رحلة التحول إلى الزراعة العضوية: العوامل المؤثرة والدعم ومراحل التحول.

التحول إلى الزراعة العضوية

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالتحول إلى زراعة العضوية. نظرًا لإدراك العديد من الدول لأهمية الزراعة العضوية في الحفاظ على التربة والمياه والحياة البرية.  ومدى الضرر الناجم عن الاستمرار في استخدام الحلول الزراعية الكيماوية والتي  وصل تأثيرها لصحة الانسان والنظم بيئية كاملة. فكان لابد من البدء بأخذ خطوات جدية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وذلك ضمن خطة تحول تدريجي إلى الزراعة العضوية. لذا تقدم لك تقنيات الزراعة الحديثة شرحًا وافيًا لعملية التحول إلى الزراعة العضوية ومراحلها في السطور التالية.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هو التحول إلى الزراعة العضوية؟

يشير التحول إلى الزراعة العضوية إلى الفترة التي يتم فيها الانتقال من ممارسات الزراعة التقليدية إلى ممارسات الزراعة العضوية. وفقًا لمعايير ومتطلبات تضعها الجهات المعنية بالزراعة العضوية في كل بلد، والتي تعطي الأولوية لاستخدام المدخلات الطبيعية والأساليب المستدامة لإنتاج المحاصيل وتربية الماشية.

يتضمن اعتماد تقنيات الزراعة العضوية مثل تجنب المبيدات والأسمدة الاصطناعية، وتعزيز صحة التربة من خلال المواد العضوية والتسميد، وتنفيذ تناوب المحاصيل وتنويعها، وممارسة رعاية الحيوان والحفاظ على التنوع البيولوجي.

يهدف التحول إلى الزراعة العضوية إلى تقليل الآثار البيئية السلبية للزراعة التقليدية، وتقليل الاعتماد على المدخلات الكيميائية، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والمتجددة. اقرأ أيضًا: المكافحة الحيوية ودورها في الزراعة العضوية وعواملها الأساسية

دعم المملكة العربية السعودية للتحول إلى الزراعة العضوية:

يحتاج المزارعون للدعم من الحكومات والجهات المختصة، للقيام بالتحول إلى الزراعة العضوية فهي عملية مكلفة وتحتاج لسنوات لتؤتي ثمارها. لذا اتخذت حكومة المملكة العربية السعودية العديد من المبادرات لدعم التحول إلى  الزراعة العضوية. ويشمل ذلك:

– إنشاء الجمعية السعودية للزراعة العضوية (SOFA) لتعزيز ممارسات الزراعة العضوية وتقديم الدعم الفني للمزارعين.

– استثمرت الحكومة في برامج البحث والتطوير لتعزيز تقنيات الزراعة العضوية وتطوير الممارسات الزراعية المستدامة المناسبة للبيئة المحلية.

– التدريب وبناء القدرات:  نظمت المملكة العربية السعودية برامج تدريبية وورش عمل لتثقيف المزارعين حول أساليب الزراعة العضوية، وإدارة التربة، ومكافحة الآفات، وعمليات إصدار الشهادات العضوية.

–  الدعم المالي: قدمت الحكومة الدعم المالي والحوافز لتشجيع المزارعين على الانتقال إلى الزراعة العضوية. ويشمل ذلك دعم المدخلات العضوية والمعدات وتطوير البنية التحتية.

– تطوير السوق: بذلت جهود لتطوير الأسواق العضوية وزيادة وعي المستهلك والطلب على المنتجات العضوية. ويشمل ذلك تنظيم معارض الأغذية العضوية والترويج للمنتجات العضوية من خلال الحملات التسويقية.

– التعاون مع المنظمات الدولية: تعاونت المملكة العربية السعودية مع المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لتبادل المعرفة والخبرة في ممارسات الزراعة العضوية.

العوامل المؤثرة على الفترة التحول إلى زراعة العضوية:

هناك عدد من العوامل التي من شأنها ان تطيل فترة الانتقال للزراعة العضوية أو تقصرها، وهي:

حجم المزرعة وتعقيدها: يمكن أن يؤثر حجم المزرعة وتعقيدها على مدة الفترة التحول. قد تتطلب المزارع الكبيرة ذات العمليات المتنوعة مزيدًا من الوقت لتنفيذ الممارسات العضوية في جميع جوانب عملياتها.

ممارسات الزراعة السابقة: تعتمد فترة التحول أيضًا على مدى المدخلات الكيميائية السابقة والممارسات الزراعية. قد تمر المزارع التي تمارس بالفعل أساليب مستدامة ومنخفضة المدخلات او الأراضي الزراعية الجديدة. بفترة انتقالية أقصر مقارنة بتلك التي تعتمد بشكل كبير على المدخلات الاصطناعية.

صحة التربة والخصوبة: تلعب حالة التربة دورًا مهمًا في فترة التحول. قد تتطلب المزارع ذات التربة الصحية والمحتوى العالي من المواد العضوية ومستويات المغذيات الجيدة فترة تحول أقصر لتلبية المعايير العضوية.

 نوع المحاصيل والتناوب: يمكن أن يؤثر نوع المحاصيل المزروعة وتنفيذ ممارسات تناوب المحاصيل على الفترة التحول. قد تتطلب بعض المحاصيل ممارسات إدارية محددة أو فترات أطول للتخلص من المخلفات الكيميائية وإنشاء الإنتاج العضوي.

طلب السوق والشهادة: يمكن أن يؤثر توافر الأسواق العضوية وعملية الحصول على الشهادات العضوية أيضًا على فترة التحول. قد تحتاج المزارع إلى تلبية متطلبات محددة والحفاظ على السجلات للحصول على الشهادة، مما قد يؤدي إلى تمديد فترة التحول.

وبشكل عام يمكن تقدير فترة التحول في المحاصيل الحولية (التي يمتد موسم نموها ل 12 شهر) بحوالي سنتين من تاريخ البذر كأقل تقدير.

أما بالنسبة للمحاصيل المعمرة فتكون ثلاث سنوات على الأقل قبل الحصول على أول محصول عضوي.

ما هي مراحل التحول إلى الزراعة العضوية؟

تبدأ فترة التحول إلى الزراعة العضوية بتقديم طلب من قبل صاحب المزرعة للحصول على شهادة الزراعة العضوية. والتوقيع على وثيقة الالتزام  بمتطلبات الزراعة العضوية. وتنتهي بالحصول على الشهادة التي تؤكد أن المزرعة أو العملية الزراعية قد استوفت معايير ومتطلبات ممارسات الزراعة العضوية. وتتضمن فترة التحول إلى الزراعة العضوية عدد من المراحل، وهي:

1-     مرحلة التقييم والتخطيط:

تتضمن المرحلة الأولى تقييم الممارسات الزراعية الحالية وصحة التربة وطلب السوق على المحاصيل العضوية. وتطوير خطة مفصلة لتحديد الخطوات والجدول الزمني للانتقال إلى الزراعة العضوية. ومن الضروري في هذه المرحلة فهم أساسيات الزراعة العضوية والمعايير العضوية، والتعرف على الممارسات الزراعية المستدامة. وذلك بالمشاركة في المحاضرات التثقيفية والورشات التدريبية وإجراء التجارب لاكتساب المعرفة والخبرة.  

2-     مرحلة تعافي التربة:

تركز هذه المرحلة على تحسين صحة التربة وخصوبتها بعد الانتقال من ممارسات الزراعة التقليدية إلى الأساليب العضوية. يتضمن تنفيذ الممارسات التي تعزز تجديد التربة والتنوع البيولوجي ودورة المغذيات،  من خلال التسميد وزراعة الغطاء وتقليل المدخلات الكيميائية تدريجيًا. قد يشمل استخدام محسنات التربة الطبيعية. اقرأ أيضًا: محسن التربة: الفحم الحيوي (البيوشار) وفوائده للنبات والمياه والبيئة.

3-     تطبيق متطلبات الزراعة العضوية:

بعد التأكد من تعافي التربة من مخلفات المدخلات الكيماوية. يبدأ المزارع بتطبيق كافة متطلبات  الزراعة العضوية من  تناوب المحاصيل، التي تساعد على كسر دورات الآفات والأمراض، ويحسن بنية التربة، ويعزز التنوع البيولوجي. وتنفيذ استراتيجيات الإدارة المتكاملة للآفات للحفاظ على صحة المحاصيل. واستخدام الأسمدة العضوية والأسمدة المعدنية الطبيعية وغيرها من متطلبات الزراعة العضوية.

4-     ضمان الامتثال للمعايير العضوية:

الحفاظ على الممارسات العضوية لفترة محددة، عادة ثلاث سنوات، للسماح للتربة والمحاصيل بأن تصبح خالية من أي مواد كيميائية أو ملوثات متبقية. خلال هذه الفترة الانتقالية، يحتاج المزارعون إلى الاحتفاظ بسجلات مفصلة لممارساتهم الزراعية ومدخلاتهم، بما في ذلك مصادر البذور والأسمدة وطرق مكافحة الآفات. يتخلل هذه الفترة عدد من الزيارات للتفتيش والتأكد من استيفاء كافة متطلبات التحول حيث تؤخذ عينات وتجرى الفحوصات. و يمكن أن يؤدي عدم تلبية المتطلبات إلى إطالة الفترة التحول وتأخير الشهادة.

5-    الحصول على شهادة الزراعة العضوية:

تتضمن عملية إصدار الشهادات فحصًا شاملاً لممارسات المزرعة ومدخلاتها لضمان الالتزام بمبادئ الزراعة العضوية. وبمجرد اعتمادها، يمكن للمزارعين تصنيف منتجاتهم على أنها عضوية والوصول إلى الأسواق العضوية، والتي غالبًا ما تقدم أسعارًا ممتازة للمنتجات العضوية.

وأخيرًا: فإن التحول إلى الزراعة العضوية هي عملية تحتاج للصبر والمثابرة، وبالطبع ستجد النتائج المبهرة بطعام صحي وبيئة نظيفة وتربة خصبة ومعطاءة. لذا ابدأ بالتسجيل للبدء بعملية التحول إلى الزراعة العضوية وستجد لدى تقنيات الزراعة الحديثة ما يعينك على ذلك بدءًا من المعلومة المفيدة وانتهاء بمجموعة واسعة من الأسمدة العضوية والطبيعية والمعدات التي ستجدها في متجر تقنيات الزراعة الحديثة.

بعض المصادر:

دليل التحول إلى الزراعة العضوية

دليل اللائحة التنفيذية للمعايير والمواصفات الفنية لنشاط الزراعة العضوية

Steps to a Successful Organic Transition

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟