كيفية زراعة الفطر في البيوت المحمية – تجربة فريدة بخطوات سهلة

زراعة الفطر في البيوت المحمية

يزرع ويؤكل ويدخل في الكثير من الأطباق الشهية ولكنه ليس بنبات بل هو من مملكة الفطريات ويتميز بمظهره الجميل والمميز. ولقد شهدت زراعة الفطر في البيوت المحمية تطورًا هائلاً واهتمامًا متزايدًا. إذ  يُعتبر الفطر من المحاصيل المهمة والمربحة . وانت هنا لتخوض معنا تجربة زراعة الفطر في البيوت المحمية بخطوات سهلة.

Instagram Facebook Twitter ,

وصف الفطر (mushroom):

الاسم العلمي : Fungi، وهو من الكائنات الحية التي تنتمي إلى مملكة الفطريات التي يأتي منها أيضًا الخمائر والعفن.

يبدأ الفطر حياته كأبواغ صغيره وهي بمثابة البذور، تطلق هذه الجراثيم من قبل الفطر البالغ عبر الهواء أو الماء أو الكائنات الحية الأخرى. لتهبط في بيئات جديدة وإذا كانت الظروف مواتية (رطوبة كافية وظل ومغذيات مناسبة)، فتبدأ بالنمو بامتداد الهيفا في بيئتها بحثًا عن المغذيات. عندما تجد مصدرًا مناسبًا للغذاء، تتكاثر الهيفا وتتشابك لتشكل ميسيليومًا جديدًا. بعض أنواع الفطريات يمكنها أيضًا التكاثر جنسيًا عن طريق اتحاد الهيفا من فطرين مختلفين لإنتاج جراثيم جديدة.

على عكس النباتات، لا يحتوي الفطر على الكلوروفيل ولا يمكنه إجراء عملية التمثيل الضوئي. ويحصل على العناصر الغذائية عن طريق تحلل المواد العضوية أو عن طريق تكوين علاقات تكافلية مع الكائنات الحية الأخرى.

 يشتهر الفطر بأجسامه الثمرية المميزة، والتي تعد الجزء المرئي من الفطر وغالبًا ما يتم حصاده لأغراض الطهي. يتكون هذا الجسم من ساق وقبعة، وعلى الجانب السفلي من القبعة توجد الخياشيم أو الأسنان أو الأنابيب التي تنتج الجراثيم. الجزء الأكبر من الفطر يتكون من شبكة من الخيوط الدقيقة تُسمى الهيفا، والتي تشكل جماعيًا ما يُعرف بالميسيليوم. مع استمرار نمو الميسيليوم وتطوره، يشكل الشكل المألوف للفطر. وعندما ينضج سوف يطلق ملايين الجراثيم في الهواء لتبدأ دورة حياة جديدة لكل منها.

الفطريات يمكن أن تنمو في مجموعة متنوعة من البيئات، من الغابات والحدائق إلى المنازل والمختبرات. يمكنها التغذي على المواد العضوية الميتة أو الحية، وبعضها يعيش في علاقات تكافلية مع النباتات. الفطريات تلعب دورًا مهمًا في النظم البيئية كمحللات تقوم بتحطيم المواد العضوية الميتة وإعادة تدوير العناصر الغذائية في التربة، مما يساعد في دعم النمو النباتي.  يُزرع الفطر أيضًا لأغراض تجارية في بيئات خاضعة للرقابة مثل البيوت المحمية، حيث يمكن تنظيم درجة الحرارة والرطوبة لتحسين نموها.

أنواع الفطر الصالح للأكل :

الخطوة الأولى في زراعة الفطر في البيوت المحمية هي تحدد نوع الفطر الذي تريد زراعته. إذ يوجد أكثر من 10,000 نوع معروف من الفطريات، ولكن فقط جزء صغير منها يُعتبر صالحًا للأكل وآمنًا للاستهلاك البشري. من بين الأنواع القابلة للأكل، هناك عدة أنواع شائعة يتم زراعتها على نطاق واسع وتُستخدم في المطابخ حول العالم. إليك بعض الأمثلة:

1. الفطر الأبيض  (Agaricus bisporus):

زراعة الفطر الأبيض في البيوت المحمية
الفطر الأبيض

هذا النوع من الفطر له قبعة بيضاء دائرية ويتراوح حجمها من صغير إلى كبير. الفطر الأبيض له نكهة خفيفة ويمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من الأطباق. و يُزرع في بيئات متحكم فيها غنية بالمواد العضوية مثل قش القمح أو الكمبوست والبيتموس. تتطلب زراعته درجات حرارة معتدلة ومستويات رطوبة عالية.

2. فطر الأويستر أو المحاري(Pleurotus ostreatus):

 فطر الأويستر أو المحاري
الفطر المحاري

يتميز فطر الأويستر بقبعته الكبيرة التي تشبه شكل المحار ولونها يتراوح بين الرمادي الفاتح والبني. له نكهة خفيفة ويمكن استخدامه في العديد من الوصفات. يُزرع على أخشاب الأشجار أو قوالب من نشارة الخشب وقش القمح أو في الأكياس. يحتاج إلى رطوبة عالية ويمكن زراعته في درجات حرارة الغرفة.

3. فطر الشيتاكي (Lentinula edodes):

فطر الشيتاكي
فطر الشيتاكي

الشيتاكي له قبعة بنية داكنة وسميكة مع لحم كثيف. يُعرف بنكهته القوية والغنية، ويُستخدم بشكل شائع في الأطباق الآسيوية. يُزرع عادةً على جذوع الأشجار الصلبة أو قوالب من نشارة الخشب. يفضل درجات حرارة باردة نسبيًا ورطوبة عالية.

4- الكانتاريل (Cantharellus cibarius):

فطر الكانتاريل
فطر الكانتاريل

   الكانتاريل له قبعة ذهبية أو صفراء وشكلها يشبه القمع. يتميز بنكهته الفاكهية الخفيفة ويُعتبر من الفطريات الشهية. الكانتاريل صعب الزراعة ويُفضل جمعه من البرية حيث ينمو في التربة الغنية بالمواد العضوية تحت أشجار الصنوبر والبلوط.

يجب الانتباه عند التعامل مع  الفطريات والتأكد من التعرف الصحيح عليها قبل الاستهلاك، حيث أن بعض الأنواع يمكن أن تكون سامة.

كيفية زراعة الفطر في البيوت المحمية:

حتى تتمكن من زراعة الفطر يجب أن يوضع في أماكن يمكن التحكم في درجة الحرارة والرطوبة. ويعد زراعة الفطر في البيوت المحمية خيارًا جيدًا لزراعة الفطر وبكميات كبيرة ولكن يجب القيام بعدد من التعديلات في البيت المحمي ليصبح محاكيًا للبيئة التي ينمو بها الفطر، ومن هذه التعديلات نذكر:

التحكم في درجة الحرارة: تختلف درجة الحرارة المثالية لنمو الفطر اعتمادًا على نوع الفطر، ولكنها تقع عمومًا في نطاق 13-24 درجة مئوية. واعتمادًا على مناخك يجب إضافة إما سخان أو أنظمة تبريد للحفاظ على نطاق درجة الحرارة المطلوب.

التحكم في الرطوبة: الحفاظ على مستوى رطوبة وعادة ما تكون الرطوبة المثالية لنمو الفطر حوالي 85-95٪ من الرطوبة النسبية. وذلك باستخدام نظام الترطيب، مثل التغشية أو الضباب، لزيادة مستويات الرطوبة.

التهوية:  من المهم ضمان دوران الهواء في بيئة نمو الفطر، قم بتركيب أنظمة التهوية، مثل المراوح أو الفتحات، لتنظيم تدفق الهواء ومنع تراكم الرطوبة الزائدة.

الظل: من المهم أن يكون داخل الدفيئة مظلم لذا يجب تنفيذ تقنيات التظليل، مثل شبكات الظل أو أقمشة للتظليل.

مراقبة مستويات درجة الحرارة والرطوبة بانتظام باستخدام أجهزة الاستشعار أو أجهزة قياس الرطوبة وإجراء التعديلات اللازمة للحفاظ على الظروف المثلى.

من خلال تنفيذ هذه التدابير، يمكن للمزارعين إنشاء والحفاظ على ظروف درجة الحرارة والرطوبة المثالية لنمو الفطر بنجاح في منزل محمي.

خطوات زراعة الفطر:

صواني زراعة الفطر الأبيض في البيوت المحمية
صواني زراعة الفطر الأبيض

بعد أن قمت بتجهيز بيتك المحمي لتتمكن من زراعة الفطر. إليك خطوات زراعة الفطر:

  1. جهز صواني الزراعة داخل البيت المحمي والتي غالبًا ما تكون  بعمق حوالي 20 سم. وعرض 15-20 سم.
  2. إعداد وسط الزراعة: على عكس النباتات، لا ينمو الفطر في التربة لذا يجب أن تجهز له ركيزة نمو والتي يجب أن تكون غنية بالمواد العضوية. وعادةً ما تكون سماد عضوي حيواني كامل التحلل كمخلفات الخيول الذي يعد مثاليًا لنمو الفطر لأنه غني  بالمواد المغذية ومرطب، مخلوطًا مع قش القمح. أو قش الذرة وماء وطحالب والبعض يستخدم البيتموس او الكمبوست.
  3. يجب تعقيم الوسط الزراعي وذلك بتسخينها. وتعقيم الصواني و تأكد من التعقيم المناسب لهيكل الدفيئة للتخلص من أي ملوثات محتملة يمكن أن تؤثر على نمو الفطر.
  4. ملأ الصواني بوسط النمو الذي يجب أن يكون رطبًا، ثم إدخال تفرخ الفطر في وسط الزراعة (وهو مادة تم تلقحيها بجراثيم الفطر)  وذلك بتوزيعها بالتساوي في جميع أنحاء الوسط ورفع درجة حرارة الوسط ل 21 درجة مئوية.
  5. رش الماء على الصواني مرة أو مرتين يوميًا للحفاظ على رطوبة الأبواغ ويجب أن تكون المياه صافية لا تحتوي على الكلور.
  6. بمجرد تكون الميسيليوم قم بخفض درجة الحرارة إلى 18 وذلك للتحفيز على الانبات.
  7. يجب إدارة بيئة الدفيئة لتهيئة الظروف المثلى لنمو الفطر. يتضمن ذلك الحفاظ على درجة الحرارة والرطوبة ومستويات التهوية المطلوبة.
  8. عندما يبدأ رأس الفطر بالظهور. فإنه يحتاج للقليل من الضوء. فمصباح فلورسنت سيفي بالغرض. او السماح بدخول القليل من ضوء الشمس.
  9. احصد الفطر عندما يصل إلى الحجم المطلوب والنضج. يتم ذلك عادةً عن طريق قطع الفطر أو لفه بعناية من الركيزة، مع الانتباه إلى ان الفطر ينمو بسرعة بمجرد ظهور رأس الفطر خلال يوم واحد يمكن ان يتضاعف حجمه.

زراعة الفطر المحاري:

زراعة الفطر المحاري في أكياس
زراعة الفطر المحاري في أكياس

يمكن زراعة الفطر في البيوت المحمية بأكياس بلاستيكية وخاصة فطر المحاري، وذلك بالخطوات التالية:

  1. استخدام قش  القمح كوسط زراعي وذلك بعد غليه لتعقيمه جيدًا وقتل بذور القمح التي من الممكن أن تكون بداخله.
  2. تصفية القش من الماء حتى يكون رطبًا فقط.
  3. ثم نثر تفرخ الفطر على نحو متساوي في القش.
  4. وضع المزيج في أكياس بلاستيك. ثم قيام بعدد من الفتحات في الكيس وذلك بشقه بشكل متصالب باستخدام السكين. ليبدأ رؤوس الفطر بالنمو من هذه الفتحات.

وأخيرًا، إن زراعة الفطر في البيوت المحمية عملية يمكن أن تكون سهلة ولكنها تحتاج للمراقبة والمتابعة للتأكد من الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة وتهوية مناسبة. فإذا قررت خوض هذه التجربة استعن بتقنيات الزراعة الحديثة في توفير البيت المحمي بمواصفات عالية مع تجهيزه بكافة مستلزمات التبريد والتهوية والتظليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟