إن ضبط الري في البيوت المحمية هو عامل أساسي من عوامل نجاح زراعة المحاصيل في البيوت المحمية. لأن كل من زيادة الري وتعطيش النبات يسبب مشاكل كبيرة للزراعة من الصعب تداركها. لذا وحرصًا من تقنيات الزراعة الحديثة على نشر الوعي والمعرفة في كل ما يهم المزارع. سنشرح في هذه المقالة عن كيفية ضبط الري وأنظمة الري داخل البيوت المحمية.
Instagram , Facebook , Twitter ,
أهمية ضبط الري في البيوت المحمية:
ككل الكائنات يحتاج النبات للمياه ليبقى على قيد الحياة وينمو وينتج الثمار. فالمياه تشكل 85-95 % من النبات وخصوصا الخضر الورقية، إضافة إلى أهمية تيار المياه في نقل المغذيات لجميع أجزاء النبات إذ تتحرك مع المياه من الجذور إلى باقي أجزاء النبات عبر الأوعية. إضافة لكونها تدخل في الكثير من المركبات العضوية داخل النبات، وتشارك مع الضوء في عملية الركيب الضوئي. لذا فمن الأهمية بمكان ضبط عملية الري. حيث تكمن أهميتها في النقاط التالية:
- إن زيادة الري يسبب زيادة الرطوبة ليس فقط الرطوبة الأرضية ولكن أيضًا الرطوبة في أجواء البيت المحمي. وذلك نتيجة تبخر المياه. ليتكون لدينا مناخ مثالي لنمو الفطريات وبالتالي انتشار الأمراض الفطرية كأعفان الجذور أو حتى أعفان في المجموع الخضري. وهذه الأمراض كفيلة بأن تقضي على المحصول كامل في غضون يومين لأن انتشار المرض يكون سريع ويصعب السيطرة عليه داخل البيوت المحمية.
- وكذلك الري الزائد يسبب سوء التهوية وخنق الجذور. فعندما تصل التربة إلى نقطة التشبع تمتلأ مسامات التربة بالماء ويخرج الهواء فتغرق الجذور مما يؤدي لموت الجذور.
- وعند تشبع التربة المحيطة بالجذر بالمياه يؤدي ذلك إلى صعوبة امتصاص المواد الغذائية فتبدأ ظهور أعراض نقص العناصر الغذائية على النبات.
- وزيادة الري يعطي نبات عصاري غض غير قادر على حمل الزهور والثمار.
- أما قلة الري والتعطيش فيؤدي إلى ضعف النبات وعدم قدرته على القيام بعملياته الحيوية. مما يؤدي إلى عدم النمو وقلة الازهار وفشل العقد.
- ويسبب قلة الري في تركيز الأملاح عند جذور النبات.
لذا عليك أن تدير عملية الري على نحو متوازن فلا تسرف ولا تقلل وتعطش النبات.
عوامل ضبط الري في البيوت المحمية:
إن التوازن في عملية الري يجب أن يكون مبني على عدد من العوامل تتغير تبعها كمية المياه التي يحتاجها النبات فعند ضبط الري في البيت المحمي يجب أن تأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار، وهي:
- درجة الحرارة: كلما زادت درجة الحرارة كلما زادت حاجة النبات إلى المياه. وإذا كنت تزرع في بيوت محمية مكيفة تم ضبطها على درجة حرارة واحدة صيفًا شتاءً. فلن تحتاج لتغيير معدل الري تبعًا لدرجة الحرارة.
- شدة الإضاءة: إن زيادة شدة الإضاءة يؤدي لزيادة عملية النتح وبالتالي تزداد حاجة النبات للمياه. فمع اختلاف شدة الشعاع الشمسي وطول النهار سوف تحتاج إلى تعديل معدل الري تبعًا لها. ويمكنك خفض تأثيره بوضع تظليل للبيت المحمي. اقرأ أيضًا: أنواع شبك الظل للبيوت المحمية وفوائده ومميزاته.
- نوعية التربة: يجب ضبط معدل الري تبعًا لنوع تربة أرض البيت المحمي. إذ إن كل تربة لها سعة للاحتفاظ بالمياه، فالتربة الرملية تحتاج لمعدل ري أكثر من غيرها. أما التربة الحمراء تحتفظ بالمياه فيجب أن تروى بكميات قليلة. أما التربة الجيرية فيجب ريها ريات قليلة بفترات متقاربة. لتعرف أكثر عن أنواع الترب اقرأ:
- نوعية النبات: هناك نباتات محبة للمياه كالمحاصيل الخضر الورقية والخيار والبطيخ فهي تحتاج لكمية جيدة من المياه، وهناك نباتات حساسة لزيادة المياه كالفاصولياء. فيختلف معدل الري تبعًا للمحاصيل المزروعة.
- مرحلة نمو النبات: تختلف حاجة النبات للري تبعًا لمرحلة نموه. فالمنحني البياني لمعدل الري يكون منخفضًا في بداية النمو ويبدأ بالارتفاع مع نمو النبات وتكون المجموع الخضري ويستمر في الزيادة في مرحلة التزهير والعقد ليصل للذروة في مرحلة التثمير حيث يتم ملأ خلايا الثمار وتحجيم الثمرة وبعدها يعاود للانخفاض حتى نهاية الموسم. وبالطبع يكون الري باعتدال حتى لا يعطي تأثيرًا عكسيًا.
أنظمة الري داخل البيوت المحمية: أيها الأفضل؟
هناك العديد من أنظمة الري داخل البيوت المحمية. ولتبيان أيها الأفضل سنذكر ايجابيات وسلبيات كل منها:
نظام الري بالتنقيط:
هي الطريقة الأكثر استخدامًا داخل البيوت المحمية. وفي هذا النظام يتم تقطير الماء إلى منطقة جذر النباتات في التربة عبر نظام أنابيب بلاستيكية. يتألف من خط رئيسي موصول بخزان المياه يتفرع لخط فرعي تصدر منه خطوط الري التي تحتوي على النقاطات (بواعث) التي تتواجد عند كل نبتة وتطلق المياه على فترات زمنية محددة وبكميات تبعًا لسعتها و قدرة مضخة المياه. مع وجود مرشحات للمياه لمنع انسداد الانابيب.
ومن إيجابيات هذا النظام:
- يمكن أتمته ليعمل لوحده وفقًا لضبط مسبق.
- يقلل من هدر المياه، فهو يعطي النبات كفايته عند منطقة الجذور.
- يمكن التحكم بكمية المياه واوقات الري مما يعطي ضبط مثالي لعملية الري.
- يمكن جمع المياه الزائدة ومعالجتها وإعادة استخدامها.
- تعطي استفادة كاملة من الأسمدة المضافة لمياه الري، فهي مركزة في منطقة التربة حول الجذور
- النقص في نمو الأعشاب الضارة فلا يتم الري والتسميد إلا للنبات المستهدف.
أما سلبية هذا النظام:
- الصعوبة نوعًا ما في تنظيف وصيانة النظام.
- إمكانية حصول انسداد في أنابيب النظام يصعب اكتشافه مباشرة مما يؤثر على عملية الري.
بعض النصائح الهامة في تركيب نظام الري بالتنقيط:
هناك بعض الأمور الهامة التي يجب أن تنتبه لها أثناء تركيب نظام الري بالتنقيط، وهي:
- تأتي النقاطات (البواعث) بسعات مختلفة وهي كمية المياه التي تعطيها خلال ساعة. عليك اختيار سعة النقاط تبعًا للعوامل التي ذكرناها أنفًا، ففي التربة الرملية من الأفضل أن يكون 4-6 ليتر. أما في التربة الطينية أو التي تحتفظ بالمياه بشكل عام فمن الأفضل أن تكون 2- 2.5 ليتر. واذا كنت في مناطق ذات جو حار كذلك عليك زيادة سعة النقاط.
- أن يكون توزيع النقاطات متجانس: فمثلًا إذا كان لديك بيت محمي بعرض 9 متر مقسم ل 5 مساطب كل مسطبة بعرض 1.5 متر. ضع على كل مسطبة خطين ري المسافة بينهما 60 سم. ووزع الأشتال بالتوازي على نحو مخالف بين الخطين. ونضع الشتلة على بعد 2سم من الباعث.
- من الافضل أن تكون سعة النقاط اقل مع زيادة مدة الري حتى يكون هناك راحة للنبات في الحصول على الماء والتسميد.
نظام الرشاشات العلوية:
وهي عبارة عن رشاشات توضع في سقف البيت المحمي، لتحاكي الأمطار بحيث ترش النباتات بالمياه من الأعلى، وهي مناسبة للمحاصيل التي تحب الرطوبة الجوية والأجواء الاستوائية.
ومن إيجابيات هذه الطريقة:
- أقل تكلفة من نظام التنقيط.
- سهولة التركيب والاعداد.
- وهي طريقة سريعة للري
ومن عيوبها:
- يخلق بيئة تزدهر فيها الفطريات، مما يسبب الأمراض الفطرية على الأوراق.
- تستخدم الكثير من المياه. مع وجود اهدار ناتج عن الرش العشوائي والتبخر.
- لا يوجد توزيع مناسب للمياه، فكل النباتات تسقى بنفس الكمية ولا يوجد تخصيص لكل نوع.
نظام الري بالرذاذ:
في هذا النظام تطلق البواعث رذاذ من المياه وهو عبارة عن كمية قليلة من المياه مدفوعة بقوة كبيرة من خلال فوهة صغيرة مما يساهم في دفع المياه لمسافات بعيدة، وتكون هذه الرشاشات إما ثابتة وموزعة داخل البيت المحمي أو متحركة إذ تتحرك لتوزع المياه على كامل البيت المحمي.
ومن إيجابيات هذا النظام:
- يساعد هذا النظام على تبريد الأجواء داخل البيت المحمي.
- تقلل من جزيئات الغبار وتغسل المكان.
- مثالية للمحاصيل التي تحب الأجواء الرطبة.
ومن عيوبها:
- تزيد الرطوبة في البيت المحمي مما يزيد من احتمالية الاصابة بالأمراض الفطرية.
- لا يمكن التحكم والخصيص في كمية المياه.
وأخيرًا، لا يمكن تحديد كمية مياه معينة للري أو إعطاء عدد مرات محددة للري. فإن عملية ضبط الري في البيت المحمي تحتاج لدقة واحاطة كاملة بظروف الزراعة من تربة ومناخ وغيرها ونوع النبات ومرحلة النمو. وبالتأكيد جودة الأدوات التي تستخدمها تلعب دورًا في سير كل العمليات داخل البيت المحمي وذلك ما ستجده في متجر تقنيات الزراعة الحديثة حيث التنوع لتناسب احتياجاتك والجودة العالية.