تزحف وتتغلغل وبعضها يلتف ليخنق النبات، عنيدة وراسخة في الأرض، إنها الأعشاب الضارة التي تنافس النبات على الغذاء والضوء. ومن أكثر المشاكل التي تؤرق المزارعين لما لها من أضرار على نمو النبات وانتاج المحاصيل. وحرصًا من تقنيات الزراعة الحديثة على تقديم كل ما يفيد المزارع، سنعرفك هنا على الأعشاب الضارة وكيفية تحديدها والتخلص منها.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ما هي الأعشاب الضارة (Noxious weed):
الأعشاب هي نباتات غير مرغوب فيها تنمو في الحقول الزراعية ويمكن أن تقلل من إنتاج المحاصيل. وهي غازية وتنتشر بسرعة وتنتج الكثير من البذور التي تنتشر بسرعة ولمسافات بعيدة. يمكنها أن تستعمر مناطق بأكملها فلا تعيق الزراعة فحسب بل تعيق حركة الناس والماشية مثل عشبة ميموسا ديبلوتريتشا والكوشيا. وبعضها يمكن أن يكون لها فوائد طبية أو جمالية ولكنها ليست مرغوبة في مكان الزراعة مثل الخبيزة والقريص. ويمكن التحكم فيها من خلال طرق مختلفة مثل الإزالة اليدوية أو استخدام المواد الكيميائية.
أضرار الأعشاب الضارة في الزراعة:
الأعشاب الضارة من المشاكل الأساسية في الزراعة نظرًا لأضرارها الكبيرة على المحاصيل، ونذكر منها:
- تنافس النباتات المزروعة على الغذاء والماء. فالعديد منها ذات جذور قوية وممتدة فتمتص معظم الغذاء والماء الموجود في التربة. مما يؤدي لظهور أعراض نقص العناصر الغذائية على النبات.
- التنافس على الضوء. هناك أعشاب ضارة عريضة الأوراق وكثيفة وتمتد بسرعة ويمكن أن تلتف على النبات مثل العليق. فتحجب أشعة الشمس عن النبات المزروع مما يقلل من كفاءة عملية التمثيل الضوئي وبالتالي ضعف النباتات وقلة نموها.
- ومن أضرار ها أيضًا أن بعضها يكون ملجأ للحشرات والقوارض والديدان التي بدورها تهاجم المحاصيل وتفتك بها.
- التقليل بشكل كبيرة من غلة وجودة المحاصيل. للتنافس غير المتكافئ ففي أغلب الأحيان تكون الأعشاب الضارة أقوى وذات قدرة أعلى على امتصاص العناصر الغذائية من التربة. وتستهلك الماء والغذاء أكثر من النباتات المزروعة فلا تبقي لها إلا لقليل مما ينعكس على الانتاج.
- وهناك البعض منها تفرز سموم تضر بالنباتات المزروعة القريبة منها، مثل حشيشة الزيوان مسكر (Lolium temulentum) وهي تشبه القمح.
- نظرًا لقدرتها العالية على التكاثر والانتشار. فهي تنتج عدد كبير من البذور فمثلّا تنتج الرجلة أكثر من 52 ألف بذرة والحامول 16 ألف بذرة. إضافة لكونها بذور قوية تنتشر لمسافات بعيدة وتبقى حية لسنوات. ولا تنسى قدرتها على التكاثر اللاجنسي، مما يجعلها نباتات غازية ومستعمرة بامتياز. فإذا تركتها دون مقاومة فلن يبقى هناك مكان لمزروعاتك.
- يؤدي وجود الحشائش إلى زيادة تكاليف الإنتاج. بما في ذلك نفقات تدابير مكافحة الحشائش مثل الطرق الكيميائية والميكانيكية، وإعداد الأراضي، والعمليات الزراعية الأخرى.
كيفية تحديد الأعشاب والحشائش الضارة:
تتشابه الأعشاب الضارة مع كثير من النباتات وخاصة في مراحلها الأولى، لذا يصعب تحديدها. وحتى تتمكن من ذلك يجب أن تكون على معرفة تامة بالنبات الذي تزرعه وشكل أوراقه من بداية ظهور الأوراق الحقيقة. حتى تميز الأعشاب الضارة مختلفة الشكل في مرحلة الشتلات وتتخلص منها. وكذلك يجب أن تتعرف على أشكال الأعشاب الضارة المنتشرة في منطقتك أو التي تصاحب عادة المحصول الذي تزرعه. تصفح الملف لتتعرف على بعض أصناف الأعشاب وصور لها التعرف على الحشائش وتقسيمها .
طرق مكافحة الأعشاب الضارة:
إن مكافحة الأعشاب الضارة ليست عملية سهلة بل هي عملية تحتاج للجهد والمعرفة التي تمكنك من القضاء عليها دون الإضرار بمحاصيلك. وهي عملية مستمرة فهناك دائمًا أعشاب جديدة عليك التخلص منها، ومن الطرق الآمنة والمستخدمة في الزراعة العضوية:
- الطرق الميكانيكية: وهي من الطرق القديمة، وذلك بإزالتها يدويًا مثل الشد اليدوي أو العزق أو القص. هذه الطريقة كثيفة العمالة ولكنها يمكن أن تكون فعالة لإدارة الحشائش على نطاق صغير.
- منع نمو الحشائش من خلال خلق ظروف غير مواتية لتأسيسها. يمكن أن يشمل ذلك ممارسات مثل تناوب المحاصيل فهناك أعشاب تتطفل على انواع معينة من المزروعات. خطط لزراعة محاصيل لا تتكيف معها الاعشاب الضارة المنشرة في منطقتك.
- الحرث الجيد قبل الزراعة .
- وضع المهاد وهو غطاء يغطى بها التربة حول النبات المزروع يمنع نمو الأعشاب الضارة.
- استخدام سماد الكموبست المعالج بدرجات حرارة عالية حيث تقتل بذور الاعشاب.
- تنظيف معداتك حتى لا تساهم في نشر بذور الحشائش الضارة.
- زراعة محاصيل الغطاء النباتي التي تعيق نمو ها، وحتى عندما تموت تصبح كغطاء يخنقها ويمنع نموها.
- زراعة بعض نباتات لديها القدرة إطلاق مواد يمكن أن تقتل أو تمنع نموها. ومن أحد الأمثلة على هذه المحاصيل هو الذرة الرفيعة، التي تطلق مركبات أليلوباثية يمكنها قمع نمو الأعشاب الضارة.
- قبل الزراعة قم بري الأرض جيدًا واتركها لتبدأ الأعشاب بالظهور ومن ثم احرثها واقتلعها من التربة وتخلص منها .
- التعقيم الشمس لمكان تواجد الأعشاب فالحرارة العالية تخثر البروتين الموجود في الأوراق فتجف وتموت.
- اذا لم تستطيع السيطرة عليها طيلة موسم نموها أحرص على منعها من وضع البذور حتى لا يتفاقم خطرها. إذ اغلبها ينتج الكثير من البذور التي تنتشر وتتوزع عن طريق الرياح ومنها ما يجف وينكسر ليتدحرج مع الرياح وينشر بذوره كالكوكيا والكنابويد. ومنها ما يكون لبذوره مظلة تمكن البذرة من الطيران لمسافات بعيدة مثل بذور الهندباء.
- المكافحة البيولوجية للأعشاب الضارة وذلك بوضع الأعداء الطبيعيين لها. بما في ذلك الحشرات التي تتغذى على أوراق الأعشاب أو بذورها. ومسببات الأمراض التي تصيبها وتقتلها، أو الحيوانات التي ترعى على الحشائش.
استخدام مبيدات الأعشاب الضارة:
وهي من الطرق السريعة والمضمونة لإزالة الأعشاب الضارة والتي كثر استخدامها، على الرغم من خطورتها المحتملة على البيئة والنبات والانسان. وتقسم هذه المبيدات إلى:
مبيدات اختيارية: تقضي على أنواع معينة من الأعشاب فهي مخصصة لها فقط. التي تميزها عن طريق انزيمات موجودة في هذه النباتات.
المبيدات العامة أو غير الاختيارية: وهي المبيدات لا تميز بين أنواع الأعشاب الضارة وحتى انها تقتل أي نبات يأتي أمامها حتى ولو كان من نباتاتك المزروعة مثل مبيد كلايفوسيد.
وهناك مبيدات بالملامسة التي تميت فقط مكان ملامستها مع الأعشاب الضارة. والمبيدات الجهازية التي تدخل في العصارة النباتية للعشبة الضارة وتقضي عليها.
وتجد كل المعلومات الخاصة بالمبيد على العبوة. مثل نوع النباتات التي يستخدم عليها المبيد ولا تتأثر. وأنواع الأعشاب التي يقضي عليها المبيد مثل الأعشاب عريضة الأوراق ورفيعة الأوراق، وكمية الاستخدام وزمن الاستخدام..
توصيات عند رش الأعشاب والحشائش الضارة:
إن مبيدات الأعشاب مواد خطيرة فيجب أن تتعامل معها بحذر. فيمكن أن تقضي على محصولك إذا لم تتبع التعليمات جيدًا. وإليك عدد من التوصيات التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار عند الرش بمبيدات الأعشاب:
- عدم زيادة كميات الرش عن المعدلات الموصي بها والمذكورة على العبوة. إذ يظن البعض من المزارعين أن زيادة الكمية يضمن له نتيجة أفضل وهذا خاطئ فهذا يضر بمحصولك والبيئة المحيطة به. فيجب الالتزام تمامًا بالكميات المذكورة فلا زيادة ولا نقصان لأن التقليل لا يقضي على الأعشاب بشكل تام.
- لا تعيد الرش على المكان نفسه لأنك تضاعف من كمية الرش مما يضر المحاصيل المزروعة لديك.
- التدخل في العمر المناسب أو الوقت المناسب سواء بالنسبة للنبات المزروع او للعشبة الضارة. وهذا من المعلومات التي تكون مكتوب في التعليمات الموجودة على العبوة.
- توفير الرطوبة المناسبة قبل عملية الرش في التربة. أي نرش بعد الري وليس قبل. حتى تكون عصارة النبات نشطة فتمتص المبيد بسرعة وتأثر بكفاءة .
- الرش أثناء الظروف الجوية المناسبة. انتظر حتى زوال قطرات الندى ولا ترش عند هبوب الرياح أو توقع هطول الأمطار. ولا ترش أثناء ارتفاع درجة الحرارة عن 27 درجة مئوية. فالحرارة العالية تسرع من عملية تكسير المبيد ولا يعطي التأثير المناسب.
- عدم خلط مبيدات الحشائش نهائيًا مع أي من المبيدات الأخرى والأسمدة الكيماوية.
- اغسل ألة الرش بعد عملية الرش حتى لا يبقى فيها آثار لمبيدات الأعشاب عند رش الأسمدة عل النبات مما يؤدي لاحتراقات في النبات.
- وعند الرش بالمبيدات الغير اختيارية ابتعد عن النباتات المزروعة 3 أمتار على الأقل حتى لا تتأثر بها.
- يجب ارتداء معدات الحماية المناسبة، مثل القفازات والنظارات الواقية، أثناء استخدام مبيدات الأعشاب لتقليل التعرض للمواد الكيميائية.
مصادر:
https://www.aesacademy.org/journal/volume2/issue4/AAES-02-04-02.pdf
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S030442381730746X?via%3Dihub