تحتل الصحراء مساحات شاسعة من أراضينا، إلى جانب المخاطر التي تحيط بالأمن الغذائي في العالم. لذا أصبح هناك اهتمامًا متزايدًا بزراعة الصحراء بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتحسين الاستدامة البيئية. ويعد تجهيز التربة الصحراوية للزراعة خطوة حاسمة للنجاح في هذا المجال. لذا تقدم لك تقنيات الزراعة الحديثة نظرة مختصرة عن زراعة الصحراء وكيفية تجهيز التربة وطرق الري.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ما هي تحديات زراعة الصحراء؟
تواجه الزراعة الصحراوية العديد من التحديات. منها ما يتعلق بالمناخ السائد في البيئة الصحراوية أو في طبيعة التربة الرملية، ويمكن تلخيص تحديات زراعة الصحراء بما يلي:
نقص المياه:
يُعتبر نقص المياه أحد أكبر التحديات في الزراعة الصحراوية. عندما تكون كمية المياه المتاحة ضئيلة، يصبح من الصعب تلبية احتياجات النباتات المزروعة . وأضف إلى ذلك طبيعة التربة الرملية وعدم قدرتها على الاحتفاظ بالمياه. مع التبخر الشديد الناتج عن الحرارة المرتفعة والشمس الساطعة. مما يؤدي لطلب شديد على المياه التي هي قليلة في الأصل.
نوعية التربة:
تحدي آخر هو نوعية التربة فالتربة الصحراوية ذات قوام رملي وبالتالي محتوى منخفض من المواد العضوية، مما يؤدي إلى ضعف خصوبة التربة ومحدودية توافر المغذيات. وبالتالي انخفاض التنوع البيولوجي للتربة أي انخفاض أعداد الكائنات الحية المفيدة كالميكروبات والفطريات والديدان الأرض. وبالطبع انخفاض الكربون العضوي في التربة مما يؤدي إلى ضعف خصوبة التربة وانخفاض غلة المحاصيل.
أضف إلى ذلك بنية التربة الضعيف، فهي عرضة للتآكل، سواء بسبب الرياح أو المياه، مما قد يؤدي إلى زيادة تدهور التربة وتقليل إنتاجيتها. مع قدرتها المنخفضة على الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية المضافة، مما يجعل من الصعب على النباتات الوصول إلى المياه والمغذيات. وهي. غالبًا ما تحتوي على مستويات عالية من ملوحة التربة، مما يحد من إمكاناتها الزراعية.
التغيرات المناخية:
تتعرض العديد من المناطق الصحراوية لتغيرات مناخية سريعة وشديدة، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الأمطار. يتسبب ذلك في تأثير سلبي على النباتات. من خلال زيادة معدلات التبخر وفقدان المياه.
كذلك يؤثر الفرق الشديد بين درجات الحرارة ليلاً ونهارًا في الصحراء على نمو النبات وتطوره، إذ يسبب انخفاض التمثيل الغذائي والعمليات الفسيولوجية للنباتات والنمو العام. ويؤثر على توقيت الإزهار وتكوين الثمار ونضج المحاصيل، مما قد يكون له آثار على غلة المحاصيل وجودتها.
قلة الموارد المالية والتكنولوجية:
يواجه المزارعون في المناطق الصحراوية تحديات مالية وتكنولوجية. قد يكون من الصعب الحصول على الموارد المالية اللازمة لاستثمار في التجهيزات الزراعية والتقنيات المتقدمة.
كيفية استصلاح الأراضي الصحراوية؟
تغطي الصحارى حوالي ثلث مساحة اليابسة على الأرض، وهي تتوسع وتزداد لأسباب أهمها التغير المناخي. كل ذلك يشكل تحديات كبيرة على البيئة والانسان. ، فقد أصبح من الأهمية بمكان التركيز على جهود الزراعة الصحراوية. والكثير من هذه الجهود آتت أكلها، فهناك الكثير من المشاريع الناجحة في زراعة الصحراء. التي استخدم فيها عدد من الاستراتيجيات لاستصلاح الأراضي الصحراوية ونذكر من هذه الاستراتيجيات:
الري الذكي:
يتضمن استخدام تقنيات الري الذكي مثل الري بالتنقيط لتوفير المياه بكفاءة أكبر وتحقيق توفير المياه. حيث يتم توجيه الماء بشكل مباشر إلى جذور النباتات، مما يقلل من التبخر والتبذير.
و تقنية الري المحوري وهي من طرق الناجحة لإدارة الري والطاقة وهي الاكثر فعالية لتحسين توزيع المياه. إذ يتكون من نظام ري في نمط دائري حول نقطة محورية مركزية مما يقلل من اهدار المياه.
حفر الآبار العميقة:
وذلك بالحفر للوصول إلى مصادر المياه الجوفية العميقة. واستخراج المياه من الطبقات العميقة من الأرض. ومع ذلك، من المهم النظر في الاستدامة الطويلة الأجل لحفر الآبار العميقة، حيث أن الاستخراج المفرط للمياه من طبقات المياه الجوفية العميقة يمكن أن يؤدي إلى نضوب هذه الموارد المحدودة. تعتبر ممارسات الإدارة السليمة للمياه ومراقبتها ضرورية لضمان الاستخدام المسؤول لمياه الآبار العميقة لاستصلاح الأراضي الصحراوية.
تعزيز ميكروبات التربة المفيدة:
وذلك عن طريق إدخال المواد العضوية مثل السماد العضوي، ليكون مصدرًا غذائيًا وموطنًا لميكروبات التربة، مما يعزز نموها ونشاطها. وكذلك يساعد تنفيذ ممارسات زراعة الغطاء أو الزراعة البينية على زيادة التنوع الميكروبي للتربة والنشاط في التربة الصحراوية. تطبيق التعديلات العضوية، مثل الفحم الحيوي أو السماد الدودي، إلى تحسين الكتلة الحيوية الميكروبية للتربة والنشاط في التربة الصحراوية .
تعديل التربة الرملية:
وذلك بإضافة المحسنات والمكيفات لتصبح أكثر قدرة على الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية وجعلها أكثر خصوية ونذكر منها:
- إضافة السماد العضوي بمختلف أنواعه. أو استخدام السماد الدودي، وهو سماد تنتجه ديدان الأرض، كتعديل للتربة لتعزيز المحتوى الغذائي والنشاط الميكروبي في التربة الصحراوية.
- اضافة الفحم الحيوي الذي يحسن خصوبة التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه.
- استخدام محسنات التربة مثل البوليمرات فائقة الامتصاص (SAP) إلى تعزيز قدرة التربة الصحراوية على الاحتفاظ بالمياه، والحد من الإجهاد المائي للنباتات وتحسين نموها وإنتاجيتها.
- يمكن أن يساعد تطبيق الجير على التربة الصحراوية في تعديل مستويات الحموضة، مما يجعلها أكثر ملاءمة لنمو النبات وتوافر المغذيات.
- استخدام اللقاحات الفطرية، التي تحتوي على الفطريات المفيدة التي تشكل علاقات تكافلية مع جذور النباتات، إلى تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتعزيز نمو النبات في التربة الصحراوية.
- استخدام الطين النانوي: وهو جزيئات الطين التي تمت معالجتها وتقليصها إلى حجم نانوي، وعادة ما يكون قطرها أقل من 100 نانومتر. والذي يستخدم لتعديل التربة الصحراوية وتحسين خصائصها الفيزيائية والكيميائية.
التقنيات الزراعية المتقدمة:
توجد تقنيات زراعية متقدمة يمكن استخدامها في الزراعة الصحراوية، مثل الزراعة في البيوت المحمية والزراعة المائية . تعتمد هذه التقنيات على استخدام محاليل غذائية متوازنة وبدون تربة لزراعة المحاصيل في بيئة محكمة الغلق، مما يسمح بتحقيق إنتاجية أعلى واستخدام أقل للمياه.
زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف:
تعمل هذه المحاصيل على تحسين القدرة على تحمل التربة والاحتفاظ بالماء، وتقليل الاعتماد على الري المكثف. تشمل بعض التقنيات الجينية تعديل الجينات لزيادة مقاومة النباتات للجفاف وتحسين كفاءة استخدام المياه.
الزراعة بالطاقة الشمسية:
تستخدم الزراعة بالطاقة الشمسية أنظمة توليد الطاقة الشمسية لتشغيل تقنيات الري والإضاءة والتدفئة في المزارع الصحراوية. يتم تركيب الألواح الشمسية لاستخلاص الطاقة من أشعة الشمس وتحويلها إلى طاقة كهربائية. تساهم هذه التقنية في توفير تكاليف التشغيل وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
ولقد نجحت المملكة العربية السعودية في زراعة الصحراء بشكل ملفت، حتى أصبحت من الدول المصدرة للخضار والفواكه. فعلى الرغم من أنها تعد بلدًا صحراويًا، ولكنك ستجد العديد من المساحات الخضراء الشاسعة المنتشرة في المملكة. فالتطور الهائل التي وصلت إليه السعودية في مجال الزراعة مثير للإعجاب. تمثل هذه الإنجازات الزراعية الكبيرة نتاجًا للجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة السعودية لتطوير قطاع الزراعة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال. وقد كان لتقنيات الزراعة الحديثة دور في تعزيز هذه الجهود بتوفير مستلزمات زراعة البيوت المحمية والمائية والعديد من الأسمدة ومحسنات التربة الطبيعية. زر موقع تقنيات الزراعية لتتعرف أكثر على ما تقدمه.