الكثير من المزارعين لا يهتمون بجودة المياه المستخدمة في الزراعة المائية. غافلين عن الأهمية الكبيرة لمياه الري في جودة المحاصيل بل في الحصول على غذاء صحي وخالي من السموم. على الرغم من أن تأثير خصائص المياه يكون مضاعفًا في الزراعة المائية، لعدم وجود التربة التي يمكن أن تعدل من رداءة مياه الري. لذا وحرصًا من تقنيات الزراعة الحديثة على نشر الوعي والمعرفة نقدم لك الشروط الأساسية التي يجب توافرها في المياه المستخدمة في الزراعة المائية وكيفية تحسينها.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ما هي مصادر المياه المستخدمة في الزراعة المائية؟
تشمل المصادر المحتملة لمياه الري لأنظمة الزراعة المائية ما يلي:
- المياه البلدية أو مياه الصنبور: هذه هي المياه التي توفرها البلدية المحلية أو مرفق المياه. يتم معالجتها بشكل عام وهي آمنة للاستخدام في الزراعة المائية. على الرغم من أنه قد تتطلب اختبار وتعديل درجة الحموضة والملوحة.
- مياه الآبار: يمكن استخدام المياه المستخرجة من الآبار الجوفية للري. ومع ذلك، قد تحتوي على مستويات عالية من المعادن أو الملوثات التي تحتاج إلى التقييم والمعالجة إذا لزم الأمر.
- مياه الأمطار: يمكن جمع واستخدام مياه الأمطار مصدرًا مستدامًا لمياه الري. وهي خالية بشكل عام من المواد الكيميائية ويمكن أن تكون مناسبة لأنظمة الزراعة المائية، على الرغم من أنها قد تتطلب الترشيح والاختبار.
- المياه السطحية: يمكن استخدام مياه الأنهار أو البحيرات أو البرك للري في الزراعة المائية. ومع ذلك، قد تحتوي على رواسب أو ملوثات أو مسببات الأمراض التي تحتاج إلى التصفية أو المعالجة قبل استخدامها في الزراعة المائية.
- أنظمة إعادة تدوير المياه: في بعض أنظمة الزراعة المائية، يتم إعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها، مما يقلل الحاجة إلى مدخلات المياه العذبة. تتم مراقبة المحاليل المغذية وتعديلها للحفاظ على مستويات المغذيات المثلى لنمو النبات.
- مياه الصرف الصحي المعالجة: في بعض الحالات، يمكن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي أو مصادر أخرى للري. ومع ذلك، فإنها تتطلب معالجة ومراقبة دقيقة للتأكد من أنها تلبي معايير السلامة والجودة لنمو النبات.
- المياه المحلاة: في المناطق ذات الوصول إلى مياه البحر، يمكن استخدام عمليات تحلية المياه لإزالة الملح وجعل المياه مناسبة للري. قد تتطلب المياه المحلاة مكملات معدنية إضافية لنمو النبات الأمثل.
أهم العوامل التي تحدد مدى صلاحية المياه المستخدمة في الزراعة المائية:
قبل البدء باستخدام مياه الري للزراعة المائية يجب أن تفحص المياه في المختبر، وخاصة إذا كانت من الآبار والمياه السطحية وذلك لتحديد مدى صلاحيتها للري. فإن جودة مياه الري أمر بالغ الأهمية لنجاح النظام. تحدد عدة عوامل رئيسية مدى ملاءمة مياه الري للزراعة المائية:
مستوى الرقم الهيدروجيني: يؤثر الرقم الهيدروجيني للمياه على توافر العناصر الغذائية للنباتات. تعمل معظم أنظمة الزراعة المائية بشكل أفضل مع نطاق درجة حموضة يتراوح بين 5.5 إلى 6.5. المياه خارج هذا النطاق يمكن أن تؤدي إلى نقص المغذيات أو السمية. اقرأ أيضًا: كيفية ضبط درجة حموضة المحلول المغذي في حديقتك المائية – لزراعة مائية ناجحة.
ملوحة المياه: وهي تركيز الأملاح الموجودة داخل مياه الري المستخدمة في زراعة المائية. ومن المهم مراقبة ملوحة المياه والتحكم فيها في الزراعة المائية لأن مستويات الملوحة العالية لها آثار ضارة على نمو النبات والأداء العام للنظام. ولا يمكن تحديد النسبة المثالية لملوحة المياه لأنها تختلف باختلاف نوع النبات ومراحل نموه وغيرها من العوامل.
المحتوى النوعي من الأيونات الضارة: مثل الكربونات والبيكربونات التي تزيد من قلوية الوسط المغذي وتسبب تراكم الأملاح عند الجذور وبالتالي صعوبة الامتصاص واجهاد النبات. والصوديوم. إذ يمكن لأيونات الصوديوم أن تحل محل العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الغذائي.
محتوى المياه من الأكسجين: مستويات الأوكسجين الكافية في الماء ضرورية لتنفس الجذور لتوفير الأكسجين الكافي لجذور النباتات. يمكن أن تساعد تقنيات التهوية والأكسجين المناسبة، مثل استخدام الأحجار الهوائية أو مضخات الأكسجين، في الحفاظ على مستويات الأكسجين المثلى في مياه الري.
درجة الحرارة: تؤثر درجة حرارة الماء على ذوبان الأكسجين وصحة الجذور. يتراوح النطاق المثالي لمعظم أنظمة الزراعة المائية بين 18 درجة مئوية إلى 22 درجة مئوية.
وجود الملوثات والفلزات الثقيلة: من المهم التأكد من خلو المياه المستخدمة في الزراعة المائية من الملوثات مثل مبيدات الآفات والعناصر السامة والفلزات الثقيلة كالرصاص والزرنيخ والزئبق والكادميوم والنيكل أو المستويات العالية من الكلور والفلورايد. والتي يتعدى ضررها النبات للإنسان فيمكن أن تسبب له الكثير من الأمراض.
كيفية تحسين جودة المياه المستخدمة في الزراعة المائية:
بما أن الزراعة المائية لا تتطلب كميات كبيرة من المياه، فمن السهل تعديل المياه المستخدمة في الزراعة المائية وذلك بإحدى الطرق التالية:
الترشيح بالتناضح العكسي (RO): يمكن أن يؤدي استخدام نظام التناضح العكسي إلى إزالة الأملاح والملوثات والعناصر الثقيلة بشكل فعال من المياه المستخدمة في الزراعة المائية. يعمل ترشيح التناضح العكسي عن طريق الضغط على الماء وإجباره على المرور عبر غشاء شبه منفذ يقوم بتصفية الشوائب.
التقطير: التقطير هي طريقة أخرى لتحسين جودة المياه المستخدمة في الزراعة المائية. وهي تنطوي على تسخين المياه لإنتاج البخار، والذي يتم بعد ذلك تكثيفه مرة أخرى إلى شكل سائل، تاركًا وراءه شوائب مثل الأملاح والملوثات والعناصر الثقيلة.
التبادل الأيوني: التبادل الأيوني هو عملية تتضمن تمرير الماء عبر طبقة الراتنج التي تتبادل الأيونات وتزيل الأملاح والعناصر الثقيلة بشكل فعال. يمكن استخدام هذه الطريقة مع تقنيات الترشيح الأخرى لزيادة تحسين جودة المياه.
التخثير الكهربائي: التخثير الكهربائي هو عملية تستخدم تيارًا كهربائيًا لزعزعة الاستقرار وإزالة الجسيمات العالقة والملوثات والعناصر الثقيلة من الماء. وهي طريقة فعالة في معالجة المياه بمستويات عالية من الملوثات. يمكن لنظام التخثير الكهربي إزالة ما يصل إلى 95٪ من الملوثات بتكاليف تشغيلية دنيا. يمكن استخدامه لتنقية مياه الصرف الصحي والمياه السطحية والمياه الجوفي.
ترشيح الكربون المنشط: تساعد فلاتر الكربون المنشط في إزالة المركبات العضوية والملوثات وبعض العناصر الثقيلة من الماء. تعمل هذه الطريقة عن طريق امتصاص الشوائب على سطح الكربون.
المعالجة المغناطيسية: تستخدم المعالجة المغناطيسية لتنقية المياه عن طريق إنشاء مجال مغناطيسي يتدفق من خلاله الماء. يؤدي التعرض للمجال المغناطيسي إلى تفتيت وتكسير البلورات الملحية. إضافة لتغير الخواص الفيزيائية للمياه لتصبح أكثر جودة للاستخدام في الزراعة المائية. وهو خيار في متناول الأيدي من خلال جهاز قاهر الأملاح والذي ستجده في متجر تقنيات الزراعة الحديثة.