إن الاعتقاد السائد عن الزراعة المائية أنها تتم داخل البيوت المحمية وغرف النمو الداخلية غير صحيح. فإن الزراعة المائية في الهواء الطلق هي طريقة ناجحة ومنتشرة لزراعة المحاصيل. هنا ستتعرف أكثر على إيجابيات وسلبيات الزراعة المائية في الهواء الطلق.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ما هي الزراعة المائية في الهواء الطلق؟
الزراعة المائية في الهواء الطلق تجمع بين فوائد الزراعة المائية التقليدية ومزايا البيئة الطبيعية المفتوحة. تعتبر هذه التقنية مثالية للمزارعين الذين يرغبون في تحسين إنتاجية محاصيلهم باستخدام موارد مائية أقل وتوفير مساحات زراعية أكبر. تختلف الزراعة المائية في الهواء الطلق عن الزراعة المائية الداخلية بأنها تتعرض للعوامل البيئية الطبيعية مثل الشمس والرياح والأمطار. مما يتطلب أنظمة متكاملة ومرنة لتحمل هذه الظروف.
أفضل الأنظمة المناسبة للزراعة المائية الخارجية تشمل:
1. نظام الفيلم المغذي (NFT): يعتبر من الأنظمة الشائعة، حيث يتم تدوير محلول مغذي رقيق حول جذور النباتات باستمرار. يتطلب هذا النظام الحفاظ على نظافة الأنابيب والتأكد من عدم انسدادها بسبب الحطام الخارجي.
2. النظام الهجين: يجمع بين النظام الغمري ونظام الأنابيب (DWC/NFT). مما يوفر دعمًا إضافيًا للنباتات ويضمن توفير العناصر الغذائية والماء بشكل فعال.
3. نظام الأبراج الرأسية: يستخدم هذا النظام لتوفير المساحة وزيادة الكثافة الزراعية. يتم زراعة النباتات في أبراج رأسية، مما يسمح باستخدام الفضاء الرأسي بشكل أمثل ويتيح التهوية الطبيعية للشبكة الجذرية.
4. نظام الغمر الدوري (Ebb and Flow): يعتمد على غمر الجذور في محلول مغذي لفترات محددة، ثم تصريفه. مما يتيح للجذور الاستفادة من الأوكسجين ويقلل من مشاكل التهوية.
ولكي تحدد فيما إذا كانت الزراعة المائية في الهواء الطلق أفضل من الزراعة المائية داخل البيوت المحمية والغرف الداخلية. سنستعرض لك في تقنيات الزراعة الحديثة الخبيرة في الزراعة المائية إيجابيات وسلبيات الزراعة المائية في الهواء الطلق لتحكم بنفسك.
ايجابيات الزراعة المائية في الهواء الطلق:
للزراعة المائية الخارجية عدد من الإيجابيات التي تجعل منها أقل تكلفة وأكثر فائدة، إليك بعضً منها بشيء من التفصيل:
1. الاستفادة من أشعة الشمس الطبيعية:
واحدة من أكبر الفوائد هي الاستفادة من ضوء الشمس الطبيعي، الذي يعد مصدرًا غنيًا بالطاقة الضوئية اللازمة لنمو النباتات. ويغنيك عن الإضاءة الاصطناعية التي تُستخدم في الزراعة المائية الداخلية والتي ستحتاج معها إلى تحديد شدة الإضاءة والضوء المناسب لكل محصول. إضافة لخفض تكاليف الطاقة وتحسين نوعية المحاصيل، حيث أن ضوء الشمس يعزز من عملية التمثيل الضوئي بشكل فعال.
2. التهوية الطبيعية:
من مزايا الزراعة المائية في الهواء الطلق هو النسيم الطبيعي. الذي يوفر تهوية طبيعية للنبات التي تساعد على تقليل مشاكل الرطوبة التي قد تواجهها الأنظمة الداخلية. الهواء الطلق يتيح تهوية جيدة للنباتات، مما يقلل من خطر الأمراض الفطرية والبكتيرية ويعزز من صحة الجذور والنباتات بشكل عام.
إضافة إلى إن حركة الهواء تحافظ على مسام الأوراق مفتوحة. مما يضمن امتصاص كميات كافية من ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الماء المتبخر والأكسجين في الوقت المناسب لصحة النبات.
3. تقليل استهلاك الطاقة:
بفضل استخدام ضوء الشمس الطبيعي والتهوية الطبيعية، تنخفض الحاجة إلى أجهزة التهوية والإضاءة الاصطناعية. هذا يسهم في تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير، مما يجعل الزراعة المائية في الخارج خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا على المدى الطويل.
4. توسيع المساحات الزراعية:
الزراعة المائية في الهواء الطلق تتيح استخدام مساحات واسعة من الأراضي مقارنة بالزراعة في البيوت المحمية أو غرف النمو . ولا تنسى أنه يمكنك التوسع في مشروعك الزراعي دون الخوف من صلاحية الأرض للزراعة أم لا. يكفي إضافة أنظمة مائية جديدة لزراعة المزيد من المحاصيل وبالتالي حصاد أكثر وفرة وتنوع.
5- سهولة التلقيح:
يمكن ان تكون عملية تلقيح الزهور في الزراعة المائية الداخلية مهمة صعبة وتحتاج للوقت والجهد. إذ عليك البحث عن الزهور المؤنثة والزهور الجاهزة للتلقيح. ثم تلقيح كل زهرة يدويًا مع تكرار العملية كل فترة. أما في الزراعة المائية في الهواء الطلق، كل ذلك ستكله للملقحات مثل النحل والفراشات، حتى تقوم بهذه المهمة بكل كفاءة.
سلبيات الزراعة المائية في الهواء الطلق:
على الرغم من الإيجابيات آنفة الذكر. ولكن الأمر ليس بهذه الإيجابية فهناك بالطبع بعض السلبيات للزراعة المائية في الخارج، دفعت الكثيرين للاعتماد على الزراعة المائية الداخلية. ونذكر من هذه السلبيات:
1- التأثر بالعوامل الجوية:
الزراعة المائية خارجًا تعتمد بشكل كبير على الظروف المناخية. التقلبات في درجات الحرارة، الرياح القوية، الأمطار الغزيرة أو الجفاف والبرد القارس والصقيع كل ذلك سيؤثر بشكل كبير على نمو النباتات. هذه الظروف غير المتحكم بها قد تؤدي إلى تلف المحاصيل أو انخفاض جودتها. لذا إذا كنت في المناطق ذات الشتاء البارد أو الصيف الحارق فمن الأفضل أن تعتمد على الزراعة المائية الداخلية.
إذ إن تأثير الحرارة المرتفعة على الزراعة المائية مضاعفًا بالمقارنة مع الزراعة التقليدية، فالحرارة المرتفعة ستؤثر على النبات مباشرة وعلى المحلول المغذي فعندما يصبح دافئًا للغاية، فسيحتوي على أكسجين أقل وبالتالي اختناق الجذور واحتمالية أكبر للإصابة بتعفن الجذور.
2- التعرض للآفات والأمراض:
في البيئة الخارجية، تكون النباتات أكثر عرضة لهجمات الآفات والأمراض. الحشرات، الفطريات، والفيروسات يمكن أن تنتشر بسهولة أكبر وتؤثر على صحة النباتات. التعامل مع هذه المشاكل يتطلب استخدام مبيدات حشرية ومواد كيميائية. مما يمكن أن يقلل من ميزة الزراعة المائية كبيئة زراعة نظيفة وصديقة للبيئة.
3- الحاجة إلى صيانة مستمرة:
أنظمة الزراعة المائية تحتاج إلى مراقبة وصيانة مستمرة للتأكد من أن النباتات تتلقى الكميات المناسبة من العناصر الغذائية والماء. في الهواء الطلق، تكون هذه العملية أكثر تعقيداً بسبب التغيرات البيئية المستمرة، مما يتطلب تدخلات منتظمة ومكلفة لضمان استقرار النظام.
إضافة لتآكل الهيكل الخارجي للنظام نتيجة التعرض للعوامل الخارجية مما يحتاج لصيانة مستمرة للنظام.
4- الحاجة أكثر للمياه:
في الزراعة المائية في الخارج ستحتاج إلى المزيد من المياه مقارنة بالزراعة الداخلية؛ نظرًا للتبخر الحاصل نتيجة تعرض النظام للعوامل الخارجية.
ولضمان نجاح الزراعة المائية في الخارج، يجب عليك مراقبة الظروف الجوية بعناية واستخدام أغطية واقية مثل الشباك للحماية من الرياح القوية أو الأمطار الغزيرة. كما يجب التأكد من أن المحاليل المغذية تحتوي على التوازن الصحيح للعناصر الغذائية لتلبية احتياجات النباتات في الظروف المتغيرة.
أخيرًا، إن نجاح الزراعة المائية في الهواء الطلق يتوقف على مناخ منطقتك ومكان الزراعة وعوامل أخرى كتوفر الطاقة والمال والأجهزة، لذا فإن الزراعة المائية في الخارج تحتاج لدراسة وتحليل دقيق للظروف البيئية والاقتصادية قبل الشروع في تنفيذها لضمان نجاحها واستدامتها. ونحن هنا في تقنيات الزراعة الحديثة سنساعدك في اتخاذ القرار المناسب، إضافة لتجهيز أنظمة الزراعة المائية وتشغيلها وتزويدك بكل ما تحتاجه لزراعة مائية ناجحة.