إن الرطوبة المرتفعة في البيوت المحمية من أكثر العوامل المناخية التي تسبب قلقًا لدى مزارعي البيوت المحمية وخاصة في فصل الشتاء. لما لها من تأثير مباشر على نمو النبات وجودة المحاصيل. والأهم من ذلك أنها السبب المباشر للإصابة بالأمراض الفطرية التي تشكل تهديدًا كبيرًا على المحاصيل. لذا وحرصًا من تقنيات الزراعة الحديثة على كل ما يفيد المزارع. وانطلاقًا من خبرتنا الواسعة في تجهيز البيوت المحمية نقدم لك رؤية متكاملة عن هذه المشكلة وطريقة حلها.
Instagram , Facebook , Twitter ,
ما هي الرطوبة النسبية ونقطة الندى؟
الرطوبة هي نسبة بخار الماء الموجودة في الهواء والتي تجمعت نتيجة تبخر مياه الري وعملية النتح التي تقوم بها النباتات.
الرطوبة النسبية RH: هي مقياس لكمية الرطوبة الموجودة في الهواء. مقارنة بالحد الأقصى من الرطوبة التي يمكن للهواء الاحتفاظ بها عند درجة حرارة معينة.
نقطة الندى: هي درجة الحرارة التي يصبح فيها الهواء مشبعًا بالرطوبة، مما يتسبب في تكوين التكثيف. إنه مقياس للكمية الفعلية للرطوبة الموجودة في الهواء. عندما يصل الهواء داخل الدفيئة إلى درجة حرارة نقطة الندى وتصبح الرطوبة النسبية 100%. عندها تتشكل قطرات الماء على النباتات، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الرطوبة. يمكن أن تساعد مراقبة نقطة الندى المزارعين على تقييم مخاطر الرطوبة الزائدة. واتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على مستويات الرطوبة المثلى داخل الدفيئة.
ما هو تأثير الرطوبة المرتفعة في البيوت المحمية على النبات:
للرطوبة المرتفعة في البيوت المحمية أضرار كثيرة على البيئة الصحية لنمو النباتات، ونذكر منها:
- يتمثل أحد المخاطر في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض الفطرية والبكتيرية، مثل البياض الدقيقي والبوتريتيس والعفن الرمادي، والتي تزدهر في الظروف الرطبة. والإصابات الفطرية هي إصابات قاتلة وسريعة الانتشار داخل البيوت المحمية إذ يمكنها أن تقضي على المحصول في غضون أيام.
- يمكن أن تمنع الرطوبة العالية أيضًا عملية النتح في النباتات، مما يعيق امتصاص العناصر الغذائية ويؤدي إلى ضعف نمو النبات وتطوره.
- يمكن أن تخلق الرطوبة الزائدة بيئة مواتية لانتشار الآفات، حيث تزدهر بعض الآفات في الظروف الرطبة مثل فطريات البعوض. التي تسبب تلف النباتات وتقليل جودة المحصول.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الرطوبة العالية سلبًا على التلقيح وتكوين الفاكهة في أنواع نباتية معينة، مما يؤدي إلى انخفاض المحصول وانخفاض جودة الفواكه والخضروات.
لذلك، من الضروري لمزارعي البيوت المحمية إدارة مستويات الرطوبة والتحكم فيها بعناية للتخفيف من هذه المخاطر وضمان النمو الأمثل للنبات وجودة الحصاد.
ما هو مستوى الرطوبة المثالي في البيت المحمي؟
بالطبع تتغير حاجة النباتات للرطوبة باختلاف نوع النبات ولكن المستوى المثالي للرطوبة في البيوت المحمية لنمو معظم النباتات تكون حوالي 80% عند درجة حرارة 27 رجة مئوية. فعند هذا المستوى تنمو النباتات على نحو جيد. مع العلم أن النباتات الاستوائية تفضل مستويات رطوبة أعلى من ذلك وبعض النباتات تعمل على نحو أفضل في الرطوبة المنخفضة كالصبار والعصاريات.
ويمكنك معرفة مستوى الرطوبة في بيتك المحمي، عن طريق استخدام جهاز مقياس الرطوبة، وهو جهاز مصمم خصيصًا لقياس الرطوبة. يمكن أن توفر أجهزة قياس الرطوبة قراءات لكل من الرطوبة النسبية ودرجة حرارة نقطة الندى. وستجد في متجر تقنيات الزراعة الحديثة أفضل أجهزة قياس الرطوبة والحرارة.
ما هي أسباب الرطوبة المرتفعة في البيوت المحمية:
يمكن أن تحدث الرطوبة المرتفعة في البيوت المحمية بسبب عدة عوامل:
- سقي النباتات بشكل مفرط أو عدم توفير الصرف المناسب مما يؤدي إلى زيادة الرطوبة في التربة والهواء.
- الكثافة النباتية: إن زيادة عدد النباتات داخل البيت المحمي يؤدي إلى زيادة عملية النتح، وبالتالي زيادة الرطوبة في البيت المحمي.
- سوء التهوية أو عدم كفاية دوران الهواء، مما قد يحبس الرطوبة داخل المنزل. وذلك عند عدم استخدام المراوح وغلق النوافذ وفتحات التهوية في فصل الشتاء.
- درجات الحرارة المحيطة العالية، والتي يمكن أن تزيد من معدل التبخر وتساهم في ارتفاع مستويات الرطوبة.
- العوامل الخارجية مثل الظروف الجوية، مثل مستويات الرطوبة العالية خارج المنزل المحمي، والتي يمكن أن تؤثر على الرطوبة في الداخل.
فمن المهم تحديد ومعالجة أسباب زيادة الرطوبة في المنزل المحمي للحفاظ على بيئة نمو صحية للنباتات.
كيفية خفض نسبة الرطوبة في البيوت المحمية :
بعد أن تعرفنا على أسباب الرطوبة المرتفعة في البيوت المحمية، يمكننا بكل بساطة تجنب هذه الأسباب، والقيام ببعض الممارسات التي من شأنها خفض الرطوبة في البيت المحمي، ونذكر منها:
1- تجنب الري المفرط:
من أفضل وأرخص الطرق لتخفيض الرطوبة في البيت المحمي هي الإدارة الجيدة والدقيقة في عملية الري. مع التوقف عن الري ليلًا عندما تنخفض درجة الحرارة، حتى لا تعلق الرطوبة في الهواء. والري صباحًا حتى تجف المياه قبل حلول الليل.
استخدم الري بالتنقيط فهو أفضل وسيلة للري، على النقيض من الري بالرشاشات أو الري العلوي التي تسبب في تجمع المياه على الأسطح أو على أوراق النباتات التي تزيد من الرطوبة عن طريق التبخر. ومن المهم أيضًا أن تكون تربة البيت المحمي جيدة التصريف. مع التأكد على أن مستوى الدفيئة مستقيم فلا يتجمع المياه في أي مكان.
2- التهوية الجيدة:
تعمل التهوية الجيدة على تجديد الهواء داخل البيت المحمي وبالتالي تخفض من مستوى الرطوبة في البيت المحمي. وذلك إما باستخدام المراوح أو فتح فتحات التهوية والنوافذ. والمباعدة بين النباتات لتحسين تدفق الهواء حولها. ولكن هذه الطريقة غير مجدية إذا كانت الرطوبة الخارجية عالية خلال مواسم الأمطار أو في الأماكن ذات المناخ الاستوائي. وبالإضافة إلى أن عملية التهوية في الشتاء يمكن أن تسبب في انخفاض في درجة الحرارة لمستوى لا يناسب نمو النبات. عندها يجب أن تترافق التهوية مع التدفئة . حيث يتم تدفئة الهواء الجديد حتى نحافظ على درجة الحرارة المثلى لنمو النبات. ولكنها طريقة مكلفة نوعًا ما.
3- التدفئة:
تساعد التدفئة على تقليل الرطوبة. فالرطوبة النسبية تقل مع زيادة درجة الحرارة. لذا فإن رفع درجة الحرارة في فصل الشتاء ضمن نطاق الذي يتحمله النبات يساعد في خفض الرطوبة في البيت المحمي.
4- استخدام أجهزة مزيلات الرطبة:
وهي واحدة من أكثر الطرق فعالية. وهي أجهزة مصممة لتقليل الرطوبة في الهواء وتحسين التهوية، لا تسحب الهواء من الخارج وتحافظ على درجة حرارة البيت المحمي وهي مزودة بأجهزة قياس رطوبة، ولها نوعان كيميائي وميكانيكي.
وأخيرًا، يجب أن تراقب وتضبط المناخ داخل بيتك المحمي من درجة حرارة ورطوبة وتهوية وحتى كمية مياه الري، حتى تقدم أفضل الأجواء لنمو جيد وإنتاج عالي للمحاصيل.