زراعة الشمندر والعناية به – دليلك الزراعي الشامل

يُعد الشمندر كنزًا غذائيًا وزراعيًا، حيث يمتاز بطعمه الغني والمميز الذي يضفي لمسة مذاقية فريدة على مختلف الأطباق. ليس هذا فحسب، بل يتميز أيضًا بسهولة زراعته، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين المبتدئين والخبراء على حد سواء. في هذا المقال، سنستكشف سويًا أسرار زراعة الشمندر وكيف يمكن لهذه الخضار الجذرية أن تثري حديقتك ومائدتك بأبسط الطرق.

Instagram , Facebook , Twitter ,

جدول المحتويات:

1. وصف نبات الشمندر (Beetroot)
2. أنواع الشمندر (البنجر)
3. زراعة الشمندر (البنجر)
4. كيفية العناية بالشمندر
5. الأمراض والآفات التي تصيب الشمندر
6. حصاد الشمندر (البنجر)

وصف نبات الشمندر (Beetroot):

الاسم العلمي: Beta vulgaris، ويسمى أيضًا البنجر والشوندر. ينتمي إلى الفصيلة القطيفية.  

البنجر عبارة عن خضروات جذرية عشبية وتزرع لأوراقها وجذورها الصالحة للأكل. له جذر رئيسي طويل ووردة من الأوراق تنمو على السيقان. 

يختلف موسم نمو جذر الشمندر حسب المناخ والموقع الجغرافي. بشكل عام، إنه محصول موسم بارد يزدهر في درجات حرارة تتراوح بين 10 درجات مئوية إلى 24 درجة مئوية.

أوراق نبات الشمندر كبيرة وذات لون أخضر عميق وبعروق حمراء. إنها صالحة للأكل ويمكن طبخها أو استهلاكها نيئة في السلطات.

أما السيقان فهي سميكة وسمينة وتخزن العناصر الغذائية للنبات وفي الغالب تكون حمراء. عادة لا يتم استهلاكها وتزال قبل الطهي.

أما الجذور فهي الجزء الأكثر استهلاكًا. إنها بصلية الشكل ولها لون أحمر غامق، على الرغم من وجود أنواع مختلفة ذات جذور صفراء أو بيضاء أو مخططة. الجذور غنية بالعناصر الغذائية ولها نكهة حلوة وترابية.

وللشمندر زهورًا خضراء محاطة بقنابات تشبه الأوراق وتنمو على هيكل يشبه السنبلة يبلغ ارتفاعه 4 أقدام.

بذور نبات الشمندر صغيرة ومستديرة. يتم استخدامها للتكاثر ويمكن زراعتها مباشرة في التربة أو البدء في الداخل وزرعها لاحقًا. البذور محاطة بغلاف بذرة وتحتوي على المادة الوراثية اللازمة لنمو وتطور نبات الشمندر الجديد.

الشمندر من الخضروات الغنية بالمغذيات التي تقدم العديد من الفوائد الصحية. فهو مصدر جيد للفيتامينات A و B و C، بالإضافة إلى المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والكالسيوم والزنك والنحاس والمنغنيز والحديد. وهو غني بمضادات الأكسدة، التي تساعد على حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي وتقليل خطر الأمراض المزمنة. وتحتوي أصباغ البيتالين الموجودة في جذر الشمندر على خصائص مضادة للالتهابات وإزالة السموم.

يدعم تناول جذر الشمندر صحة القلب والأوعية الدموية من خلال المساعدة على خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم. ويعزز صحة الأمعاء بسبب محتواه من الألياف. يستخدم أيضًا كملون طبيعي في الصناعات الغذائية والنسيجية.

أنواع الشمندر (البنجر):

قبل زراعة الشمندر تعرف على أكثر أنواعه شيوعًا، ونذكر منها:

1. الشمندر الأحمر Red:

هذا الصنف معروف بلونه الأحمر الغامق ونكهته ترابية وحلوة. تتمتع بقشرة ناعمة ولحم رقيق، مما يجعلها مثالية للاستهلاك الخام والطهي. يعد خيارًا شائعًا للسلطات والعصير والتخليل.

2. الشمندر كيودجيا (Chioggia Beet):

المعروف أيضًا باسم قصب الحلوى أو بنجر الحلوى، يحتوي على حلقات وردية وبيضاء من الداخل مما يخلق مظهرًا ملفتًا للنظر. لها نكهة خفيفة وحلوة وغالبًا ما تستخدم في السلطات والزينة لإضافة لمسة من الألوان.

3. الشمندر الذهبي (Golden Beet):

كما يوحي الاسم، يتميز هذا التنوع بلون ذهبي. له نكهة أكثر اعتدالًا وحلاوة مقارنة بالبنجر الأحمر. غالبًا ما يستخدم البنجر الذهبي في السلطات والأطباق المحمصة وكإضافة ملونة لمزيج الخضار.

4. الشمندر الأسطواني (Cylindra Beet):

البنجر الأسطواني له شكل أسطواني، ومن هنا جاء الاسم. وهي معروفة بلونها الأحمر العميق ونكهتها الحلوة. غالبًا ما يستخدم للتخليل  نظرًا لشكله وحجمه الموحدين.

5. الشمندر الأبيض (White Beet):

وهو شمندر أبيض ونكته خفيفة وحلوة قليلًا. وهو من أقل الأصناف شيوعًا

زراعة الشمندر (البنجر):

يمكن زراعة الشمندر من البذور في الخريف والربيع. ازرعه في الربيع بمجرد ارتفاع درجة حرارة التربة وقبل اسبوعين من آخر موجة صقيع. أما في الخريف فازرعه قبل حوالي خمسة أسابيع من تاريخ الصقيع الأول في منطقتك. اتبع الخطوات التالية لزراعة الشمندر من البذور:

• حدد منطقة في الحديقة تأتيها الشمس المباشرة وذات تربة خصبة وخفيفة وجيدة التصريف.
• قم بإجراء الحرث العميق على الأرض حتى عمق 25-30 سم وتأكد من خلو التربة من الحجارة. واخلط التربة بالسماد العضوي وقلبها جيدًا. وقم بإعداد صفوف الزراعة تفصل بينها حوالي 30 سم.
• احفر ثقوب في الحقل وازرع بذور الشمندر في الثقوب بحيث تكون المسافة بين البذور 10سم. قم بتغطية الثقوب بطبقة من التربة بسمك حوالي 0.8-1.2 سم. احصل على بذور الشمندر من متجر تقنيات الزراعة الحديثة مع كافة مستلزمات التشتيل والزراعة.
• اسقي بالرشاش بانتظام وحافظ على رطوبة معتدلة للتربة.
• إجراء عملية ترقيق الشتلات بعد 16-20 يومًا من إنبات بذور الشمندر وإجراء عملية التسميد الأولى.

كيفية العناية بالشمندر (البنجر):

من السهل زراعة الشمندر والعناية به ولكن من المهم أن توفر له الشروط اللازمة لنموه على نحو جيد، ونذكر منها:

الضوء: من المهم زراعة الشمندر في منطقة تصلها الشمس الكاملة لما يقل عن 6 ساعات يوميًا.

التربة: يجود الشمندر في الترب الخفيفة والخصبة وجيدة التصريف وبدرجة حموضة قليلة إلى معتدلة 6.2-6.8. ومن المهم إزالة الصخور والحجارة الكبيرة أثناء التجهيز للزراعة. 

الري: اروي الشمندر بانتظام وباعتدال، أي الري عندما تجف التربة ولا تفرط في الري.

درجة الحرارة: الشمندر من الخضروات الموسمية الباردة فهي تنمو على نحو أفضل في المناخ البارد. ولكنه لا يتحمل الصقيع الشديد. وأفضل درجات الحرارة لنمو الشمندر 15-18 درجة مئوية.

التسميد: إذا كانت تربتك خصبة او قمت بإضافة السماد العضوي قبل الزراعة فلن تحتاج للتسميد ومن المهم التسميد بسماد عالي الفوسفور. ويمكنك إضافة مركبات الأسمدة العضوية الخاصة بالخضروات التي تحتوي على مستخلصات الطحالب البحرية والفطريات الجذرية وغيرها لتعطي للنبات نمو قوي وخالي من الأمراض وستجدها في متجر تقنيات الزراعة الحديثة مع مجموعة واسعة من الأسمدة العضوية والطبيعية.

من المهم إزالة الأعشاب الضارة حول الشمندر، ومن الأفضل تغطية التربة حول الشمندر بالمهاد للتخلص من الأعشاب الضارة ولتحافظ على الرطوبة.

الأمراض والآفات التي تصيب الشمندر:

عند زراعة الشمندر ضع في اعتبارك اصابته بعدد من الأمراض والآفات. ومن المهم أن تتعرف على اعراضها لتعالجها بسرعة وبفعالية. ومن أكثرها شيوعًا:

اللفحة البكتيرية (Pseudomonas syringae pv. Aptata):

وهو مرض بكتيري يسبب بقع دائرية وغير منتظمة بنية بحواف سوداء. تنتقل البكتيريا المسببة لهذا المرض من الاصابات والجروح التي تصيب النبات. للوقاية استخدم بذور موثوقة خالية من الأمراض ومكافحة الحشرات التي تسبب الثقوب للنبات والحرص على عدم جرح النبات.

تجعد قمة الشمندر (BCTV):

وهو فيروس ينتقل عن طريق حشرة نطاطة أوراق البنجر. ويسبب تقزم الأوراق وتجعدها وتكون ملتفة للأعلى وتنتفخ الأوردة على السطح السفلي للورقة. وتتشوه الجذور. وللمقاومة زراعة الأصناف المقاومة لهذا المرض والتخلص من الأعشاب الضارة، رش المبيدات الحشرية للقضاء على نطاطات الأوراق.

تبقع أوراق السركوسبورا (Cercospora beticola):

وهو مرض فطري. تسبب بقع بنية أو رمادية محاطة بهالات حمراء أو أرجوانية. ثم تصفر الورقة بالكامل وتصبح بنية. تنتشر الجراثيم الفطرية المسببة لهذا المرض مع الرياح والأمطار وتزداد العدوى مع ارتفاع الحرارة والرطوبة. وللوقاية: تدوير المحاصيل وتطبيق مبيد فطري في بداية المرض.

نيماتودا كيس الشمندر:

وهي ديدان خيطية تتطفل على جذور الشمندر. فتسبب تأخر النمو والتطور. وقد تكون النباتات الصغيرة وضعيفة مقارنة بالنباتات السليمة وأوراق صفراء وذابلة. و تشوه الجذور فتكون قصيرة وسميكة ومتورمة، وقد تظهر تشوهات وتكتلات على سطح الجذور.  وجود أكياس صفراء بنية على الجذور وهي أحد العلامات الرئيسية للإصابة بنيماتودا كيس البنجر. إذ تقوم النيماتودا بتكوين أكياس على جذور البنجر، وتحتوي هذه الأكياس على البيض والإناث البالغة.

للمقاومة: التخلص من الأعشاب الضارة وطبق تناوب المحاصيل والحرث الجيد قبل الزراعة والتعقيم الشمسي.

حافرة الانفاق ( Lyriomyza spp.):

وهي يرقات لذبابة صغيرة بلون الأسود والأصفر. تقوم بالتغذي على الانسجة الداخلية للورقة، مشكلة مسارات تشبه الأنفاق داخل الورقة، مع تطور الاصابة تظهر بقع بيضاء على الأوراق ومن ثم تسقط الأوراق قبل الأوان. للتخلص منها رش النبات بمبيد حشري.

حصاد الشمندر (البنجر):

يحتاج الشمندر لحوالي 55-70يوم حتى ينضج . يمكن البدء بحصاد الأوراق عندما يصبح طول النبات 7-10 سم وارتك بعض الاوراق لاكتمال نمو الجذر. أما الجذر فيكون جاهزًا للحصاد عندما تبدأ الأوراق في التعرج. وعندما يصل قطرها إلى 2.5 سم. لا تنتظر كثيرًا  لأنها ستصبح أكثر خشونة وليفية.

اروي قبل بيوم من الحصاد. فك التربة برفق حول قاعدة النبات باستخدام شوكة الحديقة أو المجرفة. ارفع جذر الشمندر بعناية من الأرض مع الحرص على عدم إتلاف الجذور أو الأوراق. قص الأوراق وترك حوالي بوصة من الساق متصلة بالشمندر.

بعد الحصاد، يمكن تخزين جذر الشمندر في مكان بارد ومظلم لعدة أسابيع.