الأسمدة العضوية: أنواعها وأهميتها في تحقيق مبادئ الزراعة العضوية

الأسمدة العضوية

تعتبر الأسمدة العضوية أحد أهم المدخلات المستخدمة في الزراعة العضوية. حيث تلعب دورًا حيويًا في تحسين خصوبة التربة وتوفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات. إضافة لدورها الكبير في الحفاظ على البيئة لكونها تنتج عن إعادة تدوير المخلفات الحيوانية والنباتية إنها تعبر عن قدرة الطبيعة في تغذية نفسها. وفي هذا المقال، سوف نستكشف دور الأسمدة العضوية في الزراعة العضوية وأنواعها وكيفية استخدامها.

Instagram Facebook Twitter ,

الأسمدة العضوية ودورها في الزراعة العضوية:

يشير مصطلح الأسمدة العضوية إلى نوع من الأسمدة المشتقة من مصادر طبيعية، مثل المواد النباتية والحيوانية. وتستخدم لتوفير العناصر الغذائية الأساسية للنباتات بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة. وهي تتألف من مادة عضوية تخضع للتحلل وتطلق العناصر الغذائية ببطء مع مرور الوقت، مما يعزز صحة التربة وخصوبتها.

وهي تشمل مجموعة واسعة من الأسمدة. مثل السماد البلدي، وسماد الدواجن، وسماد الخيول، والسماد الأخضر، ومخلفات المحاصيل والفحم الحيوي والمعادن الطبيعية وغيرها الكثير.

تعتبر الأسمدة العضوية عنصرًا مهمًا في ممارسات الزراعة العضوية. لأنها تساعد في الحفاظ على صحة التربة، والاستغناء عن المدخلات الكيميائية، وتعزيز النظم الزراعية المستدامة. اقرأ أيضًا: رحلة التحول إلى الزراعة العضوية: العوامل المؤثرة والدعم ومراحل التحول.

وتلعب الأسمدة العضوية دورًا حيويًا في الزراعة العضوية من خلال:

توفير العناصر الغذائية للنباتات:

تحتوي الأسمدة العضوية على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية الضرورية لنمو النباتات. فهي بمثابة مخزن لإمداد النبات بالعناصر الغذائية الازمة لنموها.

تحسين خواص التربة:

تعتبر المادة العضوية مصدرًا للغذاء والطاقة للكائنات الدقيقة التي تعيش في التربة. التي تحلل بدورها المادة العضوية  وتنتج الدبال، وهي مواد كربوهيدراتية تعمل على لصق حبيبات التربة لتكوين تجمعات أكبر حجمًا. مما يزيد من مسامية التربة الثقيلة ويحسن من التهوية والصرف. وتعمل مادة الدبال على زيادة تماسك حبيبات التربة الرملية وبالتالي مقدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية والحد من انجراف التربة. إضافة لقدرتها على تحسين السعة الكاتيونية للتربة. وينتج عن تحلل الأسمدة العضوية ثاني أكسيد الكربون الذي يذوب في الماء منتجًا حمض الكربونيك الذي يخفض من حامضية التربة مما يزيد تيسير بعض العناصر للنبات مثل الفوسفور والمنغنيز والحديد.

تعزيز النشاط البيولوجي في التربة:

تساعد الأسمدة العضوية على زيادة النشاط البيولوجي في التربة. وذلك بزيادة اعداد الكائنات الحية الدقيقة التي لها دور في  تكسير المواد العضوية وإطلاق العناصر الغذائية للنباتات. وتثبيت نتروجين الهواء الجوي، والقضاء على بعض الكائنات الدقيقة الضارة للنبات.

تقليل مخاطر التلوث:

لا تحتوي الأسمدة العضوية على أي مواد كيميائية أو مبيدات حشرية، مما يقلل من مخاطر التلوث البيئي. وهي تقلل من ذوبان بعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم عن طريق خلبها مع معقد الدبال مما يقلل من ذوبانها في محلول التربة.

أنواع الأسمدة العضوية المستخدمة في الزراعة العضوية:

تقسم الأسمدة العضوية تبعًا لمصدرها، وهناك أنواع عديدة من الأسمدة العضوية، ولكل منها خصائص واستخدامات مختلفة. ومن أهم أنواع الأسمدة العضوية:

الأسمدة العضوية الحيوانية:

هي الأسمدة المشتقة من فضلات الحيوانات مثل الماشية والخيل والطيور، وتشمل أيضًا مسحوق العظام ودقيق الدم ومستحلب الأسماك. ويجب استخدام هذه الأسمدة وهي كاملة التحلل ومعالجة حراريًا حتى تكون خالية من الأمراض وبذور الأعشاب، ومن فوائد الأسمدة العضوية الحيوانية:

  • غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى العناصر الأخرى المفيدة لنمو النبات وتطوره.
  • تساعد على تحسين خصوبة التربة من خلال تجديد مستويات المغذيات وتعزيز بنية التربة.
  • توفر مصدرًا بطيئًا للمغذيات، حيث تطلقها تدريجيًا في التربة بمرور الوقت، مما يساعد في الحفاظ على إمدادات مغذية متوازنة للنباتات.
  • أيضًا كمصدر غذائي لميكروبات التربة، مما يعزز نشاطها ويحسن صحة التربة.
  • تعزز احتباس الماء في التربة، مما يقلل من مخاطر تسرب المغذيات ويحسن تحمل الجفاف في النباتات.
  • بالإضافة إلى ذلك، تساهم الأسمدة العضوية الحيوانية في الاستدامة الشاملة للزراعة من خلال إعادة تدوير مواد النفايات العضوية وتقليل الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية.

الأسمدة الخضراء:

يشير السماد الأخضر إلى ممارسة زراعة نباتات معينة، وهي محاصيل تزرع بغرض قلبها مع التربة قبل أن تصل إلى مرحلة الإزهار. بحيث تُدمج مع التربة لتحسين خصوبتها وهيكلها، مثل البقوليات ( الفاصولياء- الفول والبرسيم ..) ومحاصيل الغطاء (الشعير- الحنطة السوداء).  ويجب أن تكون غزيرة النمو للحصول على كمية كبيرة من المادة العضوية، وسريعة النمو للاستفادة منها قبل زراعة المحصول المطلوب. وذات نمو جذري متشعب وتتأقلم مع الظروف المناخية ونوع التربة حتى تعطي مجموع خضري كبير. ومن المهم بعد قلب النباتات في التربة توفير التهوية والرطوبة وذلك بالري حتى تتم عملية التحلل بسرعة. ويجب أن تمضي فترة من ثلاثة أسابيع لشهر بين قلب التربة وزراعة المحصول الأساسي.

من فوائد الاسمدة الخضراء:

  • إضافة العناصر الغذائية للتربة: فعند خلط النباتات مع التربة ستعيد التربة كافة العناصر الغذائية التي امتصها النبات إضافة لكتلة من المادة العضوية من فضلات الأوراق وبقايا الجذور، التي تزيد محتوى الكربون العضوي في التربة.
  • اضافة النتروجين إلى التربة: إذ تتمتع البقوليات بالقدرة على تثبيت النيتروجين من الغلاف الجوي من خلال علاقة تكافلية مع البكتيريا المثبتة للنيتروجين في عقيدات جذورها. مما يزيد من توافره في التربة.
  • تحتوي محاصيل السماد الأخضر أيضًا على أنظمة جذور عميقة تساعد على تحسين بنية التربة عن طريق تفتيت التربة المضغوطة وزيادة مسامية التربة.
  • تساعد الأسمدة الخضراء في تثبيت التربة وحمايتها من التآكل وخاصة في المناطق غزيرة الأمطار والمعرضة للرياح القوية.
  • تخفف كثيرًا من الأعشاب الضارة التي تنمو معها وتقلب معها داخل التربة قبل أن تعطي البذور

الكومبوست:

هو سماد عضوي نباتي أي ناتج عن تخمر مخلفات نباتية مثل التبن والأوراق والسوق وبقايا الطعام. يدعم نمو النبات بالعناصر المغذية ويحسن من بنية التربة ويزيد النشاط الميكروبي.

لتحضير الكومبوست، يجمع بقايا لنباتات وتخلط في كومة بحيث تحتوي على  المواد الخضراء كالأوراق (عالية النيتروجين) والمواد البنية كالأغصان  (عالية الكربون). وتوضع في كيس أو في حفرة في الأرض وتقلب الكومة بانتظام لتوفير الأكسجين وتعزيز التحلل و من المهم الحفاظ على مستوى الرطوبة المناسب لدعم نشاط الكائنات الحية المحللة، التي تكسر المادة العضوية. اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين البيتموس والكومبوست؟ كل ما تحتاج معرفته

السماد الدودي (الفيرمي كومبست):

السماد الدودي هو نوع من السماد العضوي الذي يتم إنتاجه من خلال عملية التسميد الدودي، والتي تتضمن استخدام ديدان الأرض لتفكيك المواد العضوية إلى سماد غني بالمغذيات.  يحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية مقارنة بالسماد التقليدي، مما يجعله سمادًا عضويًا ممتازًا للنباتات. يدعم نمو النبات ويحسن بنية التربة. لتعرف المزيد اقرأ: تعرف على طريقة تربية دودة الأرض لتحصل على أفضل الأسمدة

الأسمدة المعدنية الطبيعية (ZEOLITES):

هي معادن بركانية مسامية ذات بنية بلورية فريدة تكونت بشكل طبيعي وتضاف كما هي دون أي معالجة او تعديل. وهي أحد أهم البدائل المستخدمة في الزراعة العضوية كسماد معدني طبيعي لتحسين خصوبة التربة وتوفير العناصر الغذائية للنباتات.

ومن أمثلتها: الفوسفات الصخري يحتوي على مستويات عالية من الفوسفور. الفلسبار وهو مصدر رئيسي للبوتاسيوم، دورمايت: يحتوي على الكالسيوم والمغنيسيوم، الجبس الزراعي: غني بالكالسيوم والكبريت.  الرمال الخضرة: وهي رواسب بحرية اللاهوائية، وتحتوي على البوتاسيوم والحديد والمعادن النادرة الأخرى، 

وبالطبع هناك الكثير من الأسمدة العضوية مثل الفحم الحيوي والطحالب البحرية، وهناك خلطات الأسمدة العضوية  التي تحتوي على أكثر من نوع، إضافة لاحتوائها على الفطريات الجذرية المفيدة للتربة والتي  ستجد أفضلها في متجر تقنيات الزراعة الحديثة إضافة لمجموعة واسعة من الأسمدة العضوية المختلفة كالسماد الدودي ودقيق قشرة المحار وسماد عظام السمك وسماد القبقاب وسماد الطحالب وسماد الغبار الصخري وغيرها الكثير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إفتح المحادثة
1
تحتاج مساعدة؟
أهلا بك في تقنيات الزراعة الحديثة
كيف يمكننا مساعدتك؟