عند الحديث عن التربة الخصبة وإدارتها بكفاءة، يبرز دور الجبس الزراعي كعامل محوري في تعزيز صحة وإنتاجية الأراضي الزراعية. في هذا المقال، سنتعرف عن الجبس الزراعي وفوائده وكيفية تطبيقه، ونستكشف كيف كان وما يزال أحد الأدوات الفعالة في الزراعة.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ما هو الجبس الزراعي (Agricultural gypsum)؟
المعروف علميًا باسم كبريتات الكالسيوم ثنائي الهيدرات، أو الكبريتات الكالسيوم المائية لأنها ترتبط مع ذرتين من الماء رمزه CaSO4.2H2O. ويتكون من 19-24% كالسيوم تقريبًا و14-19% كبريت في صورته النقية. وكبريتات الكالسيوم ثنائي الهيدرات بين 78-98%.
وهو مسحوق أو محبب بلون أبيض مطفي وهو قابل للذوبان بشكل معتدل في التربة. و يتواجد الجبس بشكل طبيعي كمعدن في الطبيعة ويمكن استخراجه من المحاجر الجبسية. غالبًا ما يتشكل في البيئات الرسوبية، خاصة في المناطق التي كانت تحت الماء في الماضي.
يمكن الحصول على الجبس كمنتج ثانوي من عمليات صناعية مختلفة، مثل صناعة الفوسفات، حيث يتم إنتاج الجبس كناتج ثانوي في عملية تصنيع حمض الفوسفوريك. أو من محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الفحم.
فوائد الجبس الزراعي:
هو مخصب طبيعي يتغلغل في التربة ويحسن من قوامها، إضافة لفوائد أخرى نذكر منها:
مصدر لتغذية النبات بعنصري الكالسيوم والكبريت:
إذ يعد الجبس الزراعي مصدرًا رخيص الثمن وممتاز للكبريت والكالسيوم ، إذ إن الصيغة الكيميائية للجبس تجعل تلك العناصر الغذائية متاحة للنباتات أكثر من بعض المصادر الأخرى الشائعة لها، مما يعطي تغذية جيدة للنباتات ويحسن من انتاجية المحاصيل.
تقليل درجة حموضة التربة:
بما أن الجبس الزراعي يحتوي على الكبريت، فهو يعالج القلوية المرتفعة للتربة. فعندما نضيف الكبريت إلى التربة يتأكسد بفعل بكتيريا التربة ويتحول إلى حامض الكبريتيك. وهو حمض قوي يخفض درجة ph التربة. وهي عملية تحتاج للوقت حوالي شهر ل 45 يوم والتي تتوقف على وفرة البكتريا في التربة ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة.
تحسين قوام التربة:
يعمل على تجميع حبيبات التربة وتماسكها على نحو ملائم لنمو جذور النبات وحركة الهواء والماء، ويمنع تآكل التربة والجريان السطحي، مع زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه لفترات الطويلة ويقلل من فقدان الفوسفور.
زيادة تهوية التربة:
يعمل على تحسين تهوية التربة عن طريق تقليل انضغاط التربة وزيادة مساميتها. فهو يحسن الخصائص الفيزيائية المائية للتربة، مثل كثافة التربة والمسامية الكبيرة والموصلية الهيدروليكية المشبعة، والتي بدورها تعزز تهوية التربة. مما يسمح بحركة أفضل للهواء وتوافر الأكسجين في التربة و تعزيز توزيع الجذور في التربة.
تعزيز نمو الميكروبات المفيدة:
يزيد استخدام الجبس الزراعي من الكتلة الحيوية الميكروبية للكربون في التربة، والتي توفر بيئة مواتية لنمو ونشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة. إضافة لكون الكالسيوم والكبريت من العناصر الغذائية الأساسية لنمو وتطور الكائنات الحية المفيدة.
يحسن من تصريف التربة:
على الرغم من كونه يساعد التربة على الاحتفاظ بالماء ولكنه بنفس الوقت يمنع من تجمع المياه وتشبع التربة. فهو يشكل في التربة وسطًا سلسًا يسمح بحركة المياه بسهولة أكبر.
معالجة التربة الملحية:
لاحتوائه على عنصر الكالسيوم الذي يلعب دورًا مهمًا في تقليل ملوحة التربة. فالتربة الملحية تحتوي على تركيز عالي من الصوديوم موجب الشحنة فتلتصق بحبيبات التربة سالبة الشحنة، ولكن الكالسيوم أكثر نشاطًا من الصوديوم فيطرد الصوديوم من التربة مع مياه الصرف ويحل محله الكالسيوم المفيد للنبات.
وعلى الرغم من استخدام الجبس في الزراعة منذ أكثر من 250 عامًا، إلا أن فوائده لا تزال قيد الدراسة. اقرأ ايضًا: محسن التربة: الفحم الحيوي (البيوشار) وفوائده للنبات والمياه والبيئة.
كيفية استخدام الجبس الزراعي:
يمكنك إذابة الجبس الزراعي بالماء وإضافته مع مياه الري. أو يمكن تطبيقه قبل الزراعة وذلك بإضافته إلى التربة والحرث. أو اضافته حول الأشجار.
وتأكد من تقليب التربة جيدًا بعد إضافته.
تتوقف كمية الاضافة على درجة حموضة التربة و الملوحة في التربة.
وأخيرًا، لقد تدهورت التربة الزراعية بسبب قرون من الممارسات الزراعية التي تشوه الخصائص الفيزيائية للتربة وتخلق اختلالات في كيمياء التربة مما يؤدي إلى إضعاف بيولوجيا التربة، ليكون الجبس الزراعي من الحلول الطبيعية والمتوفرة لتحسين التربة وجعلها أكثر كفاءة للزراعة. ولمزيد من المعلومات المفيدة عن الزراعة تصفح مدونة تقنيات الزراعة الحديثة.
بعض المصادر