إذا مر على أرض مزروعة فلا يبقي ولا يذر ويدمرها في غضون دقائق. إنه الجراد الصحراوي الآفة العابرة للحدود، يهجم في أسراب ليستهلك ما يعادل استهلاك 35000 شخص في يوم واحد. إنه تهديد لسبل العيش عُشر سكان العالم ومن أكثر الآفات المدمرة في العالم. فما هو الجراد الصحراوي؟ وماهي أضراره وما هي طرق مكافحته؟ كل ذلك ستجده هنا في هذه المقالة.
Instagram , Facebook , Twitter ,
دورة حياة حشرة الجراد الصحراوي:
يعتبر الجراد الصحراوي Schistocerca gregaria من الآفات الرئيسية التي تسبب أضرارًا كبيرة للمحاصيل والمنتجات الزراعية أثناء غزواتها. وهناك أكثر من ثلاثين نوعًا من الجراد الصحراوي. وهي من أكثر الآفات خطورة في مناطق الجزيرة العربية.
يمتلك الجراد الصحراوي القدرة على التكاثر السريع والهجرة لمسافات طويلة وتدمير المحاصيل، مما يجعله أخطر الآفات المهاجرة .
تتكون دورة حياة الجراد الصحراوي من ثلاث مراحل: مرحلة البيض، ومرحلة الحورية، ومرحلة البلوغ.
عندما يأتي فصل الشتاء ويبدأ البرد يموت الجراد ولكن قبل ذلك تضع الإناث البيوض في التربة على عمق 8سم. في مجموعات تسمى قرون البيض، والتي يمكن أن تحتوي على ما يصل إلى 80 بيضة حيث تضع الأنثى من 80-158 بيضة في كل مرة، وتغطي مجموعة البيوض بمادة رغوية لتحميه من البرد والجفاف.
يفقس البيض في فصل الربيع إلى حوريات تمر بعدة مراحل نمو حتى تصل لبلوغ الحشرة الكاملة. تتغذى الحوريات على الغطاء النباتي وتخضع لعملية الذوبان للتخلص من هيكلها الخارجي والنمو بشكل أكبر.
بمجرد وصول الحوريات إلى مرحلة البلوغ، فإنها تطور الأجنحة والقدرة على الطيران، وتشكل أسرابًا يمكنها السفر لمسافات طويلة بحثًا عن الطعام. وذلك في الخريف وأوائل الشتاء.
تطير اسراب الجراد مع الرياح لتغطي حتى 200 كم في يوم واحد. لتعبر البحر الأحمر بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
يتزاوج الجراد الصحراوي البالغ في موسم الأمطار ويضع البيض ويبدأ الدورة مرة أخرى.
يمكن أن تتأثر دورة حياته بالعوامل البيئية مثل درجة الحرارة والأمطار والغطاء النباتي، والتي يمكن أن تؤثر على أنماط التكاثر والهجرة. ويعد فهم دورة حياته أمرًا بالغ الأهمية لتنفيذ استراتيجيات المكافحة والإدارة الفعالة لكبح اتشار الجراد وتقليل تلف المحاصيل.
ما هي أضرار الجراد الصحراوي؟
يعتبر الجراد الصحراوي من الآفات المدمرة للغاية التي تسبب أضرارًا كبيرة للمحاصيل والغطاء النباتي. إنها تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الغذائي وسبل العيش والبيئة. ولطالما أدت حالات تفشي الجراد في السعودية واليمن وغيرها من بلدان افريقيا إلى أضرار واسعة النطاق للمحاصيل، مما أدى إلى خسائر اقتصادية. ونذكر من هذه الأضرار:
1. تدمير المحاصيل والغطاء النباتي: فهو قادر على التهام كميات كبيرة من الأوراق والزهوروالثمار والأغصان الغضة والبراعم والبذور. مما يؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية بسرعة، وهذا يؤثر على الأمن الغذائي للمناطق المتضررة.
2. الخسائر الاقتصادية: تسبب الأضرار التي تلحق بالمحاصيل الزراعية خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين والمجتمعات المعتمدة على الزراعة. قد يؤدي ذلك إلى زيادة أسعار الغذاء وتفاقم مشاكل الجوع. إضافة إلى تكاليف تدابير المكافحة والحاجة إلى التعافي بعد الإصابة. مما يؤدي إلى زيادة تفاقم الأثر الاقتصادي.
3. تأثيرات بيئية: تترك هجماته السريعة والواسعة الحقول قاحلة وخالية من الغطاء النباتي، مما يؤثر على كل من المحاصيل المطرية السنوية والمحاصيل المعمرة والأعشاب. وبالتالي تدمر الغطاء النباتي الذي يسبب تدهور الأراضي وفقدان التنوع البيولوجي. كما تؤثر سلباً على الحيوانات العاشبة.
4. مخاطر صحية: في بعض الحالات، يساهم الجراد في نقل الأمراض الزراعية بين المحاصيل. كما يمكن أن تتسبب كثافة الجراد في مشاكل صحية للإنسان، مثل مشاكل التنفس بسبب جثث الجراد والفضلات.
5. استخدام المبيدات الضارة: لمكافحة الجراد الصحراوي، قد يتم استخدام كميات كبيرة من المبيدات الكيميائية، مما يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على البيئة وصحة الإنسان.
بسبب هذه الأضرار، يتم بذل جهود دولية لمراقبة تجمعاته والتدخل المبكر لمنع الانتشار الواسع والأضرار الكبيرة التي يمكن أن يسببها.
طرق مكافحة الجراد الصحراوي:
لمكافحة الجراد الصحراوي، تم تنفيذ استراتيجيات مكافحة مختلفة منها الحيوية والكيميائية مع المراقبة والبحث المستمر لإيجاد أفضل الحلول للقضاء على هذا الخطر المدمر. ويمكن تلخيص طرق مكافحة الجراد الصحراوي بما يلي:
الاكتشاف المبكر والرصد:
من المهم مراقبة وتتبع حركة أسراب الجراد مع دراسة دورة حياتها والتغيرات الطارئة في سلوكها وذلك لاتخاذ التدابير الوقائية المبكرة ومهاجمتها في الوقت والمكان المناسب.
المكافحة الكيميائية:
وذلك باستخدام الرش الجوي للمبيدات الكيماوية لاستهداف أسراب الجراد في حالات الإصابة واسعة النطاق. هذه الطريقة تقلل بشكل فعال وسريع من أعداد الجراد وتمنع المزيد من الضرر للمحاصيل والنباتات. ولكن هناك أضرار محتملة لهذه المبيدات فيجب منع استهلاك المحاصيل المرشوشة حتى تنتهي فترة الأمان. كذلك يمنع الرعي في أماكن الرش.
المكافحة البيولوجية:
يساعد استخدام الأعداء الطبيعيين للجراد الصحراوي، مثل الحيوانات المفترسة والطفيليات ومسببات الأمراض ومانعات التغذية، في السيطرة على تجمعات الجراد. مثل تطبيق الفطريات (Metarhiziuim) التي ترش باستخدام الطائرات. وتسبب موت الجرادة خلال 4-10 أيام وتنتقل من حشرة إلى أخرى وهي غير ضارة على الانسان والنبات والحيوان على عكس المبيدات الكيميائية. إضافة لاستخدام مسببات الأمراض البكتيرية من أنواع العصيات والسودوموناس والسيراتيا كعوامل للمكافحة الحيوية.
تدابير المكافحة الثقافية:
مثل حرث التربة لتعريض بيض الجراد للحيوانات المفترسة وتدمير مواقع تكاثر الجراد.
التعاون الدولي:
التعاون بين البلدان المتضررة والمنظمات الدولية أمر بالغ الأهمية لتبادل المعلومات وتنسيق جهود المكافحة وتقديم الدعم في مكافحة تفشي الجراد الصحراوي.
الزراعة في البيوت المحمية:
على المستوى الفردي، يمكنك حماية مزروعاتك من هجمات الجراد سواء كانت هجمات فردية أو بأسراب عن طريق الزراعة في البيوت المحمية، وبهذا توفر على نفسك الخسائر الكبيرة التي ستتكبدها من هذه الآفة الشرسة، وتكاليف المكافحة وغيرها من الآثار النفسية الناتجة عن الخوف والترقب لهجومها. ولا تذهب بعيدًا هنا في تقنيات الزراعة الحديثة ستجد ما يناسبك، بدءًا بالبيوت المحمية المنزلية وانتهاءً بالمشاريع الزراعية الكبيرة. مع بناء البيت المحمي ومستلزمات التبريد والتغطية وغيرها الكثير..