عنصر المولبيديوم هو من العناصر الصغرى، والتي يحتاج إليها النبات بكميات قليلة جدًا. ولكن تكمن أهمية عنصر المولبيديوم للنبات في كونه أساسي لنجاح عمل العناصر الكبرى. لذا فهو من العناصر التي لا غنى عنها للنبات. فما هي أهمية عنصر المولبيديوم للنبات؟ وما هي أعراض نقصه؟ وكيفية علاجها كل ذلك ستتعرف عليه في السطور التالية.
Instagram , Facebook , Twitter ,
عنصر المولبيديوم (Molybdenum ) ووجوده في التربة:
المولبيديوم عنصر كيميائي رمزه Mo والرقم الذري 42. إنه معدن انتقالي وينتمي إلى المجموعة 6 من الجدول الدوري. لونه أبيض فضي.
يوجد المولبيديوم في التربة على شكل موليبدات أنيون، وهو الشكل القابل للذوبان من المولبيديوم الذي يمكن للنباتات امتصاصه.
تشمل مصادر المولبيديوم في التربة، التجوية الطبيعية للصخور والمعادن التي تحتوي على المولبيديوم. ويمكن أن يتواجد في التربة من خلال تحلل المواد العضوية، حيث يمكن للمواد العضوية إطلاق المولبيديوم في التربة.
تحتاجه النباتات بكميات صغيرة. يتراوح المعدل الطبيعي لمعظم الأنسجة النباتية بين 0.3 – 1.5 جزء في المليون وفي وسط النمو بين 0.01 – 0.20 جزء في المليون.
ما هي أهمية عنصر المولبيديوم للنبات:
المولبيديوم هو أحد المغذيات الدقيقة الأساسية للنباتات، ويلعب دورًا مهمًا في العمليات البيولوجية المختلفة، ومن أهمية عنصر المولبيديوم للنبات:
- هو المكون الأساسي للأنزيمات المسؤولة عن اختزال النترات إلى نتريت ثم إلى الأمونيا داخل النبات وبدونه لا يحصل تكوين للبروتين النباتي.
- يشارك في تحويل الكبريتيت إلى كبريتات، وهو أمر مهم لاستقلاب الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت.
- يمكن أن يؤثر فقدان نشاط الإنزيم المعتمد على المولبيديوم أو انخفاض مستوياته الداخلية على نمو النبات، وخاصة العمليات التي تنطوي على استقلاب النيتروجين وتخليق الهرمونات النباتية مثل حمض الأبسيسيك وحمض البيوتيريك الإندول 3.
- يتشارك في تقليل النترات، وهي خطوة أساسية في عملية التمثيل الغذائي للنبات.
- يساهم أيضًا في تحسين تحمل الإجهاد في النباتات، مثل الجفاف وإجهاد الملوحة. إنه يعزز آليات الدفاع المضادة للأكسدة، والتي تساعد النباتات على التكيف مع ظروف الإجهاد.
- بالإضافة إلى ذلك، يلعب دورًا مهمًا في التثبيت البيولوجي للنيتروجين، خاصة في النباتات التي تشكل عقيدات جذرية مع بكتيريا مثبتة للنيتروجين.
- تستخدم النباتات أيضًا المولبيديوم لتحويل الفوسفور غير العضوي إلى أشكال عضوية في النبات. وهو أمر ضروري لعمليات التمثيل الغذائي المختلفة في النباتات، بما في ذلك نقل الطاقة وتخليق الحمض النووي والحمض النووي الريبي وهيكل الغشاء.
بشكل عام، يعد المولبيديوم ضروريًا لنمو النبات وتطوره واستقلاب الأحماض الأمينية وتقليل النترات وتثبيت النيتروجين. اقرأ أيضًا: العنصر الملك: ماهي أهمية عنصر النتروجين للنبات؟ وأعراض نقصه
أعراض نقص عنصر المولبيديوم في النبات:
يعتبر نقص المولبيديوم نادرًا في معظم مناطق المحاصيل الزراعية، ولكن يمكن تشخيصه بشكل خاطئ. بما أن نقصه يسبب نقص عناصر أخرى كالنتروجين. ومن أعراض نقص المولبيديوم في النبات نذكر:
- تبدأ أعراض نقص المولبيديوم في الأوراق الغضة ثم تنتشر للأوراق الكبيرة. وذلك بصورة أوراق خضراء باهتة ثم تصبح صفراء.
- ظهور بقع بنية ثم احتراق للحواف، وتجعد للأوراق.
- النمو مقيد وضعف نمو الأزهار.
- تظهر أعراض نقصه أكثر في المحاصيل الذرة والبرسيم والكرنب، إذ يسبب نقصه الحاد إلى تكون أوراق صغيرة مقعرة تشبه المعلقة.
- وفي الموالح يظهر بصورة بقع صفراء بين العروق.
- وفي الصليبيات كالقرنبيط، يمكن أن تسبب ما يسمى بالذيل السوطي “Whiptail” حيث تتشوه الأوراق بحيث تكون ضيقة ومتجعدة وتشبه السوط.
ما هي العوامل المؤثرة على امتصاص المولبيديوم من قبل النبات؟
من المهم معرفة كافة الأسباب التي تسبب نقص عنصر المولبيديوم في النبات، ومن هذه الأسباب هو قلة امتصاصه من قبل جذور النبات. ومن العوامل المؤثرة على امتصاص المولبيديوم من قبل النبات:
- يتأثر امتصاص المولبيديوم من قبل النباتات بشكل أساسي بتوافر الموليبدات – أنيون (MoO42-) في التربة، إذ يمكن للنباتات فقط امتصاصه وهو بهذا الشكل. وتوافره في التربة أمر بالغ الأهمية لامتصاص المولبيديوم من قبل النباتات.
- سهولة غسل المولبيديوم بسبب تواجده بصورة أنيونات.
- درجة حموضة التربة عامل مهم يؤثر على امتصاص المولبيديوم من قبل النباتات. إذ يبلغ توافره أعلى مستوياته في التربة الحمضية قليلاً إلى التربة المحايدة (درجة الحموضة 6-7). بينما ينخفض في التربة شديدة الحموضة أو القلوية. في التربة الحمضية، يمكن أن يرتبط المولبيديوم مع كل من الحديد والألمونيوم مشكلًا أكاسيد الحديد والألمونيوم، مما يقلل من توافره لامتصاص النبات. على العكس من ذلك، في التربة القلوية، يمكن أن يشكل المولبيديوم مركبات غير قابلة للذوبان، مما يجعل الوصول إليها أقل للنباتات.
- يؤثر محتوى المادة العضوية في التربة أيضًا على امتصاص المولبيديوم بواسطة النباتات. إذ تطلق المواد العضوية المولبيديوم في التربة من خلال التحلل، مما يزيد من توافره بصورة قابلة لامتصاص النبات.
- تتنافس أيونات أخرى في التربة مع المولبيديوم على امتصاصه من قبل النباتات. على سبيل المثال، يمكن أن تمنع المستويات العالية من أيونات الكبريتات (SO42-) أو الفوسفات (PO43-) في التربة امتصاص المولبيديوم من قبل النباتات. يمكن أن تكون هذه المنافسة على الامتصاص بسبب أوجه التشابه في الخصائص الكيميائية لهذه الأيونات، مما يؤدي إلى تقليل امتصاص الموليبدينوم من قبل النباتات.
وبالطبع يعد فهم هذه العوامل أمرًا مهمًا لتحسين امتصاص المولبيديوم من قبل النباتات وضمان نموها وتطورها بشكل صحيح.
كيفية علاج نقص المولبيديوم في النبات:
نظرًا لأهمية عنصر المولبيديوم للنبات، كان لابد من علاج نقصه بمجرد ظهور الأعراض التي ذكرناها. وذلك بالخطوات التالية:
- بداية، توفير الأسباب لتحسين امتصاص المولبيديوم من قبل جذور النبات، من تعديل لحموضة التربة، التسميد بالسماد العضوي والتوازن بإضافة المغذيات حتى لا تؤثر على توافر المولبيديوم.
- تطبيق الجير: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي تطبيق الجير على التربة إلى زيادة توافر المولبيديوم للنباتات. إذ يمكن للجير إطلاق المولبيديوم من الأشكال غير القابلة للذوبان، مما يحسن امتصاص النباتات له.
- معالجة البذور: تعتبر معالجة البذور بكميات صغيرة من سماد المولبيديوم ممارسة شائعة في المناطق التي يحدث فيها نقص المولبيديوم. هذا يضمن حصول كل بذرة على إمدادات موحدة من المولبيديوم
- إضافة أسمدة المولبيديوم مثل موليبدات الصوديوم أو موليبدات الأمونيوم أو أكسيد الموليبدينوم، وذلك إما بإضافتها للتربة أو رشًا على الأوراق. وللحصول على أفضل الأسمدة العضوية والكيماوية قم بزيارة متجر تقنيات الزراعة الحديثة.
بالطبع يجب إضافة المولبيديوم بنسب مدروسة فزيادته تؤدي إلى سمية النبات، ولا تنسى أن تزور مدونة تقنيات الزراعة الحديثة لتجد العديد من المقالات المفيدة في عالم الزراعة.