يمكنك أن تعتبر الزراعة العضوية بمثابة العودة لما كان يقوم به أجدادنا في الزراعة، مع لمسة التطوير والتقنية. فبعد أن اكتشفنا ومازلنا نكتشف الآثار التراكمية المدمرة للمبيدات والأسمدة الكيماوية على البيئة والتربة والانسان والحيوان، بدأنا بالرجوع لما قبلها والاستعانة بالقوة الكامنة في الطبيعة بعلاج وتغذية نفسها. فبدأت بالانتشار على مستوى الدول والأفراد. فما هي الزراعة العضوية؟ وماهي مبادئها وطرقها؟ سنتعرف على ذلك في السطور التالية.
Instagram , Facebook , Twitter ,
تعريف الزراعة العضوية (Organic Agriculture):
هو نظام زراعي مستدام وشامل، يعمل على تعزيز صحة النظام البيئي الزراعي. ويقوم على عدد من المبادئ وهي تجنب استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الصناعية والهرمونات والمكملات الغذائية الكيماوية والبذور المعدلة وراثيًا وغيرها من المدخلات الزراعية غير الطبيعية. وهي تركز على الحفاظ على خصوبة التربة وجودتها وزيادتها من خلال ممارسات مثل تناوب المحاصيل. والزراعة البينية، وإدارة النظام البيئي، واستخدام الأسمدة العضوية والحيوية.
ولقد أبدت المملكة العربية السعودية دعمًا كبيرًا للمزارعين للتحول للزراعة العضوية منها الدعم المعرفي والفني والمادي، فقد رصدت لذلك (750) مليون ريال لدعم الزراعة العضوية. مما شجع على إنشاء أو التحول للزراعة العضوية. وقد أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية عن ارتفاع نسبة الزراعات العضوية في البلاد إلى ما يصل لـ 265% خلال العشر سنوات الماضية. ولا يقف عند ذلك فقد أُنشِأت الجمعية السعودية للزراعة العضوية التي تقوم بنشر التوعية والمعرفة. مع مراقبة وتوثيق وتقييم للأسمدة والتربة وغيرها للتأكد من تطابق النشاط الزراعي مع معايير ومواصفات الزراعة العضوية.
وتحتاج الزراعة العضوية للوقت لتؤتي ثمارها وتعطي الانتاج العالي. فالتربة والبيئة تحتاج للوقت لكي تشفى من آثار الملوثات القديمة إضافة إلى أن التأثير الطبيعي يكون بطيء ولكنه فعال وآمن.
فوائد الزراعة العضوية:
اثبتت العديد من الدراسات أن للزراعة العضوية فوائد كثيرة لصحة الانسان والبيئة. فقد وُجِدَ أن معدل تلوث الهواء والماء قد قلَّ، والتنوع الحيوي تحسن كثيرًا وغيرها من الفوائد التي نذكر منها:
- الحفاظ على التنوع الحيوي: تخلق ممارسات هذه الزراعة نظامًا بيئيًا أكثر تنوعًا وتوازنًا. وتدعم مجموعة واسعة من الأنواع النباتية والحيوانية، وتساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
- تستخدم الموارد الطبيعية بأمان وفعالية: ففيها يتم استغلال كافة الموارد الطبيعية في الزراعة دون الحاجة لأي مواد كيميائية ضارة.
- المحاصيل ذات قيمة غذائية عالية وخالية من السموم: إذ وجد أن المحاصيل العضوية، تحتوي على مستويات أعلى من المواد الغذائية والفيتامينات والمعادن والسكريات، والنشاط المضاد للأكسدة ومركبات الفينول والفلافونويد مقارنة بالأطعمة المنتجة تقليديًا.
- الحفاظ على البيئة: فهي تقلل من تلوث البيئة بالمواد الكيماوية والتقليل من الاحتباس الحراري.
طرق الزراعة العضوية:
كما ذكرنا فالزراعة العضوية قائمة في المقام الأول على عدم استخدام الأسمدة والمبيدات العضوية، فما هو البديل؟ وكيف نستطيع مكافحة الآفات والأمراض وتغذية النباتات على نحو عضوي وطبيعي؟ للزراعة العضوية طرق شاملة تطبق بطريقة تكمل بعضها بعضًا. ونذكر من طرقها:
1- تناوب المحاصيل:
هي أسلوب زراعي حيث لا يقوم المزارعون في زراعة نفس المحصول على نفس الأرض كل موسم. وهي ممارسة شائعة لمكافحة الآفات والأمراض، فلكل محصول آفات تتطفل عليه لتنمو وتكبر وتعيد دورة حياتها فمع زراعة نوع آخر غير عائل لهذه الآفات تنقطع دورة حياتها مما يحد من انتشارها ويقضي عليها.
مكافحة الحشائش:
تتم مكافحة الحشائش من خلال إزالة الأعشاب يدويًا باستخدام الأيدي العاملة، أو بتغطية الأرض حول قاعدة النبات. أو استخدام محاصيل الغطاء مثل الحنطة السوداء والبرسيم والذرة الرفيعة، لقمع نمو الحشائش والتي إضافة لذلك تمنع تآكل التربة.
التدابير ما قبل الزراعة:
ومن أهمها تشميس التربة التي تساعد على قتل العديد من المسببات المرضية في التربة قبل الزراعة. وذلك بتغطية التربة بطبقة من فيلم بولي إثلين شفاف الذي يجمع أشعة الشمس ليرفع درجة حرارة التربة لدرجة تقتل الآفات والأمراض وبذور الحشائش.
الأسمدة العضوية:
هناك الكثير من الأسمدة ذات الأساس العضوي التي تضاهي فائدتها الأسمدة الكيماوية.، فمنها السماد العضوي الحيواني الذي يدعم النباتات بالكثير من العناصر الغذائية ويحسن التربة ويشجع نمو الميكروبات المفيدة . والكموبست الناتج عن تحلل البقايا النباتية، وكذلك أسمدة الطحالب البحرية الغنية بالأحماض الأمينية والفيتامينات والعناصر الغذائية للنبات. والكثير غيرها وستجد في متجر تقنيات الزراعة الحديثة تركيبات لأسمدة عضوية متكاملة تعزز نمو النبات وانتاجه.
المكافحة الحيوية للآفات:
وهي استخدام الكائنات الحية للسيطرة أو قمع مجموعات الآفات والأمراض في النظم الزراعية. تتضمن ادخال أو تعزيز الأعداء الطبيعيين للآفات مثل الخنفساء والدبابير والدعسوقة التي تفترس المن والحشرة القشيرية القطنية. وأحد أنواع السوس المفترس يستخدم لمكافحة سوس العنكبوت الأحمر. إضافة للأحياء الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات النافعة التي تساعد في تدوير المغذيات وتمعدنها، مما يجعل العناصر الغذائية الأساسية متاحة أكثر للنباتات. وبعضها لديها القدرة بالقضاء على الآفات والأمراض بطريقة طبيعية دون الحاجة للمبيدات الكيميائية.
استخدام المستخلصات النباتية:
وهي عبارة عن مبيدات حشرية وفطرية طبيعية مستخلصة من بعض أنواع النباتات مثل الزنجبيل والشيح والريحان وفول الصويا وغيرها الكثير. والتي من شانها إما التأثير على الآفة بالسمية أو التأثير الطارد أو المثبط لوضع البيض أو في تقوية مناعة النبات في مواجهة الأمراض. وقد بدأت تنتشر المستخلصات النباتية التجارية، تصفح متجر تقنيات الزراعة الحديثة لتجد أفضلها .
المكافحة الميكانيكية:
وهي استخدام بعض الوسائل والأدوات التي من شأنها المساعدة في مقاومة الآفات ومنها: استخدام المصائد والحواجز والتغطية لمنع دخول الحشرات الضارة. إزالة الاجزاء المصابة يدويًا، تنظيم الري وعدم زيادة الرطوبة التي تسبب بعض الأمراض الفطرية. وغيرها من الممارسات التي تساعد في مكافحة الآفات والأمراض.
وأخيرًا، فإن الزراعة العضوية هي نهج متكامل يمكنك أنت أيضًا تطبيقه في مزرعتك الصغيرة تبعًا لإمكانيتك. لتحصل على انتاج صحي خالي من أي آثار يمكن أن تسبب الضرر لك ولأطفالك. وللمزيد من المقالات المفيدة في عالم الزراعة تصفح مدونة تقنيات الزراعة الحديثة لتجد كل ما هو مفيد.