الزراعة المائية للأشجار: بين التحديات والحلول وخطوات بسيطة للنجاح

الزراعة المائية للأشجار

اكتسبت الزراعة المائية شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، وأصبح هناك الكثير من التساؤلات المطروحة حولها ومن أهمها، هل الزراعة المائية للأشجار ممكنة؟ وإذا كانت ممكنة ما هي الخطوات وطرق العناية. هنا تقنيات الزراعة الحديثة ستجيبك على هذه الأسئلة بالتفصيل.

Instagram Facebook Twitter ,

لماذا الزراعة المائية للأشجار؟

تستخدم الزراعة المائية، وهي طريقة لزراعة النباتات بدون تربة، محاليل غنية بالمغذيات لتزويد النباتات بالمعادن والموارد الأساسية. ارتبطت هذه التقنية تقليديًا بزراعة الخضروات والأعشاب ونباتات الزينة. ومع ذلك، فإن توسيع هذا النهج ليشمل زراعة الأشجار يعد احتمالًا مثيرًا للاهتمام، خاصة في البيئات الحضرية أو المناطق ذات نوعية التربة الرديئة.

ولقد وفرت الزراعة المائية داخل البيوت المحمية المكيفة إمكانية زراعة أنواع مختلفة من أشجار الفواكه التي يصعب زراعتها في مناطق مناخية معينة.  كزراعة البرتقال والليمون في مناطق الخليج العربي. مما سمح للكثير من هواة الزراعة تجريب زراعة الكثير من أنواع أشجار الفواكه التي يحبونها ضمن مساحات محدودة.

إضافة لكون الزراعة المائية توفر المياه بنسبة كبيرة فقد أصبحت مرغوبة كثيرًا لزراعة الأشجار في المناطق التي تعاني من قلة المياه الصالحة للري.

ما هي تحديات زراعة المائية للأشجار؟

الاعتبار الأساسي في زراعة الأشجار المائية هو ما إذا كان يمكن تلبية المتطلبات الفيزيائية والبيولوجية للشجرة ضمن مثل هذا النظام. تكون الأشجار عمومًا أكبر حجمًا ولها أنظمة جذرية أعمق من النباتات المائية النموذجية، مما يمثل تحديات مكانية وغذائية. على الرغم من هذه التحديات، فقد تم بنجاح زراعة أنواع معينة من الأشجار الصغيرة أو القزمة باستخدام طرق الزراعة المائية. ومن أهم هذه التحديات وكيفية مواجهتها:

الجذور:

للجذور نوعين من النمو، النمو الأولي والنمو الثانوي. النمو الأولي هو نمو الجذور في الطول، وهو ما يمكن ملاحظته عادة في مراحل النمو الأولية للنبات. أما النمو الثانوي فيختلف؛ فهو يشير إلى تكثيف الجذور. خلال هذه العملية، خصوصًا في النباتات الكبيرة المعمرة، تتغير الطبقة الخارجية للجذور بتكوين ما يعرف بـ “كامبيوم الفلين”. هذه الطبقة تكون صلبة وتعمل كدرع وقائي للنبات، حيث تحميه من العوامل البيئية المختلفة مثل التقلبات الجوية، الحرارة الزائدة، وحتى الرطوبة الزائدة.

لكن، عند زراعة هذه الأنواع من الأشجار في النظام المائي، تغمر الجذور في الماء بشكل دائم، مما يؤدي إلى مشاكل مثل تعفن الجذور. هذا التعفن يحدث بسبب عدم تحمل الجذور المكثفة للبقاء في بيئة مائية مشبعة بشكل مستمر، حيث أن الطبقة الواقية (كامبيوم الفلين) تعيق التبادل الطبيعي للغازات والمواد الغذائية، مما يؤدي إلى تدهور صحة الجذور والشجرة ككل.

ويمكن حل هذه المعضلة بالاختيار المناسب لنظام الزراعة المائية. مثل نظام التنقيط حيث ينتشر المحلول المغذي بالتساوي على جميع الجذور بكميات قليلة وثابتة ليمتصها النبات عندما يحتاجها. فلا تغرق جذور الأشجار بالماء وتتمكن من التنفس.

الدعم الهيكلي:

الأشجار تحتاج إلى دعم قوي لنموها، وقد لا توفر أنظمة الهيدروبونيك التقليدية الدعم الكافي للجذور والجذوع الكبيرة. والحل في  تصميم أنظمة دعم مخصصة تستطيع تحمل وزن الأشجار وتوفر الاستقرار اللازم لنموها، مثل استخدام أحواض أكبر وأكثر متانة. وقضبان تدعم الأشجار عندما كبر.

متطلبات الضوء:

الأشجار بحاجة إلى ضوء أكثر بكثير من النباتات الصغيرة، وقد يكون توفير ضوء كافٍ داخل المناطق المغلقة تحديًا. لذا يجب استخدام أضواء نمو عالية الكفاءة مثل الصمامات الثنائية الباعثة للضوء (LED) التي توفر طيفًا ضوئيًا مثاليًا لنمو الأشجار.

أصناف الأشجار المناسبة للزراعة المائية؟

لا يمكن زراعة الأشجار كبيرة الحجم بالزراعة المائية كأشجار الكرز الكبيرة والمشمش والبلوط والصنوبر… فإن أكبر الأشجار المائية المزروعة حتى الآن تصل إلى 3-5 أمتار.  وفيما يلي أفضل الأشجار التي يمكن زراعتها بالنظام المائي:

  1.  التين: حيث أظهرت أشجار التين القدرة على التكيف مع أنظمة الزراعة المائية نظرًا لقدرتها على الازدهار في البيئات الخاضعة للرقابة مع محلول المغذيات المثلى.
  2. البابايا والمانغو وهي من الأشجار الاستوائية وشبه الاستوائية والتي نجح الكثير من المزارعين في زراعتها.
  3. الليمون والبرتقال: فهي من الأشجار الصغيرة لذلك نجحت زراعتها بالنظام المائي.
  4. الكمثرى: غالبًا ما تكون أشجارها صغيرة نوعًا ما.
  5. الخوخ: ولكنها من أصعبها زراعة فهي من الأشجار الحساسة.
  6. التفاح
  7. الموز: على الرغم من أنها ليست شجرة. فهو يصنف من الأعشاب. ويمكن أن يصل طوله 3-8 أمتار.

ويمكنك زراعة الأصناف القزمة من الأشجار مهما كان نوعها. وبالطبع يمكن زراعة أشجار الزينة كشجرة الكاميليا والياسمين..

ما هي الأنظمة المائية المناسبة للزراعة المائية للأشجار؟

لقد استخدمت عدة أنظمة لزراعة الأشجار ولاقت نجاحات متفاوتة مثل نظام المد والجذر والتنقيط ولكن أفضلها على الإطلاق هي الزراعة في دتش بكت. حيث تزرع كل شجرة في برميل كبير يملأ بوسط نمو مع الري بالتنقيط فهذا النظام يجمع بين المساحة الواسعة لنمو الجذور. ووجود وسط النمو الذي يثبت الشجرة. وهو بسيط وفعال ويعطي كميات قليلة وثابتة من المحلول المغذي.

كيفية الزراعة المائية للأشجار:

لزراعة الأشجار في النظام المائي اتبع الخطوات التالية:

1. اختيار الأصناف المناسبة: ابدأ بالأصناف المعروفة بأداء جيد في الأماكن الضيقة والتي تتطلب قدرًا أقل من الضوء والعناصر الغذائية.

2. إعداد النظام: قم بتثبيت نظام للزراعة المائية الذي يمكنه دعم حجم ووزن الشجرة أثناء نموها.

3. الزراعة: ابدأ بالشتلات بدلاً من البذور لمراقبة وضبط ظروف الزراعة المائية بشكل أكثر فعالية.

4. إدارة المحاليل المغذية: قم بفحص وضبط درجة الحموضة والملوحة للمحلول المغذي بانتظام لضمان الظروف المثالية.

5. التقليم والتدريب: قم بتقليم الشجرة وتدريبها بانتظام للتحكم في شكلها وحجمها، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة والنشاط في بيئة الزراعة المائية.

رعاية ما بعد الزراعة:

بعد الزراعة، تحتاج الأشجار إلى مراقبة ورعاية متسقة لضمان ازدهارها في بيئة الزراعة المائية.

– إدارة العناصر الغذائية: مراقبة مستويات العناصر الغذائية بشكل مستمر وضبط التركيبات بناءً على مرحلة النمو وصحة الشجرة.

– إدارة الآفات والأمراض: تنفيذ استراتيجيات متكاملة لإدارة الآفات مناسبة للبيئات الداخلية. افحص بانتظام بحثًا عن علامات الإجهاد والآفات والأمراض.

– التحكم البيئي: الحفاظ على الظروف المثالية فيما يتعلق بدرجة الحرارة والرطوبة والضوء. استخدم الضوابط البيئية لمحاكاة الظروف الطبيعية قدر الإمكان.

على الرغم من أن زراعة الأشجار في الماء تمثل تحديًا، إلا أنها تعد خيارًا قابلاً للتطبيق بالنسبة لبعض الأنواع، خاصة الأصناف الأصغر حجمًا أو القزمة. توفر هذه التكنولوجيا حلاً مستدامًا للزراعة الحضرية والبيئات غير المناسبة لزراعة الأشجار التقليدية. من المرجح أن يؤدي البحث المستمر والابتكار في تقنيات الزراعة المائية إلى توسيع نطاق الأشجار التي يمكن زراعتها بنجاح باستخدام هذه الأساليب. وإذ قررت البدء بالزراعة المائية للأشجار ليس عليك سوى الاستعانة بتقنيات الزراعة الحديثة التي ستقدم لك كل ما تحتاج من بناء النظام كاملًا وتوفير كافة مستلزمات الزراعة المائية وكل ذلك بجودة عالية وأسعار مناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟