نطالع في كل يوم أخبارًا وإحصاءاتٍ مخيفة، عن التغيرات المناخية والتصحر وتلوث التربة مع زيادة الكثافة السكانية ونقص الغذاء، كل هذا يحتاج لحلول مبتكرة لتدارك الأضرار الحاصلة بالزراعة والغذاء، لتظهر الزراعة المائية كأفضل الحلول، فما هي الزراعة المائية وأنواعها وما هي فوائدها؟.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ماهي الزراعة المائية (Hydroponics)؟
لقد تعلمنا منذ الصغر أن النباتات تحتاج للتربة لكي تنمو، ولكن يبدو أن هذا لم يكن دقيقًا. فيمكن للنباتات النمو بالماء فقط، بدون تربة، وهذا ما تقوم عليه الزراعة المائية.
فهي طريقة قائمة على زراعة النباتات في محلول غني بالعناصر الغذائية الازمة لنموها، مع إمكانية وجود وسط زراعي خامل لتثبيت النباتات. وهي ليست تقنية حديثة بقدر ماهي قديمة، فقد عرفها الإنسان قديمًا. إذ يُعتقد أن حدائق بابل عُملت وفقًا لمبادئ الزراعة المائية، والحدائق العائمة في حضارة الأزتيك كانت قائمة على الزراعة المائية. وقد استخدمتها وكالة ناسا لتغذية رواد الفضاء في المحطة الفضائية. والآن أصبحت منتشرة على نطاق واسع وخاصة في بلدان الخليج العربي.
ماهي آلية عمل الزراعة المائية:
آلية الزراعة المائية: هي بكل بساطة، تبدأ بخزان المياه والذي هو بمثابة القلب، وهو حوض مملوء بالمحلول المغذي (ماء مع المحاليل المغذية المنحلة فيه). ويحتوي على مضخة غاطسة، التي بدورها تضخ المياه إلى الشرايين، والتي هنا خطوط الري والتي تختلف باختلاف النظام المستخدم والتي سنأتي على ذكرها بالتفصيل. ليوزع الماء على جذور النباتات، التي تأخذ منه ما تحتاجه ويعود الفائض من الماء ليتجمع ويعود إلى الخزان مرة أخرى. ويوضع النظام ككل في بيوت محمية، يتم ضبط الحرارة والرطوبة فيها بما يتناسب مع نوع النبات، والمناخ المحيط.
ماهي أهمية الزراعة المائية وفوائدها:
تأتي أهمية الزراعة المائية من كونها حلًا ثوريًا، لمشاكل البيئة والتي هي بتزايد مستمر، كالتصحر وازدياد ملوحة التربة والزيادة العمرانية على حساب الأراضي الزراعية..، ومن المرجح أن الزراعة المائية في توسع وتطور مع مرور الوقت. فما الذي يجعلها بهذه الأهمية؟، وما الذي يميزها عن الزراعة التقليدية؟:
1- موارد أقل:
تستهلك الزراعة المائية كميات أقل من المياه، تصل إلى 90% أقل من الزراعة التقليدية؛ لأن معظم أنظمتها تستخدم تقنيات إعادة التدوير، ولا يوجد خسارة ناتجة عن التبخر، والري غير الفعال. وبالتالي توفير كبير بكميات المياه، وإمكانية الزراعة في الأماكن التي تعاني من الجفاف كالصحراء، والمناطق الجافة. إضافة إلى التوفير الكبير في استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى. والتي من المحتمل أن تكون ضارة، إذ المحاصيل المائية محمية من الآفات الناتجة عن التربة والهواء الطلق.
2- التحكم وسهولة اكتشاف الأخطاء وإصلاحها:
كثيرًا ما تجد إحدى نبتاتك ذابلة مع أن مجاوراتها مزدهرة، ويصعب عليك أن تعرف ما الذي أصابها، أهو آفة ما، أم تفتقر إلى أحد العناصر الغذائية. بينما في الزراعة المائية، فأنت تعرف بالضبط الظروف التي تزرع فيها نباتاتك، من معدل حموضة التربة والملوحة إلى الحرارة والإضاءة، وبالتالي يمكنك بسهولة معرفة مكان الخطأ ومعالجته على الفور.
3- الزراعة في أي مكان:
باستخدام الزراعة المائية، يمكنك الزراعة في أي مكان، بغض النظر عن درجات الحرارة ونوع الأرض، سواء كنت في الأماكن الجافة أو الباردة للغاية أو في الأماكن العمرانية. هذا يعني إمكانية إنشاء أنظمة غذائية محلية. وبالتالي الاعتماد على المنتوج المحلي الطازج، وتقليل من الاستيراد.
4- نمو أفضل وعائد أعلى:
عادة ما ينتج عن أنظمة الزراعة المائية نباتات سريعة النمو وذات إنتاجية أعلى من الزراعة التقليدية. فمن المحتمل أن يكون هذا بسبب زيادة مستويات الأكسجين الموجودة في محلول المغذيات. والعوامل البيئية التي يتم التحكم فيها بعناية.
ففي الزراعة التقليدية تمتد الجذور في التربة باحثةً عن الماء والعناصر الغذائية، أما هنا فتأخذ كل ما تحتاجه مباشرة دون عناء. لتصرف طاقتها على النمو الخضري في الأعلى. إضافة إلى إمكانية زراعة النباتات بالقرب من بعضها البعض دون التنافس على مساحة الجذور. وهذه الظروف المثالية تؤدي إلى سرعة ملحوظة في النمو، وحصادًا أكثر وفرة.
5- مساحة أقل:
تحتاج الزراعة المائية لمساحة أقل، مع انتاج كميات أكبر من الزراعة التقليدية. وخاصة عند استخدام النظام العامودي ونظام الجدران، حيث تزرع النباتات بشكل عامودي وبالتالي زراعة كمية أكبر من النباتات بمساحة أقل.
6- الإنتاج المستمر:
لا يضطر مزارعو الزراعة المائية إلى القلق بشأن الفصول المتغيرة، كما في الزراعة التقليدية. إذ يمكن زراعة المحاصيل وحصادها على مدار العام، مما يؤدي إلى زيادة العرض وتقليل الحاجة إلى حفظ الأغذية.
وبالمقابل، تحتاج الزراعة المائية لمستوى أعلى من الرصد والإدارة الدقيقة مقارنة بالزراعة التقليدية. فلتحصل على كل تلك الفوائد عليك أن تكون بمراقبة مستمرة لكل أجزاء النظام من الأضواء ودرجة الحرارة والمحلول المغذي ودرجة الحموضة والتوصيل الكهربائي..الخ.
ما هي أنظمة الزراعة المائية:
الزراعة المائية ليست شكلًا واحدًا، ولكنها تأتي على شكل أنظمة مختلفة كل نظام له طريقة عمل وتركيب مختلفة، وكلٌ له مميزاته. ويمكنك أن تختار بينها وفقًا لما لديك من مساحة، وما تريد زراعته، وما إذا كنت من هواة الزراعة أو صاحب مشروع زراعي كبير. نذكر منها..
1- نظام الدتش بكت (Dutch buckets):
هو نظام زراعة مائي، وهو أنسب الأنظمة للنباتات الكبيرة كالطماطم والخيار، وهو أسهلها من حيث المراقبة والمتابعة، ولا يحتاج إلى الري إلا مرتين أو ثلاث في اليوم بعكس نظام الأنابيب الذي يتم ريه كثيرًا. وهو عبارة عن عدد من الأحواض المرتبطة أفقيًا مع بعضها بأنابيب تنتهي بخزان مخصص، حيث يخلط فيه كمية كافية من الماء مع العناصر الغذائية. يحتوي هذا الخزان على مضخة ترسل المياه إلى خط الري، لتصل إلى الأحواض، لتشرب نباتاتك ما تحتاجه وتصرف الباقي في خط التصريف المشترك، ليعيده إلى الخزان حيث بدأ. وتُملأ الأحواض بوسط زراعي خامل كالبيتموس والبراليت الزراعي وهو الأفضل لهذا النظام، أو غيرها من الأوساط الزراعي. وتوضع النبتة في الوسط وتسقى مرتين إلى ثلاثة في اليوم. وكما هو واضح فإن هذا النظام سهل التركيب ورخيص. ويعطي نتائج رائعة. ومناسب للسيطرة على الآفات فيمكنك بكل سهولة استبدال الحاوية التي تحتوي عل النبات المصاب، دون التأثير على النظام بأكمله.
– نظام المواسير NFT:
يعتمد هذا النظام على زراعة النباتات في أنابيب ضمن ميلان انحداري بزاوية معينة. بالشكل الذي يسمح بانسياب المحلول المغذي بسلاسة ودون عوائق، ضمن طبقة رقيقة تنمو فيها الجذور للنباتات. ومن ثم يعود المحلول المغذي في نهاية هذه القنوات في الخزان. ويعاد ضخه مرة أخرى إلى بداية هذه القنوات. وهذا النظام هو الأشهر ومناسب جدًا للورقيات كالخس والأعشاب العطرية مثل النعناع والزعتر والريحان. يتميز هذا النظام باستخدامه في الزراعة المكثفة الرأسية. ليعطي أكبر عدد من النباتات في أقل مساحة، ويعمل على توفير كميات المياه والأسمدة المستخدمة، وأيضاً سهولة عمليات التعقيم للنظام.
3- الأنظمة الجدارية:
يتطلب هذا النظام مساحة صغيرة، فهو يُركب على الجدران. ويستخدم لتزيين الجدران بالزهور والأعشاب العطرية. هو مثالي لجدران الحدائق وأحواش المنازل، ويعطيك منظرًا خلابًا من حولك. وهو عبارة عن أحواض تأتي كالجيوب تركب على الحائط مفتوحة على بعضها البعض. يأتي المياه بالتنقيط من الأعلى من الأنابيب المتصلة بخزان المياه مع المغذيات المحلولة فيه. والذي يحوي على مضخة لضخ الماء لأعلى الجدار. ثم ينزل الماء بالتدريج إلى كل الأحواض ليتجمع في الماسورة الموجودة في أسفل النظام، لتعود إلى الخزان مرة أخرى.
4- الأنظمة العامودية:
وهي تشبه إلى حد ما ناطحة السحاب، يحوي كل طابق من طوابقها مساحات زراعية مختلفة تمكِّنها من احتواء أنواع كثيرة من المحاصيل. إذ يمكن رص ثمان طبقات من النباتات في مساحة لا تتجاوز 30مترًا مربعًا، مما يعني توفير هائل بالمساحة مقابل إنتاج كبير وفي فترة زمنية قليلة. ويوضع هذا النظام في محمية مغلقة، حيث يُتحكم في جميع العوامل البيئية داخلها. ولها أشكال عديدة، ولكن أساسًا هي أنبوب متصل بخزان مياه صغير في القاع وفيه مضخة تضخ الماء للأعلى. وهنا تقوم الجاذبية بتوزيع المياه بين الشتلات والذي يحوي على العناصر المغذية. توضع النباتات في أكواب شبكية بزاوية 45 درجة لسهولة تدفق المياه عبر الجذور. ثم تعود المياه مرة أخرى إلى الخزان. وهي من أفضل الأنظمة لزراعة الفراولة. لمعرفة المزيد عن زراعة الفراولة باستخدام الزراعة المائية اقرأالمقال:
نظام أكوابونيك (Aquaponics):
وهو نظام يجمع بين تربية الأسماك والزراعة المائية، حيث يتم تغذية النباتات المزروعة بمياه تربية الأحياء المائية الغنية بالمغذيات. ويوجد أشكال مختلفة ومتنوعة من هذا النظام، ومنها ما يستخدم للزينة في المنازل والمكاتب، إذ يعطي منظرًا رائعًا للتناغم بين الأسماك والنباتات.
وستجد في متجر تقنيات الزراعة الحديثة العديد من الأشكال والأحجام من هذه الأنظمة، مما يلبي كافة احتياجاتك، تفقد ذلك من هنا.
ما هي تقنيات الزراعة المائية؟
تتنوع تقنيات الزراعة المائية، وهي بشكل أساسي ست تقنيات:
1- تقنية الفتيل:
إذا كنت مزارعًا مبتدئًا، فإن تقنية الفتيل الأنسب لتبدأ بالزراعة المائية؛ فهي بسيطة ولا تحتاج لاستخدام أجهزة تهوية ومضخات ولا حتى كهرباء. إذ يوضع النبات مباشرة داخل مادة ماصة وخاملة كيميائيًا مثل البرليت أو البيتموس. ويوضع الفتيل في وسط المادة بالقرب من جذور النبات، لترسل أطرافه إلى خارج الوعاء من خلال ثقوب في أسفله، إلى المحلول المغذي لينقل الماء والمغذيات إلى جذور النبات. وبالطبع هذه الطريقة لا تصلح للنباتات المحبة للمياه كالخس أو الطماطم؛ لأنها تستهلك محلول المغذيات على نحو أسرع مما توفره الفتائل. وبالتالي هذه الطريقة جيدة للخضر الصغيرة والأعشاب ونباتات الزينة.
2- تقنية الطوف (المياه العميقة):
وهي من التقنيات الشائعة في الزراعة المائية. وفيها توضع جذور النباتات مباشرة في محلول المغذيات الموجود في حوض عميق. وتوضع صفائح من الفلين توضع فيها الشتائل، لتطفو فوق الماء. ويتم ضخ الهواء إليها باستخدام مضخة هواء. ومن مميزات هذه الطريقة سهولة امتصاص النباتات للمغذيات والأكسجين؛ نظرًا لوجود الجذور مباشرة في الماء، هذا يعني نمو أسرع للنباتات. إضافة إلى سهولة صنعه ويعمل بشكل جيد مع أي نوع من النباتات، ويعيبها عدم استغلال المساحة الرأسية.
3- تقنية الزراعة الهوائية:
في هذه التقنية يتم تعليق النباتات في الهواء، أي في بيئة هوائية مغلقة ومعقمة بالكامل وضمن ظروف بيئية مثالية. ويرش محلول المغذيات على جذور كل نبتة. من خلال فوهات والتي تكون متصلة مباشرة بمضخة المياه. وتحصل النباتات على أفضل بيئة للأكسجين والرطوبة، ممّا يُوفّر ظروفاً أكثر توازناً للاستفادة من العناصر الغذائية، إضافةً إلى أنّ النباتات تنمو وتتطوّر فيها بشكل سريع.
4- تقنية التنقيط:
وهي تقنية سهلة الاستخدام يمكن تعديلها بسرعة تبعًا لنوع النبات، مما يجعلها تقنية رائعة لأي مزارع يخطط لإجراء تغييرات منتظمة. يُضخ المحلول المغذي في أنبوب، ليُرسل مباشرة إلى قاعدة النبات. وفي نهاية كل أنبوب يوجد باعث بالتنقيط يتحكم في كمية المحلول الموضوعة في النبات. يمكنك ضبط التدفق وفقًا لكمية المياه التي يحتاجها النبات، وأنواع النباتات، ومراحل النموّ.
5- تقنية الغشاء المغذي:
وهي تقنية يتم فيها تدفق المياه باستمرار، ولا يأخذ فترات راحة دورية. ويعمل على نحو أفضل مع النباتات سريعة النمو وذات الجذور الضحلة، مثل الخس والسبانخ والفجل والأعشاب. وهي عبارة أنابيب طويلة مفتوحة من الجانب العلوي بفتحات دائرية لوضع الشتلات. وتوضع هذه الأنابيب أفقيًا بميلان قليل، وتزود بمحلول المغذي من فوق باستخدام أداة الري، إذ يضغط المحلول بواسطة مضخة في الخزان الرئيسي. ثمّ ينتقل على شكل طبقة رقيقة تشبه الغشاء لأسفل الأحواض، لِتُجمّع فيما بعد بواسطة مزراب يُعيدها إلى الخزان.
6- تقنية الغمر والتصفية:
ويسمى أيضًا المد والجزر، وهو أكثر تعقيدًا قليلاً في التصميم. تعمل هذه التقنية عن طريق إغراق وسط النمو بمحلول مغذي للمياه. ثم يعود إلى الخزان الذي يحتوي على مضخة، وتزود المضخة بمؤقت ليعمل عدة مرات باليوم وفقًا لحجم ونوع النباتات ودرجة حرارة ورطوبة، ونوع الوسط الذي تنمو فيه.
ماهي النباتات التي يمكن زراعتها في الزراعة المائية:
إذا بدأت تفكر بالأمر، فقد حان الوقت لأخبرك ماهي النباتات التي تنجح وتزدهر في الزراعة المائية:
الخضراوات: أغلب الخضراوات تنجح في الزراعة المائية وخاصة الورقية منها كالخس والبقدونس والسبانخ والكرفس، وكذلك الفلفل والطماطم والخيار والبروكلي.. لمعرفة المزيد اقرأ الزراعة المائية للخضروات
الفواكه: تنجح الفراولة بشكل مذهل، وكذلك التوت البري، والشمام.
الأعشاب: الريحان والنعنع والميرمية..
وقد ظهرت تجارب ناجحة في زراعة القمح باستخدام الزراعة المائية.
ماهي المحاليل المغذية التي تستخدم في الزراعة المائية:
كالطفل الصغير، تحتاج نباتاتك لرعايتك لتحقيق أفضل النتائج. والغذاء هو أساس الرعاية. لذلك عليك أن تمد نباتاتك بأفضالها وأنسبها. فالمحلول المغذي في الزراعة المائية هو مثل الأسمدة للتربة، وهو سائل الذي يوفر مزيجًا من المغذيات المعدنية لنمو النبات. عادة ما يتم صنعه عن طريق خلط مسحوق المغذيات بالماء. ويختلف نسبة ونوعية هذه العناصر تبعًا لنوع النبات ومراحل النمو والطقس..الخ
إذًا ما هي العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات؟
هناك عناصر أساسية (الكبرى) يحتاجها النبات للبقاء على قيد الحياة، والتي يمتصها بكميات كبيرة، وهي المعادن التالية:
النيتروجين N، الفوسفور P، البوتاسيوم K.
وهناك العناصر الوسطى: وهي ضرورية للنمو، ولكنها مطلوبة بكميات قليلة وهي:
المغنيزيوم Mg، الكالسيوم Ca، الكبريت S.
والعناصر الصغرى: وهي العناصر التي يحتاجها النبات بكميات قليلة جدًا وهي :
الزنك، البورون، الحديد، المنغيز، النحاس، الالموليبدينيوم.
وتصنف المحاليل المغذية المائية من حيث التركيب إلى:
- المحاليل العضوية: وتصنع من مواد طبيعية مثل عشب البحر وشاي السماد ومستحلب السمك. وتعتبر المحاليل العضوية أغلى من المحاليل الاصطناعية لأن العثور عليها أكثر صعوبة وهي أقل تركيز من المحاليل الاصطناعية.
- المحاليل الاصطناعية: وتصنع من الأسمدة الكيماوية وهي أكثر تركيزاً وأقل تكلفة من المحاليل العضوية ويمكن تكييفها وفقاً لمتطلبات المصنع المحددة.
ومن حيث الشكل:
- المحاليل المسحوق: وهو جاف وحبيبي الشكل، يذاب بالماء جيدًا قبل استخدامه. بطيء الامتصاص من قبل النبات، وكلفته أقل من المحاليل السائلة.
- المحاليل السائلة: وهي محاليل سريعة الامتصاص من قبل النبات.
ولمعرفة المزيد تابع المقال ماهي المحاليل المغذية للزراعة المائية؟! وكيفية تحضير أفضلها لنباتاتك
ما هو الوسط الزراعي؟ وما الأنواع المستخدمة في الزراعة المائية؟
لقد ذكرنا فيما سبق الوسط الزراعي، كعنصر مهم في أنظمة وتقنيات الزراعة المائية.
فما هي الأوساط الزراعية، وماهي أهميتها وأنواعها؟
الوسط الزراعي: هو وسط بديل للتربة الطبيعية ومهمته تثبيت النبات.
ومن الشروط التي يجب توفرها في الوسط الزراعي:
- ان يكون الوسط الزراعي خامل كيميائيا يصعب تفاعله.
- القدرة على الاحتفاظ بالماء: تتوقف قدرة الوسط على الاحتفاظ بالماء وصرف الماء الزائد على حجم حبيبات الوسط وشكله ومساميته حيث أن الماء يمسك على سطح الحبيبات وفى المسام ما بين الحبيبات وكلما صغر حجم الحبيبات كلما ازدادت مساحة سطح الحبيبة وتقاربت من بعضها وزادت قدرة الوسط على الاحتفاظ بالماء.
- توفير التهوية الازمة لنمو الجذور: يجب أن يكون الوسط الزراعي له قدرة كبيرة على صرف الماء الزائد وذلك لضمان توفير التهوية الجيدة لنمو الجذور، لذلك يجب تحاشي أن تكون حبيبات الوسط ناعمة جداً مما يؤدي إلى انخفاض حركة الأكسجين خلال حبيبات الوسط مما يترتب عليه اختناق جذور النباتات.
- لا يحتوي على مواد ضارة أو سامة: يجب ألا يحتوي الوسط الزراعي على أي مادة تلحق الضرر ً بجذور النباتات.
- القدرة على تدعيم النباتات: يجب أن يكون الوسط المستخدم قادر على تدعيم النباتات وتثبيتها بشكل جيد.
- خالي من المسببات المرضية: يجب أن يكون خالي من الآفات والحشرات المختلفة عند استخدامه حتى لا يكون مصدر لإصابة النباتات بالأمراض والآفات.
- خفيف الوزن: يجب أن يكون الوسط الزراعي خفيف الوزن حتى لا يمثل حمولة زائدة على النظام ككل.
وسنذكر بعضًا من أفضل الأوساط المستخدمة في الزراعة المائية:
البيتموس:
هو بقايا نباتات متحللة، وهو وسط حامضي ذو درجة حموضة منخفضة. لا يحتوي على عناصر غذائية. ويمتاز بخفة وزنه. وخلوه من الأمراض والملوثات. ويمتص كميات كبيرة من الماء ويحتفظ بها مما يمكن النبات من امتصاص الماء منه لفترة طويلة.
البراليت: (Perlite):
هو حجر بركاني يتم طحنه وتسخينه على درجات حرارة مرتفعة جدا. فيتحول لمادة منتفخة وتتمدد حبيباته بصورة كبيرة. وهو مادة خفيفة الوزن. يزيد من تهوية البيئة الموجود فيها. ويتميز بأنه خامل كيميائيًا يصعب تفاعله. وهو مادة ثابتة التركيب من الناحية الفيزيائية. ويسّهل امتصاص جذور النباتات للعناصر الغذائية.
الصوف الصخري:
هو مادة معقمة خاملة وعالية المسامية. يصنع الصوف الصخري بتسخين الحجر الجيري وصخر البازلت معًا. حتى ينصهران ثم يتدفقان في جهاز يدور بسرعة عالية جداً، حيث يتكون من السائل المنصهر أليافً رفيعة تضاف إليها مواد أخرى قبل أن تبرد لتجعلها قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة. من صفات الصوف الصخري أنه لا يمد النبات بأي غذاء. ولا يمتص العناصر المغذية. ويستخدم على شكل مكعبات.
ماهي المعدات المستخدمة في الزراعة المائية:
ما الذي أحتاجه لأبدأ بالزراعة المائية؟ تختلف المعدات الازمة في الزراعة المائية باختلاف النظام الذي تستخدمه في زراعة المائية، والمكان الذي تزرع فيه. ولكن هناك معدات أساسية يجب توافرها في الزراعة المائية.
– خزان التغذية:
وهو قلب نظام الزراعة المائية، وهو الحوض الذي يحتوي على الماء والعناصر المغذية، ويجب أن يكون معتم لا يدخله الضوء.
– المضخة:
وتستخدم لضخ المحلول المغذي إلى النباتات، ويمكن أن يكون داخل خزان التغذية كالمضخة المياه الغاطسة، أو خارجه.
– المحاليل المغذية:
ويجب أن يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات، ويأتي على شكل خلطات جاهزة تباع في المتاجر، أو يمكنك تجهيزها بنفسك.
– جهاز لقياس درجة الحموضة PH:
وهو من الأجهزة الضرورية في الزراعة المائية؛ إذ يجب أن تضبط الماء بدرجة حموضة PH تتراوح 5.5-6.5، وبالتالي يجب قياس درجة حموضة الماء على الدوام.
– جهاز قياس الملوحة:
من المهم قياس ملوحة الماء، فالملوحة العالية يمكن أن تؤدي لموت النباتات.
– حمض لتعديل PH:
وهو حمض الفسفوريك. يضاف إلى المحلول المغذي لتعديل درجة الأس الهدروجيني فيه.
– مقياس الحرارة والرطوبة:
إذ يجب قياس رطوبة والحرارة على الدوام للمحافظة على جو مناسب للنباتات.
– أنابيب وأحواض الزراعة:
ولها أشكال مختلفة بحسب نوع النظام الذي تستخدمه، ومن المهم تركيبها على نحو يسهل معها حركة الماء وتصريفه، وتوليد الأكسجين.
– الوسيط الزراعي:
وهو وسط زراعي خامل يستخدم لتثبيت النباتات، وأشهرها البرلايت، البتموس، الصوف الصخري.
– كؤوس الزراعة:
وهي الكؤوس التي توضع فيها الشتلات، وتوضع في فتحات معدة مسبقاً في الأنابيب أو الأحواض على أبعاد مناسبة. وهي متعددة الاحجام حسب طبيعة النباتات ومراحل عمرها.
صواني التشتيل مع أقراص الكوكبيت:
توضع بها البذور لتصبح شتلات.
-الجي في سفن JIFFY7 :
هو بيتموس معالج ومضغوط ، جيد للتشتيل سهل الاستخدام فعند غمر قطع الـ جي في سفن في الماء تنتفخ ويتم وضع البذور عند ذلك. وما يميزها ان الغشاء المحيط بها رقيق تخترقه الجذور بسهولة، وإذا كبرت الشتلة نأخذها بغشائها ونزرعها في التربة أو في الماء أو في الوسط.
البيوت المحمية:
ومن متطلبات الزراعة المائية البيوت المحمية، وتسمى أيضًا الدفيئة أو البيوت البلاستيكية، وهي خيم مصنوعة من مواد شفافة منفذة لضوء الشمس، وذات هيكل معدني أو خشبي، بحيث تشكل عزلًا عن البيئة الخارجية، لتكون بيئة مناسبة للزراعة دون التأثر بالمناخ الخارجي. ولمعرفة المزيد اقرأ المقالة: البيوت المحمية: كل ما يجب معرفته لزراعة مائية ناجحة.
إذًا فالزراعة المائية ليست فقط تجربة زراعية رائعة، تضفي الجمال والخَضار على حياتك سواء في المنزل أو في العمل، أو مشروع استثماري رابح، بل هو حلٌ ثوري لمشكلة الغذاء في العالم، وهو بمتناول الجميع، فإذا قررت أن تكون جزءً من الحل، وتخوض معنا هذه التجربة فتواصل معنا هنا ، لنقدم لك كل ما يلزمك لتنشئ مزرعتك المائية، وسنبقى معك بالإرشاد والمتابعة حتى تحصل على النتائج التي تريدها.