعى الكثيرين للوصول لها نظرًا لأنها تجمع بين فوائد الزراعة المائية الكثيرة كتوفير المياه والزراعة في أي مكان والانتاج الوفير والحصاد السريع. ومع فوائد الزراعة العضوية التي تتمثل بالحصول على محاصيل نظيفة، خالية من المواد الكيمائية.
تحديات الزراعة المائية العضوية:
هناك الكثير من التحديات التي تجعل الزراعة المائية العضوية غير ممكنة لدى الكثيرين. إضافة إلى أن الكثير من الدول لا تعطي شهادة الزراعة العضوية للمزارعين الزراعة المائية. ويبقى السؤال المثير للجدل. هل الزراعة المائية العضوية ممكنة أم لا؟
للإجابة على هذا السؤال. بداية سوف نطرح التحديات التي يحتج بها المعارضون للزراعة المائية العضوية. وهي:
معضلة التربة:
إن المعيار الأساسي في الزراعة العضوية هي صحة التربة والنشاط الميكروبي الحاصل بها. وبما أنه لا يوجد تربة في الزراعة المائية. فكيف سنبني عليها أسس الزراعة العضوية. فلا وجود للتربة ولا للميكروبات المفيدة التي تساعد على تحليل الأسمدة العضوية إلى مغذيات يمكن للنبات استخدامها.
المغذيات العضوية :
دائما ما كانت المغذيات العضوية العائق الأساسي في فشل الزراعة المائية العضوية. نظرًا لطبيعتها الكثيفة والسميكة والمتكتلة وهي غير قابلة للذوبان بالكامل. مما يؤدي لانسداد الأنظمة المائية وتراكم العناصر الغذائية بأماكن متفرقة من نظامك المائي مسببةً بذلك إلى انخفاض التهوية. فتقل نسبة الأكسجين التي يحصل عليها الجذور وتزداد احتمالية استعمار مسببات االأمراض في نظامك المائي.
أقل انتاجية:
إذا استطعت أن تتجاوز العقبات السابقة التي ذكرناها وتتمكن من زراعة منتجات عضوية باستخدام الزراعة المائية. سيكون لديك في الغالب إنتاجية محاصيل أقل مقارنةً بالزراعة المائية التقليدية مع نمو على نحو أبطأ.
صعوبة ضبط درجة الحموضة:
أنظمة الزراعة المائية العضوية تكون عرضة لتقلبات كبيرة في درجة الحموضة، نظرًا لكون الأسمدة العضوية المستخدمة في الزراعة المائية على مستويات مختلفة من درجة الحموضة بسبب التركيب المتنوع للمواد العضوية، مما يجعل من الصعب الحفاظ على توازن ثابت لدرجة الحموضة. وقد تتمتع المواد العضوية بقدرات تخزين مختلفة، مما يؤثر على كيفية تغير درجة الحموضة استجابةً لامتصاص المغذيات من قبل النباتات، إضافة إلى أن الخيارات المسموح بها لتعديل درجة الحموضة محدودة. مما يحد من خيارات التحكم في درجة الحموضة ويتطلب طرقًا بديلة وطبيعية لتنظيم مستويات الأس الهيدروجيني بشكل فعال.
إضافة إلى أن الزراعة المائية العضوية تحتاج للكثير من المعرفة والخبرة مقارنةً بالزراعة التقليدية.
الحلول المطروحة لجعل الزراعة المائية العضوية ممكنة:
رغم كل التحديات التي ذكرناها لا يزال هناك الكثيرين من المؤيدين للزراعة المائية العضوية. والذين يطرحون الحلول والحجج التي تؤيد وجهة نظرهم والتي تتمثل بالتالي:
- مع الزراعة المائية، يمكنك زراعة الأغذية العضوية حتى في المدن الداخلية والأراضي الملوثة والصحراء وربما بالمكتبات والمدارس. مما يسمح بالزراعة العضوية في أي مكان.
- وإذا كانت الزراعة العضوية تهدف إلى حماية البيئة وزيادة كفاءة مواردنا، فإن الزراعة المائية تلبي بالتأكيد المعايير فيما يتعلق باستخدام المياه، بالمقارنة مع زراعة التربة، تستخدم الزراعة المائية كمية أقل بكثير من المياه. وذلك أيضًا ينطبق على تركيز المحلول المغذي فلا يحصل اهدار له ضمن أنظمة الزراعة المائية.
- يمكن تنشيط الكائنات الميكروبية في الزراعة المائية العضوية. باستخدام حلول المغذيات العضوية، إذ يؤدي دمج محاليل المغذيات العضوية الغنية بالنشاط الميكروبي إلى تنشيط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في أنظمة الزراعة المائية العضوية. وتنفيذ طرق علم الأحياء الحيوية، مثل التحلل الميكروبي الهوائي. ومن المهم مراقبة مستويات النشاط الميكروبي بانتظام لضمان وجود مجتمع ميكروبي متوازن وصحي داخل بيئة الزراعة المائية العضوية.
- الآن أصبح هناك الكثير من الأسمدة المائية العضوية سلسة وسهلة الاستخدام ضمن أنظمة الزراعة المائية مثل راشح السماد الدودي فهو ذا قيمة غذائية عالية وهو سائل فيمكن إضافته بكل سهولة لأنظمة الزراعة المائية.
- سهولة الإدارة المتكاملة للآفات (IPM) مع الالتزام بالمعايير العضوية. حيث تتواجد في بيئة المغلقة والمتحكم بها. وبالتالي يمكن إدخال الحشرات المفيدة ومحاصرة الآفات باستخدام الحواجز الميكانيكية مع إمكانية تعديل الأجواء المحيطة بالآفة للتخلص منها.
- في الزراعة المائية لا حاجة للمبيدات الأعشاب. إذ لا تمنو الاعشاب الضارة داخل أنظمة الزراعة المائية.
المغذيات العضوية في الزراعة المائية:
تغذية النباتات في الزراعة المائية من أهم الأمور التي ستنجح زراعتك أو تفشلها. ولتستطيع زراعة نباتاتك ضمن معايير الزراعة العضوية. هناك عدد من الخيارات المطروحة أمامك:
نظام أكوابونيك (Aquaponics):
إذا كان لديك نظام aquaponics (نظام يجمع بين الزراعة المائية وتربية الأسماك)، فأنت تستخدم بالفعل محلولًا غذائيًا طبيعيًا وعضويًا. إذ توفر مخلفات الأسماك في أنظمة الاستزراع النباتي والسمكي مصدرًا قيمًا للمغذيات العضوية للنباتات، حيث توفر العناصر الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بالإضافة لوجود البكتريا الآزوتية .وهنا توفر لك تقنيات الزراعة الحديثة نظام أكوبونيك مكتبي رائع وأنيق. يُمكنك من تجربة محدودة للزراعة مائية عضوية.
استخدام الأسمدة العضوية المائية التجارية:
لقد أصبحت الأسمدة العضوية الخاصة بالأنظمة المائية متوفرة وبكثرة. يمكنك استخدامها للبدء في الزراعة المائية العضوية. وتأكد من أنها حاصلة على شهادة OMRI، مما يعني أنها تم اختبارها وفقًا لمعايير الزراعة العضوية.
أسمدة عضوية محلية الصنع:
يمكنك صناعة بعض الأسمدة العضوية التي يمكن استخدامها في أنظمة الزراعة المائية. ولكن يجب أن تبدأ على نطاق ضيق حتى تستطيع معرفة العمل الصحيح والكميات المناسبة. ونذكر من هذه الأسمدة:
مستحلب السمك:
مشتق من بقايا الأسماك، وهو سماد عضوي شائع يستخدم في الزراعة المائية لمحتواه الغذائي الغني وقدرته على تحسين نمو النبات. يمكنك صنعه بنفسك عن طريق مزج بقايا السمك أو السمك الكامل بالماء، مما يسمح للمزيج بالتخمر لبضعة أسابيع. صفي السائل للحصول على مستحلب السمك الجاهز للاستخدام في أنظمة الزراعة المائية.
مستخلص الأعشاب البحرية:
هو سماد طبيعي يوفر العناصر الغذائية الأساسية وهرمونات النمو للنباتات، مما يعزز النمو الصحي في أنظمة الزراعة المائية. ويمكنك صناعته بجمع الأعشاب البحرية وغسلها وتجفيفها ثم نقعها وغليها ثم التصفية والحصول على سائل غني بالعناصر الغذائية.
شاي الكومبوست:
المصنوع من البقايا النباتية المحولة إلى سماد، هو سماد سائل غني بالمغذيات يمكن أن يعزز صحة التربة ونمو النبات في عمليات الزراعة المائية.
شاي الدودي:
وهو راشح السماد الدودي. غني بالميكروبات والمغذيات المفيدة.
وستجد في متجر تقنيات الزراعة الحديثة العديد من الأسمدة العضوية التي ستساعدك في إعداد محلول المغذيات الخاص بزراعتك المائية.
ولكن تكمن المشكلة في أن النباتات لا يمكنها حقًا استخدام الأسمدة العضوية المذابة مباشرة في الماء. لأن مفتاح توفير العناصر الغذائية هو وجود نشاط ميكروبي كافٍ حول منطقة جذر النبات مع وجود تهوية مناسبة. إذ إن التحلل الهوائي بواسطة البكتيريا هو ما يجعل العناصر الغذائية متاحة بيولوجيًا للنباتات. إذًا للحصول على زراعة مائية عضوية ناجحة، ستحتاج إلى نظام يتضمن ما يلي:
- مرشح حيوي: يعمل المرشح الحيوي كنظام ترشيح بيولوجي، حيث يعمل على تكسير المواد العضوية وتحويل الأمونيا إلى النتريت والنترات، وهي مغذيات أساسية لنمو النبات.
- الأوكسجين: يجب أن يكون هناك ما يكفي من الأكسجين لنشاط بكتيري صحي. يمكنك توفيره باستخدام أحجار الهواء ومضخات الهواء والتي ستجدها في متجر تقنيات الزراعة الحديثة.
- وسط مائي/ركيزة: توفر وسط النمو سطحًا كافيًا لنمو الكائنات الحية الدقيقة وتشكل مستعمرات البكتيريا والميكروبات التي ستساعد في تحلل المحلول المغذي ليكون قابلًا للامتصاص من قبل النباتات.
وهنا وبالعودة للسؤال الذي طرحناه سابقًا، سيكون الجواب: نعم، ولكن ستحتاج للكثير من المراقبة والخبرة والمتابعة المستمرة. وهناك الكثير من التجارب الناجحة التي يمكنك الاقتداء بها. ونحن هنا في تقنيات الزراعة الحديثة سنقدم لك كل ما تحتاجه لتبدأ مشروعك الزراعي. من توفير جميع أنظمة الزراعة المائية وأنظمة التبريد وأجهزة قياس الحرارة والرطوبة إضافة للأسمدة العضوية وغيرها الكثير، لذا زر متجرنا للتعرف على ما نقدمه.