يعتبر نبات الرجلة (البقلة) من أقدم النباتات الورقية التي عرفها الإنسان وأكثرها فائدة. هذا النبات المتواضع الذي ينمو في معظم بقاع الأرض يحمل في طياته كنزاً من الفوائد الغذائية والعلاجية. رغم بساطته، فإن نبات البقلة تعد من أغنى النباتات بأحماض أوميجا 3 والمعادن الأساسية، مما يجعلها خياراً مثالياً للباحثين عن غذاء صحي ومستدام.
nstagram , Facebook , Twitter ,
مواصفات نبات الرجلة:
الرجلة، أو كما تعرف علمياً باسم (Portulaca oleracea) أو في البلاد العربية تعرف باسم (فرفحينة ،البقلة ،البربير )، هي نبات عشبي سنوي يتميز بسيقانه اللحمية المفترشة على الأرض والتي تمتد بشكل أفقي. تتراوح أطوال سيقانها بين 15-40 سم، وتتميز بأوراقها السميكة اللامعة ذات الشكل البيضاوي المسطح. تحمل النبتة أزهاراً صفراء صغيرة تتفتح في الصباح الباكر. تتميز البقلة بقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف البيئية، وتنمو بشكل طبيعي في المناطق المعتدلة والحارة من العالم، وتعد البقلة مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية الأساسية. فهي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي تفوق محتواها في بعض الأسماك. كما أنها غنية بالفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين E وفيتامين A، والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد. يحتوي نبات البقلة أيضاً على مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم من الجذور الحرة وتعزز جهاز المناعة. كما أنها تساعد في خفض ضغط الدم، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية
![](https://i0.wp.com/modernagritec.com/wp-content/uploads/2024/11/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A94-1.png?resize=312%2C265&ssl=1)
كيفية زراعة الرجلة:
- اختيار الموقع: اختر مكاناً مشمساً يتلقى 6-8 ساعات من ضوء الشمس يومياً، ولتكن التربة جيدة الصرف وغنية بالمواد العضوية، ويمكنك الزراعة في الحديقة أو في أحواض عميقة.
- تجهيز التربة: احرث التربة جيداً لعمق 15-20 سم. ثم أضف السماد العضوي المتحلل. وبعدها سوِّ سطح التربة جيداً.
- الزراعة: انثر البذور على سطح التربة برفق، ثم غطِها بطبقة خفيفة من التربة لا تتجاوز 0.5 سم، واترك مسافة 20-25 سم بين الخطوط. واخيرًا رش الماء برفق باستخدام رشاش ناعم.
- موعد الزراعة: أفضل وقت للزراعة هو الربيع أو بداية الصيف، أما درجة الحرارة المثالية للإنبات فهي 20-25 درجة مئوية
كيفية العناية بنبات الرجلة:
تحتاج نبتة الرجلة (البقلة) إلى عناية بسيطة ومنتظمة لضمان نموها بشكل صحي وإنتاج محصول وفير. تنمو الرجلة بشكل جيد في التربة الخصبة جيدة الصرف، يمكنك الحصول على أجود أنواع التربة من متجر تقنيات زراعة حديثة.
ويفضل إضافة السماد العضوي قبل الزراعة لتحسين خواص التربة. يمكنك الحصول على السماد العضوي من متجر تقنيات زراعة حديثة.
تحتاج النبتة إلى ري منتظم مع الحرص على عدم الإفراط في الري لتجنب تعفن الجذور، ويفضل الري في الصباح الباكر أو المساء.
يجب إزالة الأعشاب الضارة باستمرار حول النباتات لمنع منافستها على الغذاء والماء، كما يساعد التعشيب في تحسين تهوية التربة.
عند نمو النبات، يمكن قطف الأوراق الخارجية بانتظام مما يشجع على نمو أوراق جديدة. للحصول على نمو متجدد، يُنصح بتقليم النباتات عندما تبدأ في إنتاج البذور.
وتحتاج النباتات إلى مكان مشمس جزئياً مع حماية من أشعة الشمس القوية في فصل الصيف.
الآفات والأمراض التي تصيب الرجلة:
تتعرض نبات الرجلة لعدة آفات وأمراض تؤثر على نموها وإنتاجيتها، حيث تعد حشرات المَن من أكثر الآفات شيوعاً التي تهاجم أوراقها وتمتص عصارتها، مما يؤدي إلى ضعف النبات وتشوه أوراقه. كما تصاب بالعناكب الحمراء التي تظهر في الظروف الحارة والجافة، وتسبب اصفرار الأوراق وظهور نسيج عنكبوتي دقيق عليها. ومن الأمراض الفطرية التي تصيبها البياض الدقيقي الذي يظهر كطبقة بيضاء مسحوقية على الأوراق، وعفن الجذور الذي يسبب ذبول النبات واسوداد جذوره خاصة في حالات الري الزائد وسوء الصرف. يمكن مكافحة هذه المشاكل باتباع الممارسات الزراعية السليمة مثل التهوية الجيدة، والري المعتدل، واستخدام المستخلصات الطبيعية كمحلول الصابون والثوم، وفي الحالات الشديدة يمكن اللجوء للمبيدات الآمنة تحت إشراف متخصص. يمكنك الحصول على المبيدات الحشرية من متجر تقنيات زراعة حديثة.
استخدامات الرجلة:
تتعدد استخدامات البقلة في المطبخ والطب التقليدي. في المطبخ، يمكن تناولها نيئة في السلطات، حيث تضيف نكهة منعشة وقرمشة مميزة. كما يمكن طهيها في الشوربات والطواجن، أو إضافتها إلى العجائن والمخبوزات. تستخدم في الطب التقليدي كعلاج طبيعي للعديد من الحالات الصحية مثل الالتهابات والحساسية وأمراض الجهاز الهضمي. يمكن استخدام أوراقها كضماد موضعي لتخفيف آلام العضلات والمفاصل، كما تستخدم في صناعة المستحضرات التجميلية الطبيعية.
الرجلة نبات متواضع يحمل في طياته كنزاً من الفوائد الصحية والغذائية. مع سهولة زراعتها والعناية بها، تمثل خياراً مثالياً لمن يرغب في إضافة عنصر صحي وطبيعي إلى نظامه الغذائي. إن الاهتمام بزراعة البقلة في حدائقنا المنزلية ليس مجرد هواية، بل هو استثمار في صحتنا وصحة أجيالنا القادمة. فلنحرص على الاستفادة من هذه النعمة الطبيعية التي وهبنا إياها الخالق، ولنشجع على نشر ثقافة زراعتها واستهلاكها في مجتمعاتنا