تناوب المحاصيل كيفية تطبيقها ودورها في الزراعة العضوية

تناوب المحاصيل

تناوب المحاصيل هي ممارسة زراعية قديمة قد أعيد إحيائها مع انتشار الزراعة العضوية وطرق المكافحة الحيوية. وهي تتضمن زراعة محاصيل مختلفة في نفس الحقل على فترات زمنية متعاقبة.  ما فائدة هذه الممارسة؟ وكيف يتم تطبيقها وما دورها في الزراعة العضوية؟ كل ذلك ستتعرف عليه مع تقنيات الزراعة الحديثة في السطور التالية.

Instagram Facebook Twitter ,

ما هو تناوب المحاصيل (crop rotation)؟

تناوب المحاصيل أو تدوير المحصول أو تعاقب الزروع  هي ممارسة في الزراعة العضوية تتضمن زراعة محاصيل مختلفة بالتتابع على نفس قطعة الأرض خلال فترة زمنية محددة تسمى الدورة الزراعية. والتي تسمى عادة باسم أكبر محاصيلها اقتصاديا مثل دورة القمح، أو تسمى بعدد السنين الدورة الزراعية الكاملة أي الفترة التي تمر حتى زراعة المحصول الرئيسي مرة ثانية على نفس الأرض مثل دورة ثنائية أو ثلاثية (أي ثلاث سنوات) وهكذا..

وقد مارس أجدادنا تناوب المحاصيل عندما وجدوا أن زراعة محصول واحد في كل سنة قد أدى إلى تقليل ورداءة المحصول في كل مرة. فزراعة محصول واحد بنفس المكان يستنزف التربة من العناصر الغذائية، ويزيد من قوة الآفات والأمراض. ولقد عاد المزارعون للزراعة الأحادية وخاصة في الزراعة التجارية مستعينين بالأسمدة والمبيدات الكيماوية ولكن مع الوقت بدأت تظهر آثارها الضارة بالبيئة والانسان. وبدأت تتراجع أمام انتشار الزراعة العضوية التي شجعت عليها كطريقة طبيعية وآمنة لتحسين صحة التربة، وتحسين العناصر الغذائية في التربة، ومكافحة ضغط الآفات والأعشاب الضارة.

ما هو دور تناوب المحاصيل في الزراعة العضوية؟

لعب تناوب المحاصيل دورًا حيويًا في الزراعة العضوية من خلال تعزيز صحة التربة وخصوبتها. حيث يساعد على:

تحسين خصوبة التربة:

ساعدت على تحسين خصوبة التربة إما عن طريق استعادة العناصر الغذائية المستنفذة أو استخدام العناصر الغذائية الزائدة. فللمحاصيل المختلفة متطلبات غذائية مختلفة، وبالتالي تحسين إدارة المغذيات من خلال موازنة امتصاص المغذيات وتقليل نضوب المغذيات في التربة. بالإضافة إلى الكتلة العضوية التي تضاف بما تبقى من المحاصيل من جذور داخل الأرض أو عند قلبها داخل التربة. وبعض المحاصيل كالبقوليات تضيف عنصر النتروجين للتربة.

مكافحة الآفات والأمراض:

يساعد تناوب المحاصيل على مكافحة الآفات والأمراض والحشائش عن طريق كسر دورة حياتها.  يمكن للمزارعين الذين هم على دراية بالأنماط الموسمية للآفات والأمراض والنباتات العائلة لها، ومن خلال التخطيط الدقيق لدورة المحاصيل الموسمية، التخلص من الكثير من الآفات والأمراض. اقرأ أيضًا: المكافحة الحيوية ودورها في الزراعة العضوية وعواملها الأساسية

زيادة إنتاجية المحاصيل:

يساعد تناوب المحاصيل على زيادة إنتاجية المحاصيل عن طريق تحسين خصوبة التربة ومكافحة الآفات والأمراض والحشائش. وبالتالي ستنمو المحاصيل بشكل أفضل وتنتج غلة أعلى.

تحسين التنوع البيولوجي:

وقد أدى تطبيقها إلى تحسين التنوع البيولوجي في المزرعة. فعندما تزرع المحاصيل المختلفة في نفس الحقل على فترات زمنية متعاقبة، فإنها تجذب أنواعًا مختلفة من الحشرات والطيور والحياة البرية الأخرى. وهذا يساعد على خلق نظام بيئي أكثر توازناً واستدامة.

مكافحة الأعشاب الضارة:

كما أنه يساعد في مكافحة الحشائش، حيث يمكن لبعض المحاصيل أن تمنع نمو الحشائش، مما يقلل من الحاجة إلى مبيدات الأعشاب. اقرأ المزيد: ما هي الأعشاب الضارة؟ وكيف يمكن تحديدها والتخلص منه.

من خلال تناوب المحاصيل، يمكن للمزارعين العضويين تقليل الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية، بما يتماشى مع مبادئ الزراعة العضوية. اقرأ أيضًا: الزراعة العضوية: ما هي!؟ وما هي طرقها ومبادئها.

كيفية تطبيق تناوب المحاصيل:

لا يتم تناوب المحاصيل بشكل عشوائي بل وفق نظام يحدد نوع المحاصيل وعائلة كل محصول والآفات التي تتطفل عليها ومدة نمو كل محصول،، ولتطبيقها اتبع الخطوات التالية:

1-     تحديد المحاصيل:

حدد المحاصيل المختلفة التي سيتم تضمينها في خطة التناوب بناءً على متطلبات نموها واحتياجاتها الغذائية وقابلية الإصابة بالآفات والأمراض. 

2-     خطط لتسلسل الدوران:

 حدد الترتيب الذي ستزرع به المحاصيل في كل حقل أو قطعة أرض. ضع في اعتبارك عوامل مثل، عائلة المحاصيل: حيث يتم زراعة عائلات نباتية مختلفة في الحقل بطريقة موسمية ومتسلسلة.

 وهيكل الجذر: بحيث تتم زراعة المحاصيل ذات ذات الجذور العميقة (مثل الجزر أو البطاطس) مع المحاصيل ذات الجذور الضحلة (مثل الخس أو السبانخ)، مما يساعد في تفتيت التربة المضغوطة وتحسين بنية التربة.

ومتطلبات المغذيات: فمثلًا تزرع الذرة والفاصولياء بالتعاقب، لأن الذرة تستهلك الكثير من النيتروجين والفاصوليا تعيد النيتروجين إلى التربة. ويوصى بشدة باستخدام الذرة الحلوة كنبات ما قبل البطاطس نظرًا لتأثيرها الإيجابي الكبير على زراعة البطاطس وإنتاجيتها.

3-     قم بتضمين محاصيل التغطية:

دمج محاصيل الغطاء في خطة التناوب لتوفير فوائد إضافية مثل قمع الحشائش وتثبيت النيتروجين وتحسين التربة. ويتم اختيار محاصيل الغطاء بناءً على أهداف المزارع، مثل توفير النيتروجين البيولوجي، والكتلة الحيوية، وموائل الحشرات، وإدارة الأعشاب الضارة، والحماية من التآكل، أو مزيج من هذه العناصر. و ضع في اعتبارك متى سيتم زراعة محصول الغطاء (موسم بارد أو موسم دافئ) وكيف سيتم إنهائه في عملية التخطيط.

4-     المراقبة والتعديل:

قم بإجراء تقييم منتظم لنجاح خطة تناوب المحاصيل وإجراء التعديلات حسب الحاجة بناءً على أداء المحاصيل وضغط الآفات/الأمراض وظروف التربة.

ضع في اعتبارك أن الخطة المثالية يجب أن تكون مرنة للاستجابة للظروف الاقتصادية والطقس المتغيرة.

أمثلة على دورات الزراعية الأكثر شيوعًا:

تناوب المحاصيل

 يمكنك زراعة نبات جديد في نفس الحقل كل موسم، أو يمكنك تقسيم الحقل إلى مناطق وزراعة نباتات مختلفة في كل منطقة. وإليك أكثر الدورات الزراعية شيوعًا:

دورة زراعية لعام واحد:

تتضمن خطة تناوب المحاصيل لمدة عام عادةً التناوب بين محصولين مختلفين في غضون عام واحد. مثل:

  • زراعة الذرة في موسم واحد ثم التناوب على فول الصويا في الموسم التالي.
  • التناوب بين محاصيل الخس والسبانخ خلال عام واحد.
  • زراعة الطماطم في موسم واحد ثم التناوب على الفلفل أو الخيار في الموسم التالي.

دورة زراعية ثنائية:

تتضمن خطة تناوب المحاصيل لمدة عامين التناوب بين محصولين مختلفين على مدى عامين. مثل:

 – زراعة القمح ثم التناوب على البرسيم في السنة الثانية.

 – التناوب بين البطاطس والجزر خلال دورة مدتها سنتان.

 – زراعة الطماطم ثم التناوب على الخيار أو الفلفل.

دورة زراعية ثلاثية:

تضمن خطط تناوب المحاصيل لمدة ثلاث سنوات التناوب بين ثلاثة محاصيل مختلفة على مدى ثلاث سنوات. مثل:

 – زراعة الذرة ثم يليها فول الصويا ثم التناوب على القمح أو الشعير في السنة الثالثة.

 – تبدأ بزراعة البطاطس ثم التناوب على الملفوف أو البروكلي، ثم التناوب على البقوليات مثل البازلاء أو الفول في السنة الثالثة.

 – زراعة الطماطم ثم التناوب على الخيار أو الفلفل، ثم التناوب على الخس أو السبانخ في السنة الثالثة.

دورة زراعية رباعية:

تتضمن خطط تناوب المحاصيل لمدة أربع سنوات التناوب بين أربعة محاصيل مختلفة على مدى أربع سنوات. مثال:

 – زراعة الذرة ثم فول الصويا ثم التناوب على القمح أو الشعير ، وأخيرًا  البرسيم.

 – ابدأ بزراعة البطاطس ثم التناوب على الملفوف أو البروكلي ثم التناوب على البقوليات مثل البازلاء أو الفول في السنة الثالثة، وأخيراً التناوب على محصول الغطاء مثل الجاودار أو البيقية في السنة الرابعة.

 – زراعة الطماطم ثم التناوب على الخيار، أو الفلفل ثم التناوب على الخس أو السبانخ، وأخيراً التناوب على محصول جذري مثل الجزر أو البنجر.

وفي الختام، فإن تناوب المحاصيل هو ممارسة زراعية مهمة في الزراعة العضوية، يمكنك تطبيقها في حديقتك بكل بساطة لتضمن نمو مثالي لنباتاتك. ولمزيد من المعلومات المفيدة في عالم الزراعة، تصفح مدونة تقنيات الزراعة الحديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟