نبات الرعد: الكمأة “الفقع” ما هو؟ وكيفية استزراعه

استزراع الكماة

للكمأ أو الفقع مكانة كبيرة في قلوب الكثيرين، مع ذكريات رحلات البر الجميلة ومغامرات البحث عنه، لتتعالى الصيحات عند إيجاد إحداها وكأنه كنز مدفون. ناهيك عن طعمه اللذيذ وفوائده الكبيرة. هنا ستتعرف أكثر على الكمأة وفوائده وطرق استزراعه.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هو الكمأة (الفقع) Truffles ؟

الاسم العلمي: Terfeziaceae، وهو من مملكة الفطريات. ويسمى أيضًا نبات الرعد العبلاج والترفاس. تنمو في المناطق العربية ولها شعبية كبيرة في السعودية حيث تنمو بكثرة.

وهو نوع من الفطريات الصالحة للأكل التي تتكون  من خلال علاقة تكافلية بين فطر الكمأة وجذور الشجرة المضيفة. يشكل الفطر ارتباطات فطرية مع جذور الشجرة، حيث يتبادل العناصر الغذائية مع الشجرة مقابل السكريات.

ينمو الكمأة على شكل درنة البطاطا في الصحاري وفي الغابات بالقرب من جذور الأشجار الضخمة مثل البلوط والكستناء والحور والبتولا والبندق وبعض النباتات البرية، وهو فطر منتج للأبواغ كروي الشكل لحمي رخو بسطح  أملس أو يحتوي على درنات ويمكن أن يكون صغيرًا كحبة البندق أو كبيرًا كالبرتقالة. تنتج العديد من مجموعات الكمأة مواد عطرية متطايرة، والتي قد تعمل على جذب الحشرات لنشر الجراثيم.

عملية تكوين الكمأة معقدة ويمكن أن تستغرق عدة سنوات. ويتم حصاد الكمأة  بالبحث عنه يدويًا ويحدد مكانه  بتشققات على سطح الارض أو بتطاير الحشرات حول مكان نموه وذلك لرائحتها الزكية. و عادةً بواسطة الكلاب المدربة، والتي تكون قادرة على اكتشاف رائحة الكمأة الناضج تحت الأرض. بمجرد تحديد موقع الكمأة، يتم حفرها بعناية من التربة. ويتم البحث عنه في النصف الثاني من يناير في المواقع التي هطلت فيها الأمطار.

تحظى الكمأة بتقدير كبير لنكهتها الفريدة والمكثفة، والتي غالبًا ما توصف بأنها ترابية وعطرية. يتم استخدامها في أطباق الطهي المختلفة، وخاصة في المأكولات الذواقة.

ينمو في المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية، بعد هطول الأمطار على عمق يتراوح بين 5 إلى 15 سم تحت الأرض.

أهم فوائد الكمأة للعين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين). وهو مصدر جيد للعناصر الغذائية، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. ويرتبط الكمأة بالفوائد الصحية، مثل تعزيز جهاز المناعة وتقليل الالتهاب. وله خصائص مضادة للسرطان وتأثيرات مضادة للميكروبات والفيروسات.

وغالبًا ما يعتبر مكونًا فاخرًا في تقاليد الطهي. ويستخدم في الكثير من الوصفات ويطلق عليه اسم ماسة المطبخ.

أنواع الكمأة (الفقع):

– هناك عدة أنواع من الكمأة، بما في ذلك:

الزبيدي:

الكمأ الزبيدي

هو نوع من الكمأة الصحراوية، أكثر ما ينمو في دول الخليج العربي، وخاصة في السعودية والكويت والعراق. وهو من أنواع الكمأة النادرة والقيمة، ويتميز برائحته القوية وطعمه اللذيذ. ينمو بالقرب من جذور نباتات معينة، مثل نبات الشيح والرمث والرقراق. وهو فطر موسمي، لونه الأبيض أو الكريمي، وشكلها الكروي أو البيضاوي غير المنتظم. ويُستخدم في العديد من الأطباق التقليدية في دول الخليج العربي، مثل الأرز بالكمأة، والمرقوق بالكمأة، والهريس بالكمأة. يُعد الكماة الزبيدي من الأطعمة الفاخرة والمرغوبة، وذلك بسبب ندرته وطعمه اللذيذ. ويُباع بأسعار مرتفعة في الأسواق المحلية والدولية.

الكمأة الخلاسي:

الكمأة الخلاسي

وهو أيضًا من الكمأة الصحراوية، وحجمه أقل من الزبيدي، ولونه أحمر وهو من الأنواع التي تتواجد في السعودية، وهو من أقسى انواع الكمأة.

الكمأة الجبي:

الكمأة الجبي

وهو كمأ صغير الحجم بحجم حبة البندق ولونه أسود محمر، وذو بنية هشة يتفتت بسرعة.

الكمأة السوداء:

الكمأة السوداء

هي واحدة من أكثر أنواع الكمأة قيمةً، وتُعرف أيضًا باسم “الماس الأسود”. تتميز برائحتها القوية وطعمها اللذيذ، وتُستخدم بشكل أساسي في الأطباق الفاخرة. وتسمى أيضًا بالكمأة الإنجليزية ( T. aestivum )، توجد بشكل أساسي في غابات الزان . لونها أسود مزرق، ومستدير، ومغطى بثآليل خشنة متعددة الأضلاع.

ما هي الشروط الازم توافرها لنمو الكمأة (الفقع)؟

تتطلب الكمأة ظروفًا مناخية محددة لتنمو، وعادة ما تزدهر في المناطق التي تتميز بصيف حار وجاف وشتاء معتدل ورطب.

– تعتبر ظروف التربة لزراعة الكمأة “الفقع” أمرًا بالغ الأهمية. توجد الكمأة عادةً في التربة جيدة التصريف ذات المحتوى العالي من الحجر الجيري، مثل التربة الجيرية (الطباشيرية والغنية بالكالسيوم) أو القلوية. ويجب ان تكون قليلة الملوحة.

– تتمتع الكمأة بعلاقة تكافلية مع بعض أنواع الأشجار، والمعروفة باسم أشجار الكمأة المضيفة. تشمل الأشجار المضيفة الشائعة أشجار البلوط والبندق والزان والصنوبر واعشاب برية مثل نبات الرقروق. يعد وجود هذه النباتات المضيفة أمرًا ضروريًا لنمو الكمأة.

– تتطلب الكمأة إمدادات مياه كافية، خاصة خلال موسم النمو. يعتبر الري الكافي ضروريًا للحفاظ على مستويات رطوبة التربة، ولكن يجب تجنب المياه المالحة.

درجة الحرارة، الكمأة تتطلب درجات حرارة محددة للنمو. عادةً ما تنمو في فصول الخريف والشتاء، وتحتاج إلى فترة باردة لتحفيز نموها.

تجنب الإزعاج الزراعي، إذ تحتاج إلى بيئة هادئة وغير مزعجة. الأعمال الزراعية مثل الحراثة يمكن أن تدمر الشبكة الفطرية المتعايشة مع الأشجار.

التوازن البيئي، الكمأة تنمو بشكل أفضل في بيئات متوازنة. فالتغييرات البيئية الكبيرة يمكن أن تؤثر سلبًا على نموها.

كيفية استزراع الكمأة “الفقع”؟

كما ذكرنا فإن الكمأة ينمو لوحده عند توافر الشروط الازمة لنموها، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن زراعة الكمأة؟ بالواقع نعم ولكنها عملية تحتاج لسنوات لتعطي نتائجها وهناك الكثير من المشاريع الناجحة لاستزراع الكمأة، وهناك طريقتين لاستزراع الكمأة:

1- طريقة زراعة الكمأة في مواطنها:

حيث لا يزرع فطر الكمأة بحد ذاته ولكن تزرع النباتات المضيفة للكمأة، وذلك بمواطن الكمأة الطبيعية.

  • حيث يتم جلب أشتال أو بذور بعض النباتات مثل الرقروق أو الهشمه  وزراعتها.
  • ومن ثم الانتظار لتتم العلاقة التكافلية بينها وبين الفطر الذي يظهر بطبيعة الحال لأنه يزرع في منبت الكمأة.
  • ويجب الري بمياه نقية.

2- طريقة استزراع الكمأة “الفقع” بغير موطنها:

وتتضمن هذه الطريقة حقن جذور الأشجار المضيفة  للكمأة بجراثيم نقية من الكمأة تحت ظروف معملية. وتستخدم هذه الطريقة لاستزراع الكمأة في غير مواطنها، وللقيام بذلك اتبع الخطوات التالية:

– اختر موقعًا مناسبًا مع الظروف المناخية المناسبة لزراعة الكمأة. أو يمكنك زراعتها في البيوت المحمية حيث يمكنك التحكم بالأجواء المحيطة به.

– إعداد التربة من خلال التأكد من أنها جيدة التصريف وتحتوي على نسبة عالية من الحجر الجيري. تزدهر الكمأة في التربة الجيرية أو القلوية. ويجب زراعتها في الأرض المفتوحة.

 – تلقيح التربة بجراثيم الكمأة أو الفطريات. أو شراء شتلات الأشجار الملقحة بجراثيم الكمأة.

– قم بزراعة أشجار الكمأة المضيفة مثل أشجار البلوط والبندق والزان والصنوبر. ستشكل هذه الأشجار علاقة تكافلية مع فطريات الكمأة.

– الحفاظ على الري المناسب لتوفير الرطوبة الكافية للتربة دون تشبعها بالمياه. تتطلب الكمأة إمدادات مياه كافية، خاصة خلال موسم النمو.

– الصبر هو المفتاح عند زراعة الكمأة، حيث قد يستغرق الأمر عدة سنوات (عادةً من 4 إلى 6 سنوات) حتى تتشكل فطريات الكمأة وتنتج الكمأة. من المهم توفير الرعاية والصيانة المناسبة خلال هذه الفترة.

– مراقبة ظروف التربة بانتظام، بما في ذلك مستويات الحموضة ومحتوى الرطوبة، لضمان ظروف النمو المثلى للكمأة. و تجنب استخدام الأسمدة الكيميائية أو المبيدات الحشرية التي قد تضر بنمو الكمأة.

– احصد الكمأة عندما تنضج وتتطور بشكل كامل. يحدث هذا عادةً خلال موسم الكمأة، والذي يختلف باختلاف أنواع الكمأة وموقعها. عادة ما يتم حصاد الكمأة عن طريق حفرها بعناية من التربة حول قاعدة الأشجار المضيفة.

استزراع الكمأة هي عملية طويلة الأمد وتتطلب معرفة وخبرة، لذا قد يكون من المفيد الحصول على المشورة والتدريب من خبراء في هذا المجال.

على الرغم من صعوبة استزراعه أو حتى جمعه في أماكن نموه طبيعيًا إلا أنه يستحق العناء فهو باهظ الثمن ويتميز بطعمه اللذيذ والمميز ويدخل في الكثير من الأطباق الفاخرة في مطابخ العالم. وللمزيد من المقالات المفيدة في عالم الزراعة تصفح مدونة تقنيات الزراعة الحديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟