تعد الزراعة المائية من الطرق الزراعية الحديثة فهي تعتمد على توصيل النباتات بالمغذيات والمياه عن طريق المحلول المغذي وتتم الزراعة من خلال أنظمة ومن أهمها الزراعة العمودية تستخدم قوة التكنولوجيا، لزراعة المحاصيل في بيئة خاضعة للرقابة، وهذا النوع يجلب العديد من الفوائد والربح، وهو لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة. في هذا المنشور، سنستعرض مفهوم الزراعة العمودية، بالإضافة إلى فوائدها المتعددة التي تجعلها خيارًا جذابًا للمزارعين والمستهلكين على حد سواء.
nstagram , Facebook , Twitter ,
تعريف الزراعة العمودية:
هو نظام زراعي متطور يعتمد على إنتاج المحاصيل في طبقات متعددة مرتبة رأسياً، داخل بيئات محكومة مثل المباني والمستودعات المغلقة. تستخدم هذه التقنية أنظمة ري وإضاءة متطورة، وتعتمد على التحكم الدقيق في درجات الحرارة والرطوبة ومستويات ثاني أكسيد الكربون. يمكن استخدام تقنيات مختلفة مثل الزراعة المائية والزراعة الهوائية والزراعة بدون تربة.. يتوافر في تقنيات زراعة حديثة أنظمة تصنيع تقنيات الزراعة الحديثة.
فوائد الزراعة العمودية:
للزراعة العمودية الكثير من الفوائد والتي جعلتها احدى الحلول الثورية للكثير من مشاكل الزراعة، ونذكر من هذه الفوائد:
- زيادة الإنتاجية: تساعد في زيادة عدد المحاصيل المزروعة في وحدة المساحة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية بشكل كبير. يمكن زراعة المزيد من النباتات في نفس المساحة مقارنةً بالزراعة التقليدية، مما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على الغذاء، والمحاصيل من المزارع العمودية أكثر إنتاجية بمئة مرة من المزارع التقليدية
- توفير المياه: تعتبر هذه الزراعة أكثر كفاءة في استخدام المياه، حيث تحتاج إلى كميات أقل من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية. ومقدار توفير المياه تصل إلى 95%من الزراعة التقليدية، حيث يتم إعادة تدوير المياه في معظم الأنظمة، مما يقلل من الفاقد ويعزز الاستدامة.
- تحكم بيئي أفضل: تتيح الزراعة العمودية التحكم الدقيق في الظروف البيئية، مما يساعد في تحسين نمو النباتات. يمكن ضبط مستوى الإضاءة، والرطوبة، ودرجة الحرارة بما يتناسب مع احتياجات كل نوع من النباتات، مما يعزز من جودتها.
- تقليل الآفات والأمراض: تُعَد الزراعة العمودية بيئة مثالية لتقليل تعرض النباتات للآفات والأمراض، مما يقلل الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية. وبفضل التحكم في الظروف المحيطة، يمكن تحسين صحة النباتات بشكل عام.
- توسيع نطاق المحاصيل: يمكن استخدامها أنواع متنوعة من النباتات، بما في ذلك الخضار، والأعشاب، والفواكه. كما يمكن زراعة النباتات في مواسم غير مناسبة، مما يساهم في زيادة التنوع الغذائي. ويمكن تحويل أي شيء من مستودع إلى مزرعة عمودية وهذا يعني أنه يمكن زراعة المحاصيل بالقرب من المراكز الزراعية المناسبة
- استدامة بيئية: تساعد الزراعة العمودية في تقليل الأثر البيئي للزراعة من خلال تقليل استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية، مما يسهم في الحفاظ على البيئة. كما أنها تعزز من استخدام الموارد بشكل فعال، مما يساهم في تحقيق الاستدامة.
- تسهيل الوصول وإدارة الزراعة: تتيح الزراعة العمودية سهولة الوصول إلى النباتات، مما يسهل عمليات الرعاية والحصاد. كما أن تقنيات الزراعة الحديثة المستخدمة في هذا النظام تجعل من السهل إدارة المحاصيل ومراقبتها.
- توفير الطاقة: فهو يوفر بنسية تصل إلى 30%من الطاقة مقارنة مع بقية الأنظمة.
- صالحة لكل أنواع المحاصيل وقابلة للتطوير بحسب أنواع المحاصيل. ويمكن أن تنمو المزارع العمودية الداخلية طوال السنة والمزارع العمودية ليست حساسة لتأثيرات الأعاصير أو الظواهر الجوية الشديدة
أنواع الأنظمة العمودية:
تصنف أنظمة الزراعة العمودية بحسب طريقة الزراعة فيها. وفيما يلي بعض الأنواع الرئيسية لها، مع شرح مفصل لكل نوع:
1- الزراعة العمودية المائية(Hydroponics):

في هذا النظام، تُزرع النباتات في محلول مغذٍّ مائي دون استخدام التربة. توفر المياه جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو النبات، ويتم دعم الجذور بواسطة وسط خامل مثل البيرلايت أو الصوف الصخري. يتميز هذا النظام بكفاءة استخدام المياه وزيادة معدل النمو. يمكنك الحصول على أفضل الأنظمة المائية العمودية من تقنيات الزراعة الحديثة.
2- الزراعة العمودية الهوائية(Aeroponics)

في هذا النظام، تُعلَّق جذور النباتات في الهواء داخل حاوية مغلقة، وتُرش برذاذ دقيق من المحلول المغذي. يوفر هذا النظام تهوية ممتازة للجذور ويقلل من استهلاك المياه. يُعتبر من أكثر الأنظمة كفاءة في استخدام الموارد. ويتطلب تقنية استشعار دقيقة ونظام جرعات صارم لتحسين النتائج.
هذا النظام مناسب بشكل خاص للاستخدام في البيوت الزجاجية بالمناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة، حيث يُقلل من مخاطر تعفن الجذور الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة المياه في الأنظمة التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر النباتات المزروعة في الأبراج الهوائية معدل نمو أسرع مقارنةً بأنظمة الزراعة المائية، حيث يمكن أن يزيد متوسط معدل النمو بمقدار 1.5 إلى 2 مرة.تُعد الزراعة الهوائية تقنية متقدمة تُساهم في إنتاج محاصيل آمنة ونظيفة، حيث تُقلل من استخدام المبيدات الحشرية بنسبة تصل إلى 90%، مما يجعلها خيارًا مستدامًا وصديقًا للبيئة.
3- الزراعة في الأبراج العمودية (Vertical Towers):

في هذا النظام، تُزرع النباتات في أبراج رأسية تحتوي على فتحات متعددة. يتم توزيع المحلول المغذي من الأعلى، مما يسمح له بالانسياب عبر الجذور. يوفر هذا التصميم مساحة كبيرة لعدد كبير من النباتات في مساحة أرضية صغيرة.
4- الزراعة في الأنابيب (Nutrient Film Technique – NFT):

في هذا النظام، تُزرع النباتات في أنابيب مائلة يتدفق عبرها طبقة رقيقة من المحلول المغذي. تتلامس جذور النباتات مع المحلول، مما يتيح لها امتصاص العناصر الغذائية والأكسجين بكفاءة.
3- الزراعة في الأرفف المتحركة(Rotating Shelves):

في هذا النظام، تُزرع النباتات على أرفف متحركة تدور ببطء حول مصدر ضوء مركزي. يضمن هذا التصميم توزيعًا متساويًا للضوء على جميع النباتات، مما يحسن من نموها وإنتاجيتها.
تُعتبر الزراعة العمودية حلاً مبتكرًا لمواجهة تحديات الزراعة التقليدية، حيث تقدم فوائد متعددة تشمل زيادة الإنتاجية، توفير المياه، وتحسين جودة المحاصيل. مع تزايد الطلب على الغذاء في العالم، تكتسب الزراعة العمودية أهمية متزايدة، مما يجعلها خيارًا واعدًا لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية. وتقدم حلول فريدة للعديد من المشاكل التي تواجهها.