الزراعة بدون تربة: تحديات وفرص في إنتاج المحاصيل بطرق مبتكرة وغير تقليدية

الزراعة بدون تربة

إن الزراعة بدون تربة تعد واحدة من الأنظمة المتبعة حديثًا في المجال الزراعي، ويسمونها بالهيدروبونيك ( الزراعة المائية ) وهي مناسبة لأي صنف من النباتات سواء كان محاصيل خضر أو نباتات الفاكهة أو نبات الزينة وهي لا تخضع لمعايير الزراعة التي تخضع لها النباتات المزروعة في التربة التقليدية، فهي تحتاج إلى أدوات خاصة وتكون بيئتها البديلة للتربة الزراعية هي الماء والبيتموس والفيرميكوليت و محاليل الغذاء والإسفنج.

مع توفير أجهزة تعقيم إذا كان المشروع كبير ويرجى منه إنتاجًا غزيرًا وبأعلى جودة حفاظًا على سلامة المحاصيل من التلوث بالفطريات والبكتيريا، وقد أشارت تقنيات الزراعة الحديثة بأن مثل هذا النظام يصلح استخدامه في زراعة الأسطح والبلكونات المفتوحة ويمكن افتتاح مشروع الزراعة بدون تربة في مساحة من الأرض البور التي لم تعد صالحة للإنتاج وفقدت خصوبتها ويمكن الانتفاع منها بتلك الطريقة بإقامة الصوبات الكبيرة الشفافة عليها واستغلالها لتكون المحيط الذي سيتم فيه الزراعة المائية لأي نوع نباتي، وفيم يلي سنوضح لكم معلومات مهمة عن الزراعة بدون تربة تقدمها لكم تقنيات الزراعة الحديثة.

Instagram Facebook Twitter ,

الزراعة بدون تربة

أوضحت تقنيات الزراعة الحديثة أنواع كثيرة من طرق الزراعة بدون تربة، وهي تتمثل فيم يلي:

الزراعة في بيئة صلبة

  • وليكن مثلًا المكان الذي ستستقر فيه جذور النبات عبارة عن رمل ناعم، أو عبارة عن أشكال من الحصى أو حبيبات الرمل الخشن، ويوجد طريقتين للري في تلك البيئات التي تستغل كأوساط أكثر ملائمة عند الزراعة بدون تربة وهما:

الري على السطح

  • ويتم فيه رش أو سكب محلول يحتوي على عناصر مغذية للنبات فوق الوسط النباتي سواء كان فيرميكولايت أو طحالب أو بيرلايت، وبعد تغذية البيئة النباتية بهذا المحلول تدريجيًا يتم إعادته مرة أخرى للتانك لحفظه ثم يتم تكرار هذه الخطوة من جديد بشكل دوري خلال فترة حياة النبات حتى ينمو وبنتج الإنتاج الغزير.
  • ومن الضروري أن يكون لدى صاحب مشروع الزراعة بدون تربة جهاز لقياس ال  PH  للأوساط بين الحين والآخر لمعرفة مدى حموضتها أو قلويتها ومن ثم يعالج   التركيزات إذا كانت غير مناسبة للصنف النباتي المزروع، أيضًا من الضروري الاهتمام بحساب تركيزات الأملاح في الوسط.

الري الباطني

  • وطريقة تزويد النبات بالمحلول المغذي في هذه المرحلة تختلف كثيرًا عن نظام الري السطحي، ويتم من خلال مضخة تستخدم في ضخ المحلول المغذي في المياه بحيث تكون طريقة سريان هذا الماء المحتوي على المغذيات النباتية في الأنابيب والأحواض من أسفل لفوق ومن ثم يحدث تشبع لوسط النبات بهذا المحلول المغذي سواء كان نشارة خشب أو أي وسط آخر غير عضوي والذي يستخدم في تثبيت الجذور لأسفل.
  • وأخيرًا يتم وقف عملية ضخ المحلول المغذي فيبدأ السائل الزائد بالتسرب ويتم صرفه إلى الخزان، يجب أن يكون هناك ري يومي بشكل منتظم ولا يعتمد النبات على رية واحدة في اليوم بل يخصص له معدل معين من الريات ويتم المواظبة عليه لإنتاج نبات قوي ومتحمل للأمراض.

الزراعة في الماء

  • وهي من أفضل طرق الزراعة بدون تربة والأكثر استعمالًا وتحتاج إلى الماء والوسط الأساسي لنموها وهو التف البركاني ( الزيولات ) الذي يوجد به عنصر السيليكا المفيد للنبات وهي في الأصل مادة ناتجة من تهشيم الأحجار البركانية، وما يميز هذا النوع من الزراعة أن المجموع الجذري للنبات يكون غير محاط بذرات التراب الصلبة والحصى أو أي وسط صلب عمومًا، وإنما الوسط الوحيد الذي تعتمد عليه ويكون محاطًا بجذورها من كل جانب هو المياه، وهنا يتم تجهيز المياه بالمحاليل المغذية بحيث يستمد النبات غذاؤه كاملًا من هذا الوسط السائل، مع أهمية تركيب دعامات للنبات وتوفير مضخات في أحواض المياه لتوفير تهوية مناسبة للشتلات، ولكن رغم ذلك تم وصف هذه الطريقة بأنها أصعب الأنظمة التطبيقية التي يمكن اتباعها ووجه الصعوبة يظهر في الآتي:
  • أهمية توفير تهوية دورية بين ذرات الوسط المتجانس مع المحلول المغذي.
  • أهمية تبديل المحلول الذي يغذي النبات بانتظام ويجب أن يكون على فترات ليست طويلة في اليوم.
  • أهمية إجراء التثبيت للنباتات من خلال ربطه بالدعامات.

الزراعة في الهواء

وتنوه تقنيات الزراعة الحديثة في هذا النظام  بوجوب توفير أنابيب مصنوع من خام البلاستيك بشرط أن تكون متعامدة ولها مجموعات حلقية كثيرة وتستخدم تلك الحلقات في تثبيت جذور النبات عليها لتكون معلقة، ويتم تركيب في الأنبوب مضخة أوتوماتيكية تقوم برش محلول التغذية الذي يحتاج إليه النبات في صورة رذاذ يخرج باتجاه المجموع الجذري للنبات المعلق في الهواء ليقوم بترطيبه بين الحين والآخر.

ومن الصعوبات التي تواجه نظام الزراعة الهوائية ما يلي:

  • تكلفة إنشاء المزراع الهوائية كبيرة.
  • يجب أن يكون هناك دقة في إتاحة الظروف البيئية المناسبة لزراعة النبات هوائيًا. بهدف توفير أفضل إنتاج من هذا المشروع الاستثماري.

لماذا نلجأ إلى الزراعة بدون تربة؟

من ضمن أهداف الزراعة بدون تربة والتي أشارت إليها تقنيات الزراعة الحديثة ما يلي:

  • مضاعفة المحصول الناتج بشكل نهائي بحيث يتم حصاد كميات كثيفة. من النبات عن تلك الكميات التي يتم جنيها من الأراضي الزراعية المستعمل فيها التربة التقليدية.
  • لن تحتاج سوى أيدي عاملة محدودة لإنجاز لك زراعة النباتات بدون تربة بدايًة من إنبات البذرة وحتى الحصاد. وهذا بدوره يوفر من التكلفة المستخدمة في مشروعك الزراعي.
  • إمكانية السيطرة على انتشار الأمراض بين النباتات والتخلص من الآفات بسهولة.
  • الحصول على إنتاج من ثمار الفاكهة ومحاصيل الخضر في مواسم مختلفة غير مواسمها الأصلية.
  • عدم الحاجة إلى شراء السماد العضوي لضمان النمو وجودة ممتازة للنبات.
  • الاقتصاد في المياه المستعملة في الري بنسبة 90% مقارنة بالكميات المستعملة في ري النباتات المزروعة في التربة.
  • لأننا ضمن مناطق الشرق الأوسط التي تتميز بمناخ مشمس يوفر إضاءة دائمة طول السنة. سيكون هناك توفير في الطاقة الكهربية لأن نباتاتك المزروعة بدون تربة ستعتمد على ضوء الشمس في مراحل نموها المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟