ما هو الفرق بين التهجين والتعديل الوراثي للنباتات: معلومات يجب أن تعرفها

التهجين والتعديل الوراثي

هل تسألت مرة وأنت تأكل فاكهتك المفضلة، هل يا ترى  هذه الفاكهة مهجنة أم لعلها معدلة وراثيًا، ولكن ما هو التهجين والتعديل الوراثي وما الفرق بينهما؟ تعال معي في هذه المقال لأجيبك على تساؤلاتك.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هو التهجين (Hybridization) للنباتات؟

هي عملية تزاوج بين نباتين من سلالات مختلفة بهدف الحصول على صفات من السلالتين، ويمكن أن يحدث التهجين بطرق طبيعية، مثل الإخصاب الطبيعي عند النباتات المتزاوجة بطريقة طبيعية، أو بطرق صناعية مثل التلقيح الصناعي الذي يتم إجراؤه بواسطة البشر.

ويتم التهجين إما بين نبتتين من الصنف نفسه فإذا كان لديك طماطم كبير الحجم وبعصارة قليلة وطماطم صغيرة الحجم ومليئة بالعصارة فعند تهجين الصنفين ينتج لديك طماطم كبيرة الحجم مليئة بالعصارة.

أو من صنفين قريبين  كتهجين الليمون والبرتقال لإنتاج “الليمون الحلو”، وهو نوع جديد من الحمضيات يحتوي على صفات مميزة من كلا النباتين. 

 وتستخدم هذه الطريقة في الزراعة لتطوير سلالات نباتية جديدة تحمل صفات مرغوبة مثل المتانة، المقاومة للأمراض، الإنتاجية العالية والتحمل للظروف البيئية الصعبة.

ومن بين الأضرار المحتملة للتهجين هي خطر فقدان التنوع الوراثي في المحاصيل النباتية بسبب استخدام نفس السلالات في الزراعة. كما أن هناك خطر على المدى الطويل من تغيرات في البيئة نتيجة لتكيف الكائنات المهجنة مع الظروف المحيطة.

ويعتبر التهجين من أقدم التقنيات الزراعية المستخدمة في العالم. ويعود استخدام التهجين إلى العصور القديمة. منذ نحو 10 آلاف سنة، بدأ الإنسان في تهجين النباتات المفيدة، مثل التفاح والقمح ، واستمرت هذه التقنية في التطور والتحسين عبر التاريخ. وفي العصر الحديث، أصبحت تقنيات التهجين الحديثة تتضمن الإنتاج الدقيق للهجين النباتي باستخدام تقنيات الوراثة والتطور الجزيئي، وتحسين السمات المرغوبة في النباتات وزيادة الإنتاجية والمقاومة للأمراض والظروف البيئية المختلفة.

وكأمثلة على التهجين:

تهجين الزهور: مثل تهجين البنفسج والأقحوان لإنتاج نوع جديد يسمى “Pansyviola”، وهو نوع من الزهور يحتوي على صفات مميزة من كلا النباتين. وكذلك الفراولة التي نأكلها هي فراولة مهجنة عبر السنين من نوع آخر بري حتى أصبحت بهذا الشكل الآن والبرتقال الذي هجن من ثمار البوميلو  والتي مازالت حتى الآن في جنوب شرق أسيا وهي مرة المذاق إضافةً إلى البروكلي والملفوف.

ما هو التعديل الوراثي أو جيني ((Genetic Modification)  للنباتات؟

هو تغيير خصائص النباتات الوراثية عن طريق نقل جينات منتقاة من كائنات ذات أصل حيواني أو بكتيري أو نباتي يحمل صفة وراثية معينة  وإضافتها إلى حمضها النووي بهدف تعديل أو إضافة صفة وراثية جديدة والتي لا يمكن الحصول عليها طبيعيًا، ويرمز للبذور المعدلة وراثيًا .GMO (genetically modifies organism) وتتم هذه العملية باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية.

وأهم المحاصيل المعدلة وراثيًا فول الصويا والذرة والقطن والخردل ودوار الشمس .

التعديل الوراثي بين مؤيد ومعارض:

التعديل الوراثي من القضايا التي يكثر فيها الجدل في الأوساط العلمية والسياسية في العالم، والتي تنقسم  بين مؤيد لها ومعارض حتى أن الكثير من الدول تمنعها كاليابان وألمانيا وأستراليا وفرنسا، كما كان الاتحاد الأوربي قد فرض حظرًا على المحاصيل المعدلة وراثيًا إلى أن تغير موقفها في عام 2006.وبقي على نطاق ضيق وفرضت وضع علامة (GMO) على المنتجات المعدلة وراثيًا حتى يكون الخيار للمشتري.

الطرف المؤيد للتعديل الوراثي يدعم موقفه بالفوائد الكثيرة للتعديل الوراثي وهي:

  • تسهم في الأمن الغذائي العالمي بسبب الإنتاج العالي.
  • بقاء المحاصيل طازجة لمدة أكبر وبالتالي حفظها لوقت أطول.
  • زيادة القيمة الغذائية للنبات، كالأرز الذهبي الذي أدخل إليه فيتامين A ؛ إذ يعتبر نقص فيتامين A من المشاكل الصحية الشائعة في العالم. ويؤدي إلى ضعف النظر وحتى فقدان البصر، ويعاني منه بشكل خاص الأطفال والأشخاص الذين يتغذون بشكل رئيسي على الأرز. لذلك كان هذا الأرز حلًا ثوري لهذه المشكلة.
  • إنتاج نباتات مقاومة للآفات وبالتالي التقليل من استخدام المبيدات الكيماوية.
  • تحويل الخصائص الجينية للنباتات مثل إنتاج بطيخ من غير بذر ودوار شمس ببذور أكبر
  • إنتاج نباتات اكثر تحملًا للظروف المناخية القاسية.

علاوة على أنه لا يوجد دراسة علمية تثبت ضرر هذه الأغذية على صحة الإنسان والبيئة. بالإضافة لتأكيد الأكاديمية الأمريكية  للعلوم بأن النباتات المعدلة وراثيًا ليست خطيرة على البيئة والانسان.

على الجانب الآخر هناك من يعارضه بشدة مستندًا إلى الأسباب التالية:

  • إن نتائج التعديل الوراثي لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا، فإذا تبين أن لها تأثيرًا ضاراً يكون من غير الممكن سحب المنتجات او السيطرة عليها وخاصة بعد أن تدرج بالسلاسل الغذائية للنظم البيئية المختلفة.
  • لها تأثير خطير على البيئة لأن حبوب لقاح هذه النباتات ستنتشر على نطاق واسع ما يمكنها من اللقاح الخلطي مع النباتات الطبيعية، وبالتالي إنتاج أنواع نباتية مهجنة ومشوهة أو نتائج لا يمكن التنبؤ بحجم تأثيرها على عملية التوازن الطبيعي على الكرة الأرضية.
  •  يمكن للتعديل الوراثي أن يؤثر على التنوع الحيوي ويؤدي إلى انقراض بعض الأنواع الحية.
  • ومنهم من يذهب لأبعد من ذلك، بالقول أن المنتجات المعدلة وراثيًا تسبب السرطان وقلة المناعة. وهي السبب في الأمراض التي ظهرت في الآونة الاخيرة كجنون البقر وانفلونزا الطيور والخنازير..الخ
  • وأن الشركات الزراعية الكبيرة تستخدم التعديل الوراثي لتحقيق المكاسب الاقتصادية وتحكم في سوق الأغذية. وهذا قد يؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة في بعض المجتمعات.

ما هو الفرق بين التهجين والتعديل الوراثي للنباتات:

بعد أن تعرفنا على كل منهما على حدا بشيء من التفصيل، يمكنك بكل بساطة معرفة الفرق استنادا لما ذكرناها وسنلخص الفروق في السطور التالية:

  • التهجين والتعديل الوراثي هما من الطرق المستخدمة في تحسين الصفات الوراثية للنباتات. ولكن هناك فرق بينهما في الطريقة التي يتم بها إجراء التحسين الوراثي.
  • فالتهجين (Hybridization): يعتمد على تزاوج نباتين من سلالات مختلفة بطريقة طبيعية أو اصطناعية لإنتاج نبات جديد يحتوي على الصفات المرغوبة.

أما التعديل الوراثي (Genetic Modification): يعتمد على إدخال جين جديد أو تغيير جينات موجودة في النبات. باستخدام تقنيات مختلفة منها الطرق البيولوجية والهندسة الوراثية.

  • يتم إجراء التهجين بشكل طبيعي في الطبيعة ويتم تطبيقه منذ زمن بعيد في الزراعة. بينما يستخدم التعديل الوراثي بشكل أكثر شيوعًا في الوقت الحالي في المخابر العلوم الزراعية.
  • وبينما يتم تهجين النباتات لتحسين صفاتها الوراثية بشكل عشوائي، بينما يسمح التعديل الوراثي بالتحكم الكامل في الجينات التي تم إدخالها. مما يتيح إمكانية تحسين النباتات بشكل أكثر فعالية ودقة.
  • بالتهجين يتم تلقيح الجينات بين نباتات من الصنف نفسه أو من صنفيين قريبين. بينما لا يستطيع نقل الجينات أصناف متباعدة كزهرة النرجس إلى نبة الأرز، بالمقابل التعديل الوراثي. قادر على  نقل الجينات ليس فقط بين أصناف متباعدة بل بين كائنات حية مختلفة كنقل الجينات من الميكروبات إلى النبات.

وبعد أن تعرفت على التهجين والتعديل الوراثي للنبات وفوائد كل منهما والأضرار المحتملة لهما، فما رأيك؟ هل تؤيد هذه الطرق في تحسين خصائص النباتات أما أنك تحب بقاءها على طبيعتها. ودائمًا يمكنك الحصول على المعلومة الصحيحة والمفيدة في عالم الزراعة بزيارة مدونة تقنيات الزراعة الحديثة.

  • تلقيح الجينات من نبا من الصنف نفسه او من صنفيين متقاربين . بينما لا يستطيع نقل الجينات من زهرة النرجس إلى نبة الأرز الهندسة الوراثية. أول محصول معدل وراثيًا طرح بالسوق هو طماطم في عام 1994والذي كان يتمتع بفترة حفظ أطول من المحصول العادي،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟