المستخلصات النباتية ودورها في الزراعة العضوية

تشكل المستخلصات النباتية جزءًا حيويًا من النهج المتكامل في الزراعة العضوية. في عالم يزداد وعيًا بأهمية الاستدامة البيئية والزراعة الخالية من المواد الكيميائية الضارة، تبرز المستخلصات النباتية كقوة طبيعة من النبات نفسه  لتعزيز صحة النباتات ومقاومتها للآفات والأمراض. وتكون بديلاً فعالًا للمبيدات والأسمدة الصناعية. لذا وحرصًا من تقنيات الزراعة الحديثة على نشر الوعي والمعرفة لكل ما هو جديد ومفيد في عالم الزراعة. سنشرح هنا اكثر عن المستخلصات النباتية ودورها في الزراعة العضوية.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هي الزراعة العضوية؟

الزراعة العضوية هي نهج متكامل لإنتاج الغذاء يركز على تعزيز صحة الأراضي الزراعية والنظم البيئية والحصول على غذاء صحي خالي من أي آثار كيماوية ضارة. ولقد ظهرت هذه الزراعة كضرورة ملحة لمجابهة الأضرار الكبيرة للمبيدات الكيماوية. والتي لا تتوقف عند حد فهي تخوض معركة ضد الآفات التي تقاوم بدورها وتطور مناعة لهذه المبيدات في المقابل تزيد المبيدات من قوتها وهكذا.. والخاسر الأكبر هي البيئة والانسان. فجاءت الزراعة العضوية لتوقف هذه المعركة وتتخلى عن المبيدات الكيماوية وتستبدلها بوسائل آمنة، إذ من شروط الزراعة العضوية:

  • عدم استخدام المبيدات الكيماوية واللجوء لأساليب طبيعية لمقاومة الأمراض والآفات.
  • لا تستعمل أي أسمدة كيماوية أو هرمونات أو مضادات حيوية بل تعتمد كليًا على السماد العضوي النباتي والحيواني.
  • عدم زراعة البذور المعدلة ورائيًا أو المحسنة.

ما هي المستخلصات النباتية؟

هي مركبات طبيعية مستخلصة من بعض أنواع النباتات وتعد إحدى الوسائل الفعالة في الزراعة العضوية، ويمكن أن تكون بشكل مستخلصات مائية أو كحولية أو مساحيق او زيوت طيارة. وتتواجد داخل سيتوبلازما الخلايا النباتية وأكثر ما تكون في الأوراق والبذور والزهور. وتحتوي هذه المركبات على مواد فعالة في مكافحة الأمراض والآفات التي تصيب النباتات.

مميزات المستخلصات النباتية:

للمستخلصات النباتية ميزات تجعلها بديل فعال وآمن للمبيدات الحشرية والفطرية، ونذكر من هذه المميزات:

  • أكثر ما يميز المستخلصات النباتية أنها من النبات نفسه أي أنها طبيعية وبالتالي ليست ضارة على البيئة والانسان والحيوان، وهذا كله يفيد في تعافي التربة والبيئة من آثار الكيماويات. اقرأ أيضًا:
  • رخيصة التكلفة، إذ يكفي أن تزرع هذه النباتات ومنها ما هو بري ومنتشر. ومن ثم تقوم باستخلاص المركبات الفعالة منها. بطرق يمكن أن تكون في متناول اليد.
  • سريعة التحلل في التربة وعلى الأوراق وفي البيئة عمومًا.
  • ذات آثر متعدد، إذ إن هناك بعض المستخلصات النباتية بها مواد فعالة يمكنها أن تكافح أكثر من آفة في الوقت ذاته.
  • فترة تحريمها قصيرة جدًا. (وهي الفترة التي يجب أن تمر بين تطبيق المبيدات وبين استهلاك الثمار). لتتعرف أكثر عن فترة التحريم للمبيدات اقرأ: فترة الأمان للمبيدات الزراعية: أمانة في عنق كل مزارع.
  • عدم قدرة الآفة على تطوير صفة مقاومة لهذه المركبات وبالتالي تكون ثابتة الفعالية في كل مرة، عكس المبيدات الكيماوية.

كيفية تحضير المستخلصات النباتية:

من المرجح أنك قمت باستغلال هذه القدرة لبعض النباتات المتوافرة لديك في مقاومة بعض الآفات في حديقتك كاستخدام الزنجبيل والثوم والقرفة وغيرها. ولكن للاستفادة التامة من هذه المركبات تعلم كيفية استخلاص هذه المركبات على النحو الصحيح، إذ يتم استخلاص المركبات التي تحتوي على المواد الفعالة بطريقتين:

الاستخلاص باستخدام الماء: في هذه الطريقة يستخدم الماء كمذيب . وتتم بعدد من الخطوات:

  • تجفيف أجزاء النبات سواء كانت أوراق أو أزهار أو فروع لمدة 10 أيام.
  • بعد التجفيف قم يطحنها
  • ثم اضف الماء المقطر واتركها منقوعة لمدة 24 ساعة.
  • ثم قم بالترشيح  باستخدام مصفاة أو قماش الشاش. لتحصل على مستخلص مائي الذي يحتوي على المواد الفعالة.
  • ومن ثم يمكنك رش مكان الإصابة.

الاستخلاص باستخدام الكحول (الميثانول أو الإيثانول): وفي هذه الطريقة  يستخدم الكحول كمذيب وتطبق هذه الطريقة بالمختبرات، وتتضمن عدد من الخطوات:

  • تجفيف أجزاء النبات وطحنه.
  •  إضافة النبات المطحون إلى الكحول.
  • وضع المزيج  في محرك مغناطيسي لمدة  60 دقيقة.
  • وضع المزيج بالثلاجة لمدة 24 ساعة.
  • ومن ثم الترشيح والتبخير.

كيفية استخلاص الزيوت النباتية:

في بعض النباتات تكون المادة الفعالة موجودة في زيتها مثل أشجار المورينغا، عندها يتم الاستخلاص المركبات الفعالة من الأوراق أو البذور وذلك بعصرها واستخراج الزيت منها.

كيف تأثر المستخلصات النباتية على الآفات الزراعية؟

تحتوي المستخلصات النباتية على مواد فعالة قادرة على مكافحة الآفات التي تصيب النباتات، وذلك بعدة طرق:

  • سمية مباشرة: تقوم هذه المواد بتسميم الحشرة مباشرة وقتلها .
  • المنع من التغذية: حيث تعمل على تثبيط عمل المستقبلات الحسية الذوقية للآفة، فلا تستطيع التعرف على العائل. أو أنها تعطي طعمًا منفرًا للآفة تجعلها تمتنع عن التغذية من الجزء الذي طبق عليها المستخلص.
  • تأثير على منظمات نمو الآفة: بعض هذه المواد تقوم بالتأثير السلبي على مراحل تطور ونمو الحشرات. مما يسبب في خلل فيزيولوجي أثناء النمو يمنعها من النمو الكامل وبالتالي وضع البيوض مما يوقف دورة حياة الحشرة.
  • تمنع الحشرة من وضع البيض: تؤثر مباشرة على الحشرات البالغة، مما يقلل من قدرتها على التكاثر ووضع البيض.
  • طرد الآفات: بعض المستخلصات النباتية تحتوي على مواد طاردة للآفات. روائحها القوية مزعجة للآفة تجعلها تهرب من المكان الذي طبقت فيه هذه المستخلصات.
  • خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا: بعض النباتات تنتج مواد لها خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا.

أمثلة عن المستخلصات النباتية وتأثيرها المكافح للآفات والأمراض:

هناك الكثير من النباتات التي تحتوي على مواد فعالة للقضاء على الآفات والأمراض. ولكن ماتزال الأبحاث والتجارب مستمرة على مدى فعالية هذه المستخلصات النباتية. ومن أهم هذه المستخلصات نذكر:

  • مستخلص وزيت النيم: وهو مستخلص يؤخذ من أوراق وبذور شجرة النيم. ويحتوي مستخلص النيم على المادة الفعالة الأزادركتين Azadiractin ، تؤثر هذه المادة على مجموعة من الآفات بدرجات مختلفة. وهي فعالة جدًا ضد يرقات الخنافس (غمدية الاجنحة) يرقات حشرات حرشفية الأجنحة حيث تسبب باضطراب نموها مع قلة التغذية مما يؤدي إلى موتها. والجراد النطاط وصانعات الأنفاق ونطاطات الأوراق وهي تؤثر بشكل متوسط على حشرات المن والذبابة البيضاء.
  • مستخلص نبات القراص: والقراص عشبة برية يعرف بقدرته على طرد الحشرات ويستخدم كسماد طبيعي ومنشط للنمو، يستخلص زيت القراص من أوراق وبذور النبات، وله خصائص مضادة للفطريات وله قدرة على القضاء على حشرة المن.
  • مستخلص الشيح: والشيح نبات عشبي بري، أثبتت التجارب على قدرة مستخلص الشيح في مقاومة حشرة المن.
  • مستخلص الأقحوان: والأقحوان عشبة ذات أزهار جميلة، ويحتوي مستخلص الأقحوان على مادة فعالة البيريتينات، والتي أبدت قدرتها على مكافحة حشرة المن.
  • مستخلص الكافور: الذي يحتوي على مادة فعالة السينول. ويستخدم ضد البكتريا السالبة لصبغة جرام. وفي مكافحة العناكب وقد أبدى فعالية ضد العنكبوت الأحمر.
  • مستخلص الانتانا: وهي شجيرة ذات أزهار جميلة، ويؤخذ المستخلص من الأوراق والأزهار. وتحتوي على مواد فينولية. ويستخدم ضد فطر Fusarium oxysporum  الذي يسبب مرض ذبول الفيوزاريوم. وأبدى فعالية في تثبيط النمو الميسليومى لفطر  (Aspergillus sydowii )و تثبيط نمو جراثيم الفطر ( Alternaria spp ) الذى يسبب التبقعات للعديد من النباتات .ويقاوم أمراض أعفان الثمار.
  • هناك مستحضرات نباتية مأخوذة من الثوم أبدت القدرة على مقاومة نيماتودا تعقد الجذور.
  • استخدام زيت الياسمين واللافندر في مقاومة الأكاروس.

وهناك الكثير  من المستخلصات النباتية  ولكن لا يسعنا ذكرها. يمكنها أن تغنينا بشكل كامل عن المبيدات الكيميائية.

وتوجد هذه المستخلصات بالشكل التجاري مع أنها قليلة ولكنها بازدياد، وستجد في متجر تقنيات الزراعة الحديثة  الكثير من المنتجات الطبيعية ذات جودة عالية وتدعم الزراعة العضوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟