أضرار المبيدات الزراعية: شر لا بد منه

أضرار المبيدات الزراعية

لقد ارتفعت الأصوات في الآونة الأخيرة ضد أضرار المبيدات الزراعية. وذلك للتزايد الكبير في استخدامها وتسجيل الكثير من الحالات المرضية التي كانت المبيدات هي المتهم الأساسي فيها. إضافة لكشف العديد من الدراسات عن تأثيرها الضار على النحل وديدان الأرض والأسماك وغيرها من الكائنات الحية.

وعلى الرغم من التحذيرات من الاستخدام المفرط وغير المسؤول للمبيدات إلا أن استخدامها يتزايد. فالمزارع الذي بذل الجهد والوقت لنجاح محصوله لن يترك حشرة أو مرض ما يقضي عليه. لذلك سيستخدم كل الأسلحة المتاحة لإنقاذه، كل ذلك ينذر بمخاطر أكبر. ولحرص تقنيات الزراعة الحديثة على نشر التوعية سنشرح عن أضرار المبيدات الزراعية على كل من الانسان والحيوان والبيئة وكيفية الحد منها.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هي المبيدات الزراعية؟

هي مركبات كيميائية سامة تُستخدم للقضاء أو الحد من تكاثر الكائنات التي قد تؤثر سلباً على الزراعة. وقد أسهمت المبيدات الزراعية في زيادة الإنتاج الغذائي وحمت المحاصيل من التلف نتيجة الاصابات المختلفة. وتكون هذه المبيدات مُخصصة للتعامل مع مجموعة معينة من الكائنات وهي:

  1. المبيدات الحشرية: تستخدم لقتل الحشرات التي تهاجم المحاصيل الزراعية مثل المن والذبابة البيضاء والقواقع.
  2. المبيدات الفطرية: تُستخدم للقضاء على الفطريات التي  تسبب الأمراض في النباتات.
  3. مبيدات الأعشاب: تُستخدم للقضاء على الأعشاب الضارة التي تنافس المزروعات في الضوء والغذاء
  4. المبيدات البكتيرية والفيروسية: تُستخدم للقضاء على البكتيريا والفيروسات التي تسبب الأمراض المختلفة للنبات.

تأتي هذه المبيدات عادة في شكل سائل أو بودرة أو حبيبات وقد تُستخدم عبر الرش أو الري أو توضع في البذور.

اقرأ أيضًا: الفرق بين رش المبيدات وريها: أيها أفضل لحديقتك

ما السبب في زيادة استخدام المبيدات الزراعية؟

لقد لوحظ مؤخرًا زيادة استخدام المبيدات الزراعية وبكميات كبيرة فما السبب في ذلك:

إن المسبب الأساسي لزيادة استخدام المبيدات الزراعية  وبكميات أكبر. هو قدرة الكائنات المستهدفة مع الوقت على تشكيل مناعة ضد هذه المبيدات مما يقلل من تأثيرها فيضطر المزارع لزيادة تركيزها أو استخدام أنواع أقوى. مما يؤدي إلى زيادة أضرار المبيدات الزراعية على الإنسان والبيئة.

تخلي المزارعين عن الطرق التقليدية في التخلص من الآفات. وهي الاستعانة بعاملين لإزالة الأعشاب الضارة و حتى التخلص من حشرة ما على نحو مباشر وإتلاف الأجزاء المصابة من المحصول قبل انتشار المرض. ولكن الآن قد تم التخلي عن هذه الطريقة نظرًا لتكاليف الأيدي العاملة.

عدم تطبيق تناوب المحاصيل  الذي من شأنه أن يساعد في مكافحة الكثير من الآفات والأمراض. فأصبح يزرع المحصول نفسه على نفس الأرض في كل موسم.

إضافةً إلى أن المبيدات تتسبب في قتل الكثير من الكائنات المفيدة التي تتغذى على الحشرات الضارة مما يؤدي مع الوقت إلى غياب دورها الفعال وإخلاء الساحة للمبيدات الزراعية فقط.

حتى أن المحاصيل المعدلة وراثيًا لتكون مقاومة للآفات والحشرات، قاومت بدايةً الحشرات لكن مع الوقت تطورت مناعة الحشرات لتستطيع مهاجمة هذا النوع الجديد فاضطر المزارعين إلى استخدام المبيدات على نحو أقوى من قبل.

أضرار المبيدات الزراعية على الإنسان:

هناك بعض المبيدات الكيميائية عالية السمية وذات تأثير مباشر على الإنسان مثل مبيد  راوند أب (Roundup) والتي يحتوي غليفوسات وهو مبيد جهازي للأعشاب وقد أثبت أنه يقتل الخلايا البشرية وله تأثير مثبط للغدد. حيث عانى المزارعون الكنديون ممن كانوا يستخدمون هذا المبيد من مشاكل في الإنجاب. ومبيد فوسفات الألمنيوم  الذي يؤثر على جهاز التنفسي حتى أنه سبب وفاة عدد من المزارعين عند تعرضهم المباشر له أثناء الاستخدام. والتي حظرته السعودية بعد تحذيرات واسعة . ولتتعرف على المبيدات الأخرى المحظورة في السعودية اطلع على قائمة المبيدات المقيدة بالمملكة العربية السعودية.  وهناك أسماء كثيرة لا يسعنا ذكرها الآن.

ولكن حتى المبيدات الزراعية التي تعتبر آمنة إلا أنها مع الوقت تتراكم في جسم الإنسان لتسبب أضرار كثيرة له. ونذكر من أضرار المبيدات الزراعية :

التأثيرات العصبية:

بعض المبيدات مثل تلك التي تحتوي على الفوسفات العضوي أو الاستر فوسفات  تؤدي إلى اضطرابات في النظام العصبي. مثل الصداع والدوار وفي حالات شديدة قد تؤدي إلى تشنجات وحتى فقدان الوعي. وأثبتت دراسات علمية أن بعض المبيدات الكيميائية تسبب تلف خلايا المخ ومرض الرعاش. وقد اتهم مبيد  كلوربيريفوس بالتسبب باضطراب نمو الأعصاب متل طيف التوحد عند الاطفال عند تعرض الحوامل له ولو بكميات ضئيلة مما أدى إلى حظره في الكثير من الولايات الأمريكية.

التأثيرات الهرمونية:

بعض المواد مثل مبيدات التثبيط الهرموني يمكن أن تتداخل مع نظام الغدد الصماء في جسم الإنسان. مما يؤدي إلى مشاكل في النمو والإنجاب و اختلال توازن هرمونات الجسم.

التأثيرات الجلدية والتنفسية:

التعرض لبعض المبيدات يمكن أن يسبب الحساسية والطفح الجلدي، وكذلك مشاكل تنفسية مثل الربو عند الاستنشاق.

التأثير على الجهاز الهضمي:

عند أكل الفواكه والخضراوات الملوثة بالمبيدات من الممكن أن يسبب غثيان أو تقيؤ وإسهال.

تأثيرات جينية:

بعض المبيدات يُعتقد أن لها القدرة على التأثير على الحمض النووي، مما قد يؤدي إلى تشوهات جينية.

السرطان:

مبيدات مثل الديلدرين والكلوردان قد تكون مسرطنة. إذ تم الاشتباه بتسبب هذه المبيدات بالإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والدم.

أضرار المبيدات الزراعية على الحيوان :

لا يتوقف تأثير المبيدات على الحشرات المراد التخلص منها إنما ستقضي على الحشرات ولافقاريات أخرى وخاصة إذا استخدم مبيد واسع الطيف. ومن أكثرها تأثرًا:

النحل: لقد أدى استخدام المبيدات لقتل أعداد هائلة من النحل في مختلف أنحاء العالم، كما حصل في ألمانيا عند استخدام مبيد النيونيكوتينويد في حقول الذرة مما أدى إلى موت أعداد كبيرة من النحل في المنطقة.   

ديدان الأرض:  وغيرها من الكائنات الحية المفيدة للتربة كقمل الخشب وقافزات الذيل والبكتيريا والفطريات النافعة الموجودة في التربة والتي يقضى عليها باستمرار باستخدام المبيدات الكيميائية .

الطيور: بعض المبيدات قد تتسبب في تسمم الطيور الذي يأكلون من ثمار الملوثة أو البذور المعالجة.

الحيوانات المائية: مبيدات مثل الفينولات قد تتسبب في تسمم الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.

بالإضافة للحيوانات الأخرى التي من الممكن أن تتغذى على النباتات التي رشت بالمبيدات الكيميائية مما يسبب لها الكثير من الأمراض. 

أضرار المبيدات الكيميائية على البيئة:

المبيدات الزراعية لها تأثيرات واسعة على البيئة، وتشمل هذه الأضرار ما يلي:

تلوث المياه: عندما يتم رش المبيدات على الأراضي الزراعية، يمكن لبعضها أن يجري مع مياه الأمطار إلى الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية  مما يؤدي إلى تلوث مياه الشرب أو الإضرار بالحياة المائية مثل الأسماك والعوالق.

تدهور جودة التربة: بعض المبيدات تقتل الكائنات الحية المفيدة للتربة كدودة الأرض مما يؤدي إلى تقليل الخصوبة والقدرة على تحلل المواد العضوية، وهذا يؤدي إلى تدهور جودة التربة.

التأثير على النباتات البرية: المبيدات القوية يمكن أن تقتل النباتات البرية والأعشاب التي ليست هدفها، مما يؤثر على التنوع البيولوجي.

قتل الحشرات المفيدة: بعض المبيدات لا تميز بين الحشرات الضارة والمفيدة، مثل النحل، الذي يلعب دورًا هامًا في عملية التلقيح.

التراكم في النظام الغذائي: بعض المبيدات يمكن أن تتراكم في أنسجة الكائنات الحية، فيما يُعرف بالتراكم الحيوي، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على النظام البيئي والكائنات الحية التي تتغذى على هذه الكائنات.

تغيير النظم البيئية: استخدام المبيدات على نطاق واسع يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في التوازن الطبيعي للنظام البيئي، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض وظهور كائنات حية ضارة جديدة.

كيفية التقليل من أضرار المبيدات الزراعية:

إن الحماية من المبيدات الكيميائية الزراعية هي مهمة الحكومات بالدرجة الأولى التي يجب عليها دراسة تأثير أي مبيد قبل السماح بتداوله وبالتالي حظر الخطير منها.

وهناك عدد من الممارسات التي من شانها التقليل من أضرار المبيدات الزراعية، وهي:

استخدام المبيدات بشكل مسؤول: وذلك بإتباع التعليمات الواردة على الملصق على كل مبيد بدقة مثل استخدام الجرعة المناسبة لتجنب التراكم والتلوث. والالتزام التام بفترة الأمان. ولمعرفة المزيد عن فترة الأمان اقرأ: فترة الأمان للمبيدات الزراعية: أمانة في عنق كل مزارع.

الالتزام بمعايير الأمان: وخاصة للعاملين مع هذه المبيدات وذلك بارتداء الألبسة الواقية أثناء الرش والخلط، وعدم الرش في الجو الممطر أو العاصف للحد من انتشارها لأماكن بعيدة.

استخدام البدائل الطبيعية: كالمفترسات الطبيعية للحشرات الضارة كالدعسوقة والخنافس الأرضية..، فهي تتغذى على الحشرات الضارة. وذلك بزراعة الأزهار والأعشاب حول الحقول الزراعية لجذب الحشرات المفترسة.

تطبيق تناوب المحاصيل: أي زراعة نوعين أو أكثر من المحاصيل في نفس الأرض في مواسم مختلفة للحد من تراكم الأمراض والحشرات.

تغطية المحاصيل:  لمنع وصول الحشرات إليها، أو الزراعة في البيوت المحمية.

التوعية: وذلك بتوفير التدريب والتوعية للمزارعين حول أهمية استخدام المبيدات بشكل مسؤول.ونشر المعلومات عن البدائل الأكثر أمانًا والأساليب المستدامة للزراعة.

استخدام المبيدات الطبيعية: مثل زيت النيم أو البعض من خلطات الطبيعية التي يدخل فيها الثوم والفلفل الحار وغيرها.

الحد من تأثير المبيدات الكيميائية على المستوى الفردي:

  • غسل الفواكه والخضار جيدًا قبل الأكل، فهذا يزيل الآثار المتبقية من المبيد من على سطحها.
  • نقع  الخضار بمحلول من الماء والخل الأبيض لتفكيك الآثار المتبقية من المبيد.
  • أو استخدام محلول ثلاث معالق كربونات الصوديوم مع نص ليتر ماء للنقع لمدة ربع ساعة ثم الغسل جيدًا.
  • والطبخ يقوم بالمساعدة على التخلص من آثار المبيدات على الخضراوات.
  • شراء الخضراوات والفواكه من أماكن موثوقة قدر الإمكان.
  • أو يمكنك بكل بساطة أن تزرعها بحديقتك على الأقل أنواع  الخضراوات الأكثر استهلاكًا، ومن الحلول الثورية التي تسهل هذا الخيار في كل منزل الزراعة المائية باستخدام أنظمة جاهزة ومتكاملة وسهلة التعامل وستجد في تقنيات الزراعة الحديثة كل ما يلزمك للقيام بهذه الخطوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟